| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                 الجمعة 26/4/ 2013

 

 عندما تؤمن مؤسستنا العسكرية بالتداول السلمي للسلطة

رفعت نافع الكناني

يوما بعد اخر ، يتجلى بوضوح ما للعملية الديمقراطية في العراق من حضور فاعل على مستوى قطاعات الشعب كافة سواء كانت مدنية او عسكرية .. واتمام عملية الاقتراع الخاص السبت الماضي لمنتسبي قواتنا المسلحة والشرطة لاختيار ممثليهم لمجالس المحافظات وبهذه المهنية العالية والمستوى الجيد الذي ابداه المقترعون من انضباط وتنظيم واداء متوازن وبنسبة تجاوزت اكثر من 70% يؤشر لعراق جديد واعد يعتمد الخيار الديمقراطي في بناء مؤسساته التشريعية ويجذر لعملية التداول السلمي للسلطة وخاصة من قبل قواته المسلحة وقوى الامن والشرطة ، والتي تعتبر عملية فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية ، وتؤسس لمشروع سياسي متطور اساسة العملية الديمقراطية وحمايتها وتعميق بناء المؤسسات الدستورية في بلد كانت هذه القوى قبل التغيير في 2003 تعمل لحماية شخص القائد ونظامه القمعي والتسلطي .

اجراء الانتخابات وبهذا الوضع الامني الاستثنائي وما يخطط له اعداء العراق ، كان التحدي الاكبرالذي اثبت ان الشعب العراقي كان بمستوى المسؤولية وقادر على تحمل الصعاب في ادق الظروف واصعبها .. وله القدرة الفاعلة في وضع العملية السياسية في مساراتها الصحيحة بالرغم من ان البعض يريد ان يضع الموانع والحواجز والعصي في طريق تقدمها ونجاحها . صحيح ان البعض من القوى في داخل العملية السياسية وقوى اقليمية داعمة لها ارادت وتريد التأثير على سير الانتخابات ونتائجها من خلال حملة تسقيطية قبل بدء العملية الانتخابية اصلا وباساليب رخيصة للتاثير على سير العملية الانتخابية والتشكيك بنتائجها مقدما في سبيل زعزة ثقة الشارع العراقي والمنظمات الدولية بشرعية هذة الانتخابات .. الانتخابات عملية كبيرة وتنظيمها يحتاج الى امكانات واساليب كبيرة وحديثة ودعم دولي لغرض الايفاء بالالتزامات والضوابط من خلال الاستقلالية في العمل والقرار وقد اثبتت المفوضية المستقلة للانتخابات حياديتها واستقلاليتها في العمل ونأمل ان يستمر العمل على هذا النحو من المهنية والشفافية بعيدا عن الضغوط والاملاءات من هذا الطرف او ذاك .

العملية الانتخابية في بلد كالعراق والذي رضخ لنظام شمولي لاكثر من اربعة عقود .. لا يمكن لها ان تسير وتنضج وتستقر بعدد من السنوات ، وان المواطن العراقي كان مغيب ولا اثر لوجودة في العمل السياسي الحر ونتيجة لذلك قل تاثيره الفاعل وحضوره الحي في الفعل المباشر المؤثر طوال تلك السنوات العجاف .. اذن امام المواطن فترات طويلة من الامتحان والتدقيق والفرز لكل من على الساحة السياسية في الوقت الحاضروفي المستقبل .. سواء كانت كتل سياسية او افراد او احزاب او قيادات فاعلة في ايام المعارضة .. من هنا نستطيع ان نعول على معيار الزمن لغرض عملية الفرز بين الوطني وبين المرائي وبين النظيف وبين الفاسد وبين المؤتمن وبين الخائن .. انها فترة مرت بها شعوب قبلنا استفادت من تجاربها ، ونامل بالعراقي من اختيار الاجدر والانسب والاكثر جدارة في قيادة وادارة شؤون البلاد والمشاركة الفعلية في صياغة القرارات المهمة لبناء دولة المواطنة .

لتكن هذه الانتخابات مقدمة واعدة لانتخابات اعم واشمل واقصد بها الانتخابات النيابية القادمة .. فالمواطن البسيط قبل العارف ببواطن الامور استطاع ان يميز ويفرز من هو الافضل لقيادة المجتمع ومن يضع ثقته به ، من كان طالبا للمكاسب والثروة والسلطة ومن كان زاهدا بها .. من كان يبيع الوظائف والمواقع ومن كان يمتلك النفوذ والقوة لحصول اتباعة على المشاريع والاستثمارات الوهمية القذرة ومن يغذي الارهاب باشكالة من خزينة الدولة وقوت المواطن ومن يسرق موارد البلاد وخيراته لاستثمارها لحسابة الخاص في الخارج .. المواطن اصبح يعرف جيدا من يتاجر بالدين والمذهب والقومية ، واصبحت شعاراته المرفوعة هدفا اساسيا لاستمرارة في عملية الغش والتخرص على الاخرين . اذن المواطن يتحمل في هذه المرحلة مسؤولية مضاعفة لتجاوز حالة التشتت والانقسام وتجاوز الصعاب والبحث عن المشتركات لزيادة الكفاءة في لعب دور اكبر واعمق بعيدا عن المحاصصة والمشاركة العقيمة . والقوات المسلحة اثبتت انها السور للحياض عن الوطن ضد انواع التدخل الاجنبي والارهاب بكل اشكاله وتعمل لحماية الشعب وتجربته الديمقراطية .
 

free web counter