| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                 الخميس 18/4/ 2013

 

هل تستطيع ان تؤمن لطفلي حفاظات يا سيادة المرشح ؟

رفعت نافع الكناني

كثرت وتعددت اساليب الدعاية الانتخابية في العراق بعد التغيير في 2003 وبالتحديد عندما تبدأ حملات الدعاية الانتخابية لانتخاب مجالس المحافظات وانتخابات اعضاء البرلمان .. حيث يتفنن مرشحي تلك الانتخابات بابتكار انواع من الدعاية الانتخابية لغرض اغراء واقناع المواطن للادلاء بصوته لصالح ذلك المرشح او الكيان . اضافة لذلك تعددت وسائل مخاطبة المواطن لكسب وده وضمان الادلاء لصالحه في يوم الاقتراع .. فنرى الشوارع والساحات والبنايات والجسور والطرق واسلاك الهاتف والكهرباء وكل بقعة في هذا الوطن اصبحت تأن من فوضى هذه الحملة المشوهة العشواء وتلك الصور المختلفة الاجناس والمشارب والتي لايحدها رابط او ذوق او قانون .. اذن من يملك المال والسلطة يستطيع ان يملئ فضاءاتنا بصورة الملونة وبوزاته الرائعة ولقطاته الفريدة في اوضاع مختلفة وكأنه بطل الفلم بدون منازع .

تتجدد وتتنوع وتتحدث اساليب وطرق الدعاية الانتخابية ابتداءا من العزائم والولائم والبقشيش وملئ الجيوب الى نشر وتعليق الصورة المختلفة الاحجام والالوان الى الكارتات الشخصية الصغيرة التي تعرفك بهذه الشخصيات الواعدة والمستقبلية ، الى الساعات اليدوية والمنضدية والجدارية ، الى الكارتات الهاتفية وكارتات شحن الانترنيت وصولا للسيم كارد والموبايلات المختلفة الاسعار والمناشيئ . وفريق اخر من المرشحين استهوته كرة القدم والطائرة وربما السلة وراح يوزع على الفرق الرياضية انواع راقية من الملابس والتراكسوتات وكرات مختلفة الاحجام والاستخدام ... وراح البعض يغدق بوعوده لغرض حصول بعض المؤثرين لحملته الانتخابية بوظائف ومواقع ودرجات في دوائر فيها خبزة ودبكة . لا نستطيع ان نلم بكل اساليب الاغراء والاغواء لان بعضها عصية على الفهم وتوقع بصورة سرية وفق بروتوكلات لا يعلن عنها الا بعد مرور اكثر من ثلاثة عقود من الزمن شأنها شأن الاتفاقيات والوثائق السرية البريطانية ...!!! خلاصة القول الدعاية الانتخابية فن وعلم وبزنز ووو والشاطر يستطيع ان يكسب اصواتا لا يحلم بها اكثر السياسيين الواقعيين عزما وفعلا .

كل هذه المقدمة ربما الطويلة ، اردت فيها ان اطرح موضوعا للنقاش استوقفني كثيرا مما يدل على الناخب العراقي اصبح يمتلك الرؤية الواضحة وغير المشوشة ، لا كما كانت الصورة عليه في بداية اولى التجارب بالنسبة اليه وما رافقها من خطاب اظهرت الاحداث عدم صحته وافلاسه . ملخص الموضوع ... ( أسر) لي صديق مرشح في هذه الانتخابات ( سرا ) عن واقعة حدثت له من خلال برنامجه الانتخابي الذي يخاطب به المواطن بطريقة الرسائل القصيرة SMSوالذي يحث الناس على ترشيحه لهذه الانتخابات .. يقول المرشح وردني جواب من مواطنة قالت بالحرف الواحد ( هل تستطيع يا سيادة المرشح عند فوزك ان تضمن لطفلي حفاظات تكفيه على مدار الشهر ) .. توقفت طويلا لاعرف ماذا كانت تعني هذه الام من هذا الجواب . اتصلت ثانية بها لاعرف ماذا تريد ان توصله من خلال هذه الرسالة ، قالت بالحرف الواحد اني موظفة ومقدار مخصصات الطفل الشهرية عشرة الاف ديناروطفلي اصرف عليه ما مقداره اثنان وثلاثون الف دينارا ثمن الحفاظات لكل شهر زائدا قوطيتين حليب مجفف بسعر اثنان وعشرون الف دينارا المجموع اربعة وخمسون الف دينار فقط بدون مراجعة الطبيب او شراء اية حاجة اخرى !! هذه موظفة فكيف الحال بغير الموظفة والتي عندها اكثر من طفل .. من حدد هذه النسبة للطفل في رواتب الموظفين ؟ وزارة المالية ام مجلس النواب ام مجلس الوزراء ام صندوق النقد الدولي ام جهة اخرى لا نعرفها ؟ لان الجواب خارج نطاق الخدمة بالنسبة للمرشح الجديد !!
 

free web counter