كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

السبت 31/3/ 2012

ماذا كانت رؤيه العرب في قمه بغداد ؟ رفعت نافع الكناني وكما كان متوقعا ، نجحت بغداد في احتضان العرب في قمتهم 23 التي عقدت اليوم في العاصه بغداد ، بالرغم من المصاعب التي واجهت العراقيين  لقهر ارادتهم التي كانت بغداد تريد ان تظهر للعالم  ان العراق بخير وفي طريقه نحو التقدم والاستقرار ومعالجه كافه مشاكله الداخليه بعقليه جديده متفتحه وواقعيه ، بعيدا عن التطرف والاقصاء  وفرض الحلول الجاهزه  وسياسه الانتماءات الضيقه ... اظهرت الوقائع ان الجميع الذين شاركوا بالقمه من رؤساء ووفود وضيوف ، خرجوا بمحصله اتفق عليها الجميع ان العراق نجح تنظيميا وسياسيا ودبلوماسيا في اداره هذه القمه بطريقه رائعه ومميزه .  وينتظر قاده العراق مستقبلا واعدا بسبب ما  يمتلكون من مقومات النجاح بفعل السياسات المرنه والمتعقله التي ابدوها من خلال الاعداد لهذه القمه التي تميزت بظرف زمانها ومكانها . وما تميزت به العلميه السياسيه في  العراق من اسس جديده تتبنى الخيار الديمقراطي والتداول السلمي للسلطه وكما اكده السيد رئيس الوزراء نوري المالكي من ان العراق نجح في ثلاث تجارب  لانتقال السلطه بطريقه ديمقراطيه  . تميزت قمه بغداد عن القمم السابقه بانها البدايه لرسم طريق جديد لشعوب المنطقه بعد ان تجاهلت القمم السابقه اراده الشعوب وما تطمح له من حقوق  ومطالب  واستحقاقات . علامه مميزه اتسمت بها هذه القمه ، ان اي بلد عربي لم يقاطعها رغم وجود اشكالات وجدل  بشان مواقف العراق من قضايا كثيره . والعراق مؤهل للعب دور ايجابي ورئيسي لحل مشاكل المنطقه من خلال اصراره وعزيمته لمد جسور التواصل مع الجميع دون استثناء ، وفق ستراتيجيه جديده تنظر للمستقبل بروح  ايجابيه والتعامل مع العالم والمنطقه وفق مبدأ المتغيرات السياسيه والاقتصاديه الجديده . كما اكدت وقائع جلسات القمه ان الجميع ينظر برؤيا واضحه للامور ، وان الشعوب العربيه ادركت ان الارهاب كان نقطه سوداء في تاريخ هذه المنطقه وحان الوقت لتوحيد الجهود لمحاربته  والتعاون مع الجهد الدولي للقضاء عليه ودحره . والتاكيد على الهويه العربيه والاسلاميه والتنوع الديني والمذهبي والقومي في بناء دوله المواطن وليس دوله المذاهب والقوميات . كان الحضور مقبولا من خلال مشاركه عشره رؤساء دول ونحو 17 وزيرا للخارجيه ، ولم تشهد قاعه الاجتماع انسحاب اي وفد او رئيس . تميزت قمه بغداد بعدم حضور اي ملك عربي كالسعوديه والاردن والبحرين والمغرب ، وهذه مفارقه تستحق التأمل  !! كانت كلمات الوفود كلها تشيد بالاعداد والتهيؤ الجيد من قبل العراقيين . كانت كلمه الوفد السعودي قصيره ومختصره وركزت على  الجانب الاقتصادي واهميته . من المفارقات ان كلمه وفد البحرين  كانت تكيل الاتهامات والادانه للقاده السوريين بسبب قمعهم الشعب السوري !!! لم يتطرق امير الكويت الشيخ صباح الاحمد في كلمته عن القضايا التي تخص البلدين وطرق حلها ، كما انه في بادره حسنه وجيده اشاد بدور وجهود القوات العراقيه في حفظ امن القمه وتأمين الحمايه  للوفود . ورد في كلمه رئيس وزراء الاردن السيد عون الخصاونه جمله (ان امن الخليج يهم الاردن !! ) . رئيس الوفد القطري للقمه  الذي يشغل منصب مندوب قطر في الجامعه العربيه السيد أسامه يوسف القرضاوي لم يدلي بايه كلمه خلال انعقاد القمه الحاليه . اكد السيد  بان كي مون الامين العام للامم المتحده ، ان حقوق الانسان يجب ان تكون القضيه المحوريه في الدول العربيه ، في اشاره الى ان الحقوق المدنيه للمواطن العربي اخذت حيزا كبيرا من الاهتمام العالمي . كما ان القضيه الفلسطينه لم يأفل نجمها في سماء القمم العربيه بعد احداث الربيع العربي ، فاخذت قسط وافر من النقاش لدعمها ماديا ومعنويا . قضيه الشعب السوري ونضاله كانت القضيه الاكثر جدلا في نقاشات القمه ، واكدت التوصيات التي خرجت بعد انتهاء القمه على تبني الخيار السلمي  وعدم القبول بخيار تسليح المعارضه وعسكره الانتفاضات خوفا من مخاطر الحروب الاهليه التي لاتنتهي وما ينتج عنها من تقسيم البلدان وتفتيتها لكيانات صغيره متناحره ، ودعوه الحكومه والمعارضه لقبول منطق الحوار من خلال تاييد وقبول مبادره السيد كوفي عنان . كما اخذ موضوع تمتين العلاقات الاقتصاديه بين الشعوب العربيه موقعا بارزا في نقاشات القاده العرب باعتباره جسر ا للتواصل الفعال بين الاشقاء في بناء اقتصادهم وتنميه بلدانهم التي تعاني من التخلف وكثره البطاله . وكانت هناك دعوات للعمل المتضامن لحل مشاكلنا وعدم السماح للاجنبي من التدخل في شؤوننا الداخليه والعمل من خلال جامعه الدول العربيه ومؤسساتها ، في اشاره الى بناء مؤسسات جديده داخل مستوى الجامعه وتفعيل القائمه منها ، ضمن عمليه هيكله الجامعه  وتفعيل دورها التنفيذي وفق اليات جديده توعدنا بها قمه بغداد . وكان لموضوع اسلحه الدمار الشامل تأكيد من القمه  باخلاء منطقه الشرق الاوسط من هذه الاسلحه ، ومطالبه اسرائيل بالاستجابه لقرارات الامم المتحده والمجتمع الدولي في الكشف عن ما تخبأه من ترسانه هائله لاسلحه الدمار الشامل وما تحمله من مخاطر للمنطقه والعالم .  كما تضمنت المطالب القضاء على الفتنه الطائفيه ومنع ما يسمى الفتاوي التكفيريه ، والتحذير من سرقه الثورات العربيه من قبل الجماعات التكفيريه والقاعده والتحذير من الاستقطاب الطائفي للمنطقه العربيه . اذن هناك رؤيه جديده للعلاقات بين العرب وفق تأثير الظروف والمتغيرات الجديده المتشابكه .