| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                                   الخميس 22/3/ 2012

 

شذرات ديمقراطية عن المؤتمر الشعبي العام للتيار الديمقراطي

رفعت نافع الكناني

مهما كانت الآراء التي طرحت للنقاش في المؤتمر الشعبي العام للتيار الديمقراطي الذي انعقد في بغداد وعلى  قاعة المركز الثقافي النفطي صباح الجمعه  16آذار 2012 ، ومهما كانت النتائج والتوصيات التي خرج بها هذا المؤتمر  ... فأن انعقاده في هذه الظروف التاريخية التي يمر بها البلد ، وبهذا الزخم الجماهيري الكبير الذي مثل كافه التيارات والحركات الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني وعدد كبير من الشخصيات العراقية المستقلة التي لا تمثل ايه جهة حزبية او طائفية او قومية ، انما يمثل علامة فارقة في تاريخ الحياة السياسيه بعد التغيير منذ  2003 . فالجميع كان يحمل الهم العراقي وفي وجدانه تتزاحم الرؤى والافكار لبحث حلول للازمه السياسيه القائمه في البلاد ومخاطرها على مستقبله وما يتعرض له العراقي من ارهاب متنوع الهويات والاجندات ، ودعوة مخلصه لعمليه التطوير ومعالجه مظاهر الخلل واعادة شامله لكل النظام السياسي ، ورفض لما يسمى  سياسه افتعال الازمات من قبل بعض القوى داخل العمليه السياسيه ، لغرض جني المكاسب والامتيازات قبل ان ينعم الشعب بحقوقه وامتيازاته ، وما تسببه من تعطيل لبرامج التنميه الاقتصاديه والاجتماعيه التي يحتاجها الشعب وهو تحت وضع اقتصادي صعب بالرغم من كثرة خيرات هذا البلد .   

بدأت اعمال المؤتمر بعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقه واحدة على ارواح شهداء العراق والحركه الديمقراطيه ، واستذكر الحاضرين ابطال شهداء الانتفاضه الشعبانيه في آذار 1991 وشهداء جريمه الاباده الجماعيه في حلبجه عام  1988 الذي صادف في مثل هذا اليوم . بعدها رحب الاستاذ ضياء الشكرجي بأسم اللجنه التحضيريه للمؤتمر بالسادة  الحضور، وبدأت الجلسه بكلمه للدكتور علي الرفيعي المنسق العام للتيار اعقبه الدكتور رائد فهمي عضو اللجنه العليا للتيار والتي اشاروا الى مجمل الاوضاع في البلاد وما يمكن ان تقدمه هذه القوى  لغرض المساعده في تفكيك الازمات  عبر وسائل الحوار الديمقراطي التي تؤمن به . بعدها  استعرض الاستاذ  كامل مدحت عضو المكتب التنفيذي التقرير الخاص بنشاطات اللجان الشعبيه في بغداد والمحافظات وعدد الحضور في كل مؤتمر والتوصيات التي خرج بها . وفي بادرة رائدة كان لحضور الشباب من حمله الفكر الديمقراطي موفق  وذكي لتقدير دوره المستقبلي ، وما  لهذه المشاركه الفاعله من دور لاستمراريه هذا التيار وتطوير امكانياته لما يمتلكه الشباب من طاقات خلاقه ، وكان لحضور المرأة كما ونوعا ، مميزا على مستوى الحضور والمشاركه .

من خلال المؤتمر ، وزعت استمارة على السادة الحضور لاستبيان اراء الحضور من خلال اربعه اسئله كانت تتضمن الاتي :

- ما هو دور التيار الديمقراطي في الحياة السياسيه بعد التغيير  ؟ 

- ما هي امكانيات عمل التيار الديمقراطي  ؟ 

- ما هي المعوقات امام استنهاض التيار الديمقراطي  ؟

- ما هو رأيك بمستقبل التيار الديمقراطي  ؟

بعدها  هز مشاعرنا بقصيدة شعر شعبي الاستاذ عريان السيد خلف .. لقد كانت قصيدة رساله حب وعتاب للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ، كانت تحكي بالم وحسرة على ما وصل به الحال بسبب عفوك وعطفك ومروءتك لمن لا يستحق ذلك من البعثيين والقتله الانقلابيين ، وما نتجت عن سياسته المهادنه لاعداء الشعب من وضع نئن تحته لحد الان . وعاتبه ان الذين دافعوا عنه بارواحهم في صبيحه 8 شباط 1963 المشؤوم هم فقط الفقراء ومناصري التيار الديمقراطي والوطني ... وجاء دور الشباب في القاء كلماتهم  منهم  احمد  البغدادي عن لجنه الشباب وفاطمه ماجد عن لجنه  المرأة الديمقراطيه والناشطه بسمه كاظم عن منظمات المجتمع المدني والنقابات العماليه . بعدها فتح النقاش للحاضرين لطرح ارائهم لمناقشه الورقه المطروحه من قبل التيار حول رؤيته لحل الازمه السياسيه في العراق التي تضمنت رؤيه ديمقراطيه بديله ، ومدخل لفهم الازمه الراهنه وابعادها ، وخطوات واجراءات آنيه للتعامل مع الازمه ، والتزام القوى المشاركه في الحكم وخارجه باستراتيجيه حل الازمه ، وتفكيك المنظومه الطائفيه الحاكمه عبر وسائل وتشريعات ، وتفعيل البرنامج الوطني لمكافحه الفساد بمقاضاه الفاسدين بغض النظر عن مراكزهم السياسيه والوظيفيه وعدم توفير ملاذات امنه لهم .  

لقد اظهر النقاش لورقه العمل ، حيويه الشباب وتطلعاتهم وخبرة المخضرمين وتجاربهم النضاليه ، بالرغم من ان القائمين على المؤتمر قد حددوا وقت طرح الفكرة بدقيقتين فقط لكثرة المتحدثين . فكانت الاراء والطروحات والمداخلات ضامنه لكل فقرة من البرنامج ، بل واضيفت رؤى اخرى لنضج ما طرح منها ، وكانت بحق مشاركه المرأة وخاصه الشابات مفخرة تنبئ بمستقبل واعد لمستقبل  التيار الديمقراطي . بعد ذلك صادق المؤتمر على  ورقه العمل  المقدمه ( رؤيه في حل الازمه السياسيه القائمه في العراق ) مضافا اليها بعض الملاحظات التي نوقشت من قبل المتحدثين لما احتوته من واقعيه وموضوعيه . واختتم المؤتمر جلسته بقراءة نص البيان الختامي الذي صوت عليه المؤتمرون المتضمن توصيات المؤتمر الشعبي العام ، والتي جاءت في ادناه :

* دعم الأنشطه المطلبيه، بكل الآليات والوسائل المشروعه كالتظاهرات الاحتجاجيه السلميه للضغط والتأثير على القوى المتنفذه في السلطه، للاستجابه لمطالب الشعب.

* تحديد سقف زمني للبرلمان لتشريع عدد محدد من القوانين، كون أحد مسببات الأزمه هي النقص الواضح في منظومه القوانين. التي حددها الدستور العراقي.

* تفعيل القوانين المعطله، وتفعيل الرقابه البرلمانيه على تنفيذ السلطه التنفيذيه لهذه القوانين.

* اصدار قانون جديد للانتخابات يأخذ بعين الاعتبار قرار المحكمه الاتحاديه في هذا الشأن، وتشكيل مفوضيه انتخابات مستقله وكفوءه وفق آليات ديمقراطيه شفافه بعيداً عن المحاصصه.

* وضع خطه ناجحه للتنميه الأقتصاديه والاهتمام بالزراعه والصناعه الوطنيه في القطاعين العام والخاص، وتنويع موارد الأقتصاد الوطني، عبر الأهتمام بالقطاع الزراعي، والصناعه الوطنيه.

* بناء مجتمع مدني قوي يؤمن بالديمقراطيه وحقوق الانسان ويسعى لترسيخها في كل انحاء العراق.

* الالتزام بالدستور وتعديله وفق آلياته، وبما ينسجم مع جوهر الديمقراطيه، وبما يعزز الحريات وحقوق الأنسان وبناء مؤسسات الدوله المدنيه.

* تعزيز حق الوصول الى المعلومه وإرساء ثقافه  الشفافيه والمساءله في عمل مؤسسات الدوله.

* توفير الأستقرار الأمني، وبناء المؤسسات الأمنيه وفق مبدأ المواطنه والولاء للوطن، لتكون قادره على مواجهه الإرهاب والمجرمين، وتسليح الجيش بما يجعله قادراً على حفظ سياده البلد.

* تعديل قانون المحافظات غير المرتبطه بأقليم، وتوسيع صلاحيات المحافظات، بما ينسجم مع نظام اللامركزيه.

* انهاء الخلافات بين الحكومه الاتحاديه وحكومه أقليم كردستان بما يضمن حقوق الطرفين.

* مسانده جهود منظمات المجتمع المدني لتأسيس المنتدى الأجتماعي العراقي.

* تشريع قانون ديمقراطي للأحزاب والجمعيات، يضمن حريه العمل الحزبي والنقابي وشفافيه التمويل، ويتضمن ضوابط صارمه لعدم توظيف المال العام باي شكل من الاشكال، وعدم السماح بالتنظيمات العسكريه وشبه العسكريه داخل الحزب او بأشرافه.

* تفعيل آليات مكافحه الفساد، ووضع برنامج وطني للحد منه، والشروع بمقاضاه الفاسدين بغض النظر عن مراكزهم السياسيه والوظيفيه، وعدم توفير ملاذات امنه لهم.

بعد ان انهى المؤتمر الشعبي العام اعماله وشخص اهم القضايا والمعضلات التي تقف امام تقدم العمليه السياسيه،منها تهميش دور التيار الديمقراطي بالرغم من اتساعه وانتشاره بسبب سياسه الاحتلال والعمل بنظام المحاصصه الطائفيه والاثنيه ومصطلح الموازنه على حساب الهويه الوطنيه العراقيه . ينتظر الشعب العراقي بكافه قواه الوطنيه والديمقراطيه انعقاد المؤتمر العام للقوى الديمقراطيه باقرب فرصه ممكنه بعد تهيئه كافه الظروف لانجاحه . ختاما لي بعض الملاحظات التي سجلتها من خلال حضوري المؤتمر ومنها .. عدم حضور كوادر حكوميه ومسؤولين من الدرجه الاولى ، وزراء نواب محافظ بغداد رئيس مجلس المحافظه ، كما لم اجد تواجد اي شخصيه سياسيه تلبس العمامه ، حضر الاستاذ محمد الربيعي عضو مجلس محافظه بغداد ...  قلة الفضائيات التي سجلت وعرضت المؤتمر ، لضيق الحال وبياض اليد لم يتمكن القائمين على المؤتمر من تهيئه المشروبات الغازيه وكميه كافيه من المياه المعدنيه ، العدد الكبير الذي حضر طواعيه وخاصه من المحافظات تكلف مصاريف السفر والاقامه في الفنادق والطعام على حسابه الخاص وبرحابه صدر ، لم الاحظ جنود او شرطة لحمايه مكان انعقاد المؤتمر بالرغم من العدد الكبير لشخصيات حزبيه وسياسيه ومثقفين كبار وشيوخ عشائر ومؤتمرين ، عدد الحضور كان اكبر من استيعاب القاعه وفاق التوقع مما حدا بالكثير الى ترك المكان والعودة مرغما ، حضور فاعل للمرأة العراقيه من كافه الاعمار .  

 

 

free web counter