| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                                   الأثنين 28/5/ 2012

 

ماذا افرزت قمة  5 +1   وما هو دور العراق الجديد  ؟

رفعت نافع الكناني

اختتمت في بغداد جولة المفاوضات حول الملف النووي الايراني بين الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن مضافا اليها المانيا مع الجانب الايراني بعد يومين من المفاوضات الصعبة . واظهرت المفاوضات وكما كان متوقعا ان الملف الايراني معقد ومتشابك الجوانب ولا يمكن ان توضع له الحلول الجاهزة والنهائية بجلسة او جلستين ، علما بان لهذا الملف امتدادات فرعية وجانبية  كثيرة تتداخل في  اهميتها وحساسيتها بالنسبة لكل طرف من الاطراف المتفاوضة وخاصة الجانب الايراني والجانب الامريكي حصرا . اذن مفاوضات بغداد ينظر لها بعض الساسة في طهران بأنها اشبه ما تكون بسلسلة احدى حلقاتها الملف النووي وان هناك ملفات اخرى يمكن ان تطرح تتعلق بشؤون تهم المنطقة وما يحدث فيها الان .

قمة بغداد استطاعت حلحلة المواقف بين الجانبين وشكلت خطوة نحو الامام ، واعتبرت استمرارا للجهود التي تمت في اسطنبول .  واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوربي كاثرين اشتون عقب انتهاء جولة المفاوضات تلك .. بان الجانبين يريدان احراز تقدم ويتفقان بشأن بعض الامور لكن ، بينهما  ايضا خلافات مهمة ، مشيرة في الوقت ذاته " سنبقى على اتصالات مكثفة مع نظرائنا الايرانيين للتحضير لاجتماع اضافي في موسكو يومي 18 و 19 يونيو القادم ". وافصحت المسؤولة الاوربية عن وجود خلافات جوهرية بين موقف الطرفين حيال الازمة لكنها اشارت الى ان الجانب الايراني ابدى استعداده للبحث في مسألة  تخصيب اليورانيوم عند مستوى  20 % وقدم طلبا يتضمن خطة من خمس نقاط تتضمن اصرارا  من جهتهم على ان نعترف بحقهم في التخصيب ، من هذا يلاحظ ان تمسك الجانبين بمواقفهما والتباعد في الرؤى والهدف حال دون التوصل لقرارات مهمة وملموسة .

فيما اشار كبير مفاوضي الوفد الايراني سعيد جليلي في المؤتمر الصحفي ، ان استخدام الطاقة النووية السلمية وتخصيب اليورانيوم " حقنا المطلق " وهو تأكيد لما اطلقه الرئيس نجاد قبل اجتماع بغداد ومضمونه .. عليهم ان يعرفوا ان الامة الايرانية لن تتراجع ابدا عن حقها الجوهري في الملف النووي . وقالت مصادر اخرى في الوفد الايراني صرحت بان الطرف المقابل لم يلتزم بما اتفق عليه في مؤتمر اسطنبول ، حيث اتفق على ان يكون اطار التفاوض على اساس معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وعلى اساس الخطوة مقابل الخطوة ، وان هناك غموضا في موقف بعض اعضاء الطرف الاخر في اشارة الى الجانب الامريكي عند طرح نقاط عدة ، وهو ما يمثل تراجعا عن ما اتفق عليه في اجتماع اسطنبول . نستطيع القول ان المفاوضات كانت تتسم بالجدية في طرح وجهات النظر المتقابلة اضافة الى ان ملف يهم العالم والمنطقة لا يمكن من ايجاد حلول مؤقتة او جزئية له في هذا الوقت المكثف في الاجتماعات .

اجتماعات بغداد  أعتبرت بنظر الكثير من المراقبين انها خطوة على الطريق الصحيح ، بالرغم من ان النتائج التي خرجت بها كانت اقل من رغبة المتفائلين  ، ونظر لها بانها آلية جديدة في التعامل بين ايران وبرنامجها النووي ومنظمة الطاقة الذرية الدولية ومجلس الامن الدولي على اعتبار ان التعامل من قبل العالم ومن خلال مجلس الامن قد هيأ فرصة كبيرة للنظر بمطالب ايران وابداء المساعدة على تفهم ما تريد وفق ما تتطلبه توجهات منظمة الطاقة الذرية والامن العالمي بعيدا عن الهيمنة الامريكية المطلقة على هذا الملف وتفردها باصدار القرارات وفق ما يتلاءم وسياستها واهدافها في العالم ..  والمقارنة بين الملف الايراني والاسرائيلي خير شاهد على الكيل بمكيالين تجاه قضية اسلحة الدمار الشامل . واجتماعات بغداد رسمت صورة جديدة للتعاون في المجال النووي ، والعراق بااستضافته لهذه القمة الكبيرة في اهميتها ووزنها اصبح رقما كبيرا في فهرست الخارطة العالمية  للدول المهمة ويعكس  التقدم والقدرة على تهيئة مستلزمات النجاح للخطط الامنية واللوجستية .

العراق كسب مواقع جديدة على الساحة الدولية من خلال المعطيات والمؤشرات التي  اثبتت نجاحه في  كسب ثقة العالم  بان بغداد كانت المكان الملائم لعقد القمة 5 + 1 والاعتراف باهمية دوره في المنطقة والعالم وما يمكن ان يلعبه في المستقبل . كما ان عقد المؤتمر بموعده وبحضور جميع الدول المعنية اعتبر رسالة  لرفع رصيد العراق دوليا وتوطيد علاقته مع دول كبيرة تقود العالم المتقدم ولها باع طويل في السياسة والاقتصاد والامن والتطور التكنولوجي للاستفادة من هذه العلاقة للمساعدة في بناء العراق الجديد . اضافة الى ان العراق قد ترجم توجهاته السلمية مسبقا  من خلال النتائج المترتبة من انعقاد مؤتمر القمة العربية الاخير الذي انعقد في بغداد وما تمخض عنه من قرارات تدعو لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل والتي تمثل مصلحة كل دول المنطقة وبذلك اصبح العراق يحتضن المشاريع السلمية في المنطقة عكس ما كان يمثله من تهديد لامن المنطقة والعالم قبل 2003 .


 

free web counter