| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                                   الأثنين 20/2/ 2012

 

 توصيات اللجنه العليا للنهوض بالمرأة ... مخالفه للدستور والواقع

رفعت نافع الكناني

نقول ، لمن تربع على كراسي الغنيمه بواسطه اصواتنا نحن العراقيون في حدث اسمه يوم الانتخابات . كان الامل يعمر القلوب والحلم يداعب الخيال عن مستقبل كريم وحياة رغيدة وتطلع لغد يؤمن لنا ولاولادنا مستقبلا مشرقا أساسه العمل المنتج المبدع الخلاق لبناء الوطن والعمل الجاد لنهوضه من كبوته بعيدا عن الفساد والاستغلال والتسلط وتقييد الحريات الشخصيه وعمليات فرض الوصايه ووضع القيود على الشعب ، في ظل متغيرات كبيرة وعاصفه حدثت في البلد من جراء اسقاط الدكتاتوريه وحكم الحزب الواحد . توقعنا ان يشمر العراقيون عن سواعدهم لبناء الانسان والوطن ، بعد ان تعرضوا لعقود من التهميش والاقصاء والفرديه . لكن الذي حصل انفرط عقد المواطنه ، وطغت نزعاتهم الفرديه فوق مهمات الوطن وواجباته . وعشنا واقعا معقدا ، سهل لاعداء العراق الذين يحيطون به احاطه السوار بالمعصم من كل الجهات ، لمحاوله كسر شوكتنا وعرقله توجهاتنا للمستقبل ، فترى في كل يوم توظف لنا مجموعه من مشاريع الفرقه وانواع جديدة من المشاكل والمعوقات ، لوقف ايه خطوة نحو بناء دوله عصريه واعدة ، واحداث ازمات متتاليه لتمزيق وحدة العراقيين وانهاء مشروع توحدهم . .

في خضم هذا الواقع القلق والخطير ، تنبرى اصوات لتخلق لنا وللدوله مشاكل وازمات وتدخلات في شؤون الخلق والعباد نحن في غنى عنها وخاصه في هذه المرحله ، من هذه الاصوات ما صرحت به وزيرة ( حقوق ) المرأة من أوامر وتوصيات تخص ما يجب ان تلبسه وتلتزم به المرأه الموظفه اثناء الدوام الرسمي ، وكأن الموظفه العراقيه قاصرة عقل وناقصه ثقافه وجاهله بالحشمه والتحشم !! هذه التوصيات والفرمانات تريد ان تقول او توحي ان العراقيه متبرجه وتمشي وسط الدائرة بملابس فاضحه وبطريقه خليعه وكاشفه لمعظم مفاتن جسمها ... في تبرير ساذج لنظريه تريد ان يؤسس لها ومضمونها ، ان المرأة جاهله ودونيه وعورة وليست انسانه كامله لها الاهليه الحقيقيه للتصرف الواعي ، للضغط عليها لتصبح فاقده للثقه بنفسها وبقدراتها الذاتيه وقتل كل ابداع وتطلع في داخلها ، لتصبح متهمه دوما ومحاطه بشتى التهم والاقاويل الباطله . وترافق مع هذه التصريحات ندوات وبرامج في بعض الفضائيات العراقيه اطل علينا بعض الاشخاص ينتقد المرأة ويعيب عليها حتى حجابها كونه بالوان زاهيه وجميله ويشِكل عليها من ارتداءها ملابس غير فضفاضه ، وينتقد طالبات الجامعه بطريقه تهجميه وتعسفيه مخجله غير مبررة اطلاقا . من يتحمل تبعات ما يحدث ضد المرأة ؟

لقد اعتبرت هذه التصريحات ضد حريه المرأة وكرامتها وما رافقها من توصيات وجهت للوزارت بخصوص الملبس والشكل والهيئه ... اهانه مقصودة للمرأة العامله وتحقير لشخصيتها وتخفيز الغير نحو اضطهادها ، واعطاء المبرر الرسمي لممارسه شتى انواع العنف والضغط النفسي والتعصب ضدها وانتقاصا من انسانيتها ، هل تريد وزارة المرأة رصد ومراقبه وتشريع قوانين تكبت انفاس المرأة ومعاقبتها على ما تلبس وما تفكر؟ وهل هذه هي واجبات الوزارة التي شكُلت من اجلها !! هل هناك مسوغ لسعادة الوزيرة من التحدث لوسائل الاعلام عن ما تفكر به وتعتقد من قضايا فقهيه ودينيه وشرعيه تخصها شخصيا وما يدور في بيتها ، والذي اعتبر تدخلا وفرض ارائها والتبشير لها في دائرة تابعه للدوله ... هذا الافصاح والعداء لأدميه المرأة جهارا ، لا اعتقد انه حدث مصادفه او زله لسان ، بل ان هناك من وجه وخطط وربما ضغط على الوزيرة على البوح به ، متخطيا حرمة الدستور العراقي الذي صوت عليه الشعب بعد ان نزف دما غزيرا في سبيل اقراره والدفاع عنه ، والذي يعتبر الضمانه الحقيقيه لصون حريه الافراد والدفاع عن حقوقهم الشخصيه التي كفلتها كافه الشرائع والاديان .

هل ان مفهوم احترام الحريات الشخصيه وحقوق الانسان وما يعبر عنه في الدستور، من ان العراق بلد متنوع الاعراق والثقافات والاديان ؟ شعار كاذب يتشدق به الساسه والمسؤولين لجعله بدون مضمون او محتوى . العراق منذ بدء الخليقه بلد التنوع والاخاء والازياء التي تعبر عن شخصيه مكونات شعبه ، ولا يمكن من حشره في قالب واحد مطلقا . ونؤشر لما قاله المفكر الاسلامي المجاهد السيد سعيد العذاري من خلال مداخله على مقاله في موقع مؤسسه النور للثقافه والاعلام في تشرين الاول 2010 والتي كان مضمونها ان طفله بعمر الورود ارادت ان تلقي قصيدة من الشعر في مناسبه افتتاح نصب للشهداء في محافظه ميسان منعت من قبل احد منظمي المهرجان لعدم ارتداء الطفله الحجاب على رأسها !!! بالرغم من اصطحاب السيد وزير الدوله لشؤون الاهوار حسن الساري لهذه الشاعرة الصغيرة للمنصه بنفسه . لقد علق العلامه المجاهد العذاري ( ان المسؤولين حصروا الدين بالحجاب والسبحه واللحيه والمحبس ... العراق سيغرق اذا بقيت الظواهر حاكمه دون الجواهر ) .

المرأة العراقيه وخاصه الموظفه في الدوله والعامله في القطاع الخاص ، تحملت من المشاق والعذاب والعمل المضني والتعب والجوع والارهاق والمآسي والخوف ما لم تتحمله أمرأة في هذا العالم . اكتوت بمصائب الحروب المجنونه وفقدت الولد والزوج والاخ والاب والحبيب ، المرأة تحملت عندما رفع المجاهدون السلاح ضد النظام الصدامي ، سواء كان زوجها او اخوها او ابيها او عمها او خالها او الاقارب لحد الدرجه العاشرة ... ماذا كانت تعيش من ظروف ورعب وملاحقه ؟ وماذا كانت تسطر من ملاحم ؟ وماذا كانت تتعرض له ؟ وكيف كانت تعيل ابنائها وبناتها في ذلك الظرف الصعب ؟ وكيف اكمل ابناؤها المدارس والكليات ؟ انها المرأة العراقيه القديسه التي يجب ان تكون اعلى درجه من كثير من الرجال وليس متساويه معهم ... انها حفظت العهد والوعد وصانت شرفها وكرامتها وكرامه كل العراقيين بتلك الظروف التعيسه ، واليوم يأتي من يقول ان المرأة لا يمكن مساواتها مع الرجل . الحجاب لا يمثل مقياسا للشرف والعفه ابدا ، وانما قناعه ، تمثل رغبه او التزام ديني يحترمه الجميع ، والانسان حر بما يختار بعامل ذاتي وليس بالاجبار . والعمل الشريف والاخلاق القويمه والتربيه الصحيحه ميزان الانسان وهويته الحقيقيه . وعلى وزارة الدوله لشؤون المرأة ان تعلمنا ماهي اختصاصاتها ... لان للمرأة حقوق كبيرة تنظر بترقب لانصافها ، وتحيط بها مشاكل اكبر تريد حلا لها .

 

free web counter