| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 

الأحد 30/8/ 2009

 

اطفال العراق ... اجيال المحن وثقافة الحروب والأرهاب !!

رفعت نافع الكناني

الطفولة العراقية ، اسيرة برنامج ظالم وخبيث ، مخطط له بعناية لتدمير حاضر ومستقبل العراق، باعتبار ان اطفال اليوم هم بالتأكيد ، رجال الغد ، وسيكونوا خلال بضع من السنين قادة هذا المجتمع وصناع القرار فيه . ولتحديد الاطار الزمني الفعلي لبدء مسلسل هذه المحن والكوراث او لنقل بصورة ادق، متى بدأت اولى مراحل الانهيار الفعلي لأسس وقواعد رعاية وتنمية هذه الشريحة من شرائح المجتمع ؟ . اعتقد بأن الفترة الزمنية الفعلية تبدأ من بداية عقد الثمانينيات وهي مرحلة مأساة الحرب العراقية الايرانية ، اعقبتها مرحلة دخول القوات العراقية للكويت، وما تبع ذلك من قرارات الحصار والتجويع الشامل ودفع التعويضات والديون الظالمة بكل انواعها انتقاما من الشعب العراقي وليس النظام ، وآخرها السقوط المدُوي للنظام في نيسان 2003 وما تبعه من انهيار تام وشامل للمؤسسات التربوية والتعليمية وكل ما يتصل ببناها التحتية ، والتي ظهرت نتائجه الواضحة والبينة على كل اطفال العراق ، واستمر مسلسل التردي على هذا الحال قرابة ثلاثة عقود من التخريب والهدم المبرمج ليصل الحال الى ما وصلت اليه ( الطفولة العراقية ) من واقع مزري وخطير، ويهدد بكارثة انسانية ندفع ثمنها القاسي في الوقت الحاضر وما سوف يصيب المجتمع العراقي ككل في المستقبل . هذه المراحل الخطيرة المتتالية من مسيرة عدم الاستقرار في العراق احدثت واقعا هو الاخطر في أسس النظام الاجتماعي نفسه ، ويحتاج الى سنوات قادمة من العمل الجاد الخلاق والبرامج المدروسة الواعية لتصويب مسيرة الطفولة العراقية .

ان نمو هذه الشريحة يخضع لعوامل كثيرة، تتفاعل مع بعضها تفاعلا مستمرا ومتغيرا لتنتج شخصية الطفل التي هي عبارة عن محصلة تلك العوامل والمتغيرات، حيث ينصاع الطفل الى افكار مجتمعه والى طريقة العيش فيها، فتنمو شخصيته، ويضفي عليه المجتمع قدرات انسانية كثيرة لا يستطيع ان يحصل عليها لو ترك وشأنه. كما ان الاطفال يمرون جميعا في مراحل نمو طويلة حتى يصلوا الى مرحلة الرشد. وأن تربيتهم تتصل اتصالا وثيقا بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر فيها المجتمع في مرحلة من مراحل تطوره. ويصبح الطفل عرضة لكثير من الاضطرابات النفسية والعقلية التي تؤثرعلى سلوكهم في المستقبل. وأن ما يكتسبه في مرحلة الطفولة من اتجاهات يصعب تبديلها فيما بعد، وتكون لها الاثر الدائم في رسم شخصيته. وقد دلت الدراسات بأن اكثر العوامل شيوعا وخطرا هي تلك العوامل التي تدور حول حياة الاسرة في الطفولة وأثرها في تنشئته. ويرى العالم ( فرويد ) مؤسس مدرسة التحليل النفسي، ان مرحلة الطفولة المبكرة مهمة ومن اهم المراحل في نمو الفرد وتكوين شخصيته. فالعادات السيئة قد تترسخ وتتأهل في النفوس وأن طريقة علاجها و استئصالها قد تأخذ فترة مقاربة للفترة التي بدأت في ظهورها.

هذه الظروف وما اعقبها من تأثيرات نفسية خطيرة ، تعبر عن اهم مشاكل الطفل العراقي الذي يعيش حاليا فترة من عدم الاستقرار والتشويش والضياع فرضتها الظروف الاقتصادية والامنية الحالية وما تركه النظام السابق من أرث ثقيل بسبب السياسات الخطيرة وما ترّتب على تلك الحروب المتكررة من آثار وانعكاسات اخطر، وما تبعها من ادلجة وعسكرة للمجتمع بالكامل، الى سياسة تعبئة وتجنيد وتجييش للطفولة العراقية، وما تعيشه الطفولة في الوقت الحاضر من قلق وخوف وقيود تؤثر تأثيرا كبيرا على نفسيته وانفعالاته وتبقى مكبوتة في منطقة اللاشعور لتؤثر على شخصيته وسلوكه في المستقبل . هذه الظروف المعقدة افرزت ونتج عنها مشاكل ومحن كثيرة لا يمكن عدها او أحصاءها، ولكننا في هذا المقال الموجز يمكن ان نعدد اهم الفواجع والمحن التي افرزتها هذه الظروف ، وللاخوة الباحثين في هذا الشأن ان يشاركوا في دراسة هذه الظواهر والتوسع في وضع الحلول والمقترحات لتقليل اثارها على الاقل في الوقت الحاضر. وهي كالاتي :

- محنة الاطفال اليتامى وفقدان الرعاية الابوية
- محنة الاطفال المعاقين والمشوهين والمختلين عقليا
- محنة الاطفال المتسولين والمشردين في الشوارع والطرقات
- محنة الاطفال المدمنين على المخدرات والمسكرات
- محنة الاطفال تحت كنف امهاتهم الارامل المتزوجات من رجل آخر
- محنة الاطفال المتسربين من المدارس
- محنة الاطفال غير الشرعيين مجهولي النسب
- محنة الاطفال المهجرين قسرا من ديارهم ومناطق طفولتهم
- محنة الاطفال فاقدي الرعاية من الابوين بسبب الوضع المادي المتردي
- محنة الاطفال وما يتعرضون له من عمليات خطف وقتل وابتزاز لأهلهم
- محنة الاطفال من عمليات التحرش الجنسي والاغتصاب والمتاجرة بهم
- محنة الاطفال من ضحايا القتل والتفجير والعمليات الارهابية
- محنة الاطفال وخوفهم من صفارات وهمجية ارتال السيارات الجامحة للمسؤولين واصحاب الرتب الوظيفية العالية والناصية
- محنة الاطفال وخوفهم من اصوات الاباتشي والعربات العسكرية التي تحرث شوارعنا واطلاقاتها العشوائية تتلهى في اجسادنا وعقولنا
- محنة الاطفال من سوء التغذية وفقدان الرعاية الاجتماعية والصحية
- محنة الاطفال وحرمانهم من التمتع باللهو البرىء وسد اوقات الفراغ بالرياضة والتنزة والسفر
- محنة الاطفال وزجهم في اعمال شاقة وخطرة لا تتناسب وعمر الطفولة
- محنة الاطفال مرتكبي الجنح والجرائم الخطرة
- محنة الاطفال الذين تم تجنيدهم في زرع العبوات والمتفجرات وعمليات القتل المنظم .

- واخيرا وليس اخرا ما يحيط بالطفل العراقي من محنة فرض ثقافة الحروب والفكر الارهابي بمختلف اشكاله والوانه!!.



 

 

free web counter