| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                                   الأثنين 30/1/ 2012

 

 قرأت لك ... الكمالية

رفعت نافع الكناني

من خلال تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اوردغان الاخيرة وانتقاصه من بلد كالعراق وقادته ، والذي يعتبر من اهم بلدان المنطقة والعالم على مستوى التاريخ والاقتصاد والموقع الجغرافي ، وما يشُم من وراءها من نشر للفتنة وبث التفرقة بين ابناء البلد الواحد ، اشتدت الرغبة عندي للاطلاع على بعض الصفحات من تاريخ الجمهورية التركية في العصر الحديث . وكان بين يدي كتاب المرحوم الاستاذ حسن الدجيلي ( أصول التربية الثانوية ) الصادر في عام 1948 من مطبعة الحكومة / بغداد . والاهداء.. الى طالباتي وطلابي في دار المعلمين العالية ، اهدي كتابي هذا ... علما بأن هذا الكتاب حصلت عليه هدية من المرحوم الاستاذ زيد علي احمد الحيدري عم زوجتي والذي كان طالبا في دار المعلمين العالية ودرس هذا الكتاب عندما كان طالبا في المرحلة الثالثة قسم الطبيعيات عام 1947 واكمل دراسته العليا في الولايات المتحدة الامريكية منتصف الخمسينات .

في القسم الاول من الكتاب وضمن الفصل الخاص " الدولة والتعليم " يتطرق في الفقرة 6 الى موضوع (الكمالية). وهناك اشارة للكاتب في اسفل الصفحة تشير الى .. لقد اعتمدنا في كتابة هذا القسم على مطالعات الدكتور محمد فاضل الجمالي عند بحثه عن اهداف التعليم في تركية كما هو مدرج في كتابه " التربية والتعليم في تركية الحديثة " ص 5 – 12 مطبعة الحكومة 1938 بغداد وعلى كتاب " تركية الحديثة " لمحمد عزة دروزة 1946.

الكمالية : اخذت تركية الكمالية منذ الانقلاب التركي تتجه في بناء كيانها الاجتماعي والاقتصادي نحو الغرب ، تاركة الشرق وتقاليده وماضيه وراءها ظهريا ، فاقتبست منه ما شاءت وكونت لنفسها " شخصية قومية " جديدة جمعت - كما يقولون - بين محاسن الغرب ومفاخر الامة التركية – شخصية هي من صنع زعيمها كمال أتاتورك . يتطرق الكتاب لموضوع القومية في الصفحة 44 وهذا نصها : يغرس الاتراك في نفوس ناشئتهم معنى العزة القومية ، فيلقنوهم ان الامة التركية اعظم أمة ، وانها ذات مجد قديم ، وما السومريون والحيثيون الا الاتراك القدماء ، وما المدنية العباسية الا نتاج العقل التركي ! ويدعون ان قوميتهم ليست عدائية وليست موجهة ضد اية أمة من أمم الارض ، وانما هي قومية ايجابية تكوينية . ان القومية التركية وان كانت لا ترتكز على أسس قومية عريقة كالقومية العربية والالمانية مثلا ، الا انها هي الاطار الخاص الذي تتجمع فيه خصائص الامة التركية المصطنعة .

وقد صارت القومية التركية في السنوات الاخيرة عنصرية عدائية كما يدل على ذلك تاريخها الحديث ويصرح به " ميثاق الذئب الاشهب " * وهذا نصة :
" من نحن ؟
" نحن الذئاب الشهب .
" ما ميثاقنا ؟
" سلالة الذئب الاشهب التركية .
" ما عقيدتنا ؟
" ان السلالة التركية والامة التركية فوق كل سلالة وفوق كل امة .
" وما مصدر هذا التفوق ؟
" الدم التركي .
" هل يفوق التركي غيره مولدا ؟
" اجل ، فأن ذكاء التركي وشهامته وبطشه الحربي وعبقريته وكفاءته كلها مستمدة من دمه .
" هل يمكن فقدان السلالة التركية ؟
" اجل اذا ساءت البيئة ، وساء نوع الحكم .
" هل يمكن ان تفقد هذه السيادة وتصبح أثرا بعد عين ؟
" اجل ، اذا تلوث الدم التركي بالدم الاجنبي يشب جيل مولد خليط ، ضعيف الصفات بدنيا وعقليا وروحيا .
: لم يعتنق الاتراك نظرية تفوق السلالات ؟
" لان الابحاث البايولوجية قد دلت على ان 70 % من الزواج المختلط ينتج أطفالا شواذا ، صما بكما ، مسلولين ، ميالين للاجرام والبغاء والسكر والمخدرات وجنون السرقة والصرع وذهاب العقل ، اما عند الولادة او على ممر السنين . يضاف الى ذلك ان من تلوث دمه بدم غريب لن يخلص لتركية مهما عاش تحت سمائها ، وشرب من مائها ، وتلقى العلوم في مدارسها . ومتى تبوأوا الكراسي الحكومية تظاهروا بالقومية ، وهم في صميم قلوبهم خونة ينقلبون على الحكومة اذا ما اشرفت على الوهن ، مدوا ايديهم للرشوة والتعسف بالابرياء .
" وما هي بعض اماني سلالة الذئب الاشهب ؟
" ان يكون سكان الدولة التركية 65 مليونا من الانفس .
" وما يبرر ذلك ؟
" ما يبرر ذلك ان الحق لا يمنح ولكنه يغتصب .
" أتعني بذلك الحرب ؟
" أجل ، ان الحرب عند الضرورة . ان الحرب نعمة من نعم الطبيعة ، وقانون من قوانينها المباركة . ومن واجب الامة ان ترفع البطولة العسكرية الى أسمى مراتب التجلة والاحترام .
" وما هو قانون الاخلاق ؟
" الشرف والعمل والواجب والوطن . كل هذه على أساس السيف والدم .


لا يوجد عندي تعليق ، لكن اضع هذه المقالة امام ساستنا ونوابنا الافاضل للاطلاع ... لكي يضعوا العراق واهله في حدقات العيون ، فدفئ الوطن لا يعوضه حضن الاخرين ، رجائي ان يتصفوا بالحكمة في اتخاذ قراراتهم ، وبعد النظر في اتخاذ المواقف الصعبة ، وسداد الرأي في تلافي الاختلاف والمشاكل ، وان يتفهموا ان لكل مشكلة وقضية وخلاف حلول كثيرة حاضرا او مستقبلا ، وان التطرف في الرأي والقرار تورث الفوضى والمخاطر والضعف ، عليكم جميعا الابتعاد عن اثارة الازمات وعدم اعلاء النزعات الدينية والمذهبية فيما بينكم ، لتبقى حلولنا من داخل الوطن ، ليكن في علم الجميع ان مشاكلنا لا تحل من قبل الاطراف الاقليمية ، من يطلب القوة من دول الجوار يحصد الخيبة بعد حين ، فالتاريخ مليئ بتجارب مماثلة في منطقتنا العربية والاقليمية ، خيانة الوطن فعل منحط يمارس في الخفاء من قبل رجال نذروا انفسهم للاجنبي ، ان غدرت بأخيك في الوطن بمساعدة الاجنبي خسأت وبانت عوراتك بعد حين ، وختاما ، تبا لكل قلب لا يخفق بحب الوطن .
 


* مجلة التربية الحديثة ، صفحة 133 ، العدد الثاني ، السنة السادسة عشر ، القاهرة ، 1942
 

free web counter