| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                 الخميس 18/10/ 2012

 

هل ان الديمقراطية هي مرحله جني الثمار فقط ؟

رفعت نافع الكناني

سؤال يشغل بالي بكثرة في هذه الايام ، هل ان الذين اوصلتهم الديمقراطية بادواتها المعروفة والياتها يستحقون ثمارها ؟ وهل ان هؤلاء يستطيعون ان يعطوا للاخرين من استحقاقات تفرضها لعبة الديمقراطية الوليدة حديثا في منطقتنا ؟ اذن هل ان الديمقراطية مرحله تنتهي عند ممارسة حق الانتخاب وما تظهرة نتائج التصويت في صناديق الاقتراع ؟ ام ان الديمقراطية عملية مستمرة لايمكن حصرها بحدود عملية التصويت ونتائجها ؟

نحن نعلم ان للديمقراطية استحقاقات على مستوى الحياة وتتطور هذه الاستحقاقات بمرور الزمن نظرا لنوع وطبيعة التطور والتقدم الذي يصيب المجتمعات خلال مراحل نموها وتطورها . فالاستحقاقات لايمكن حصرها وتأطيرها بقوالب جامدة او في اطار ضيق ومحدد لكل مراحل تطور الانسانية . اذن يمكن القول ان الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تفرزها عملية التطورالانساني تتبعها في النتائج عملية تطورآليات وادوات الديمقراطية والتي يمكن ان تصلح لفترة تاريخية معينة قد لاتصلح لمرحله مستقبلية نظرا لتطور الظروف والحاجات .

لذلك يلاحظ ان العملية الديمقراطية دائمة التطور ودائمة التجديد ولايمكن حصرها في اطر جامدة ودائمة ، وهذه الديناميكية تمنع اي نوع من الاستحواذ الدائم او لفترة تعتبر طويله نسبيا على مقدراتها ، مما يعني ان هناك نوع من الهيمنة والنفوذ بمختلف الاشكال تلجأ اليها بعض الاحزاب والتيارات السياسية وهذا يتعارض ويتنافى اصلا مع جوهرها وقيمها ، فالديمقراطية تتبلور في حق المواطن على اعتبار انة نواة المجتمع وركن اساسي فية ، له الحق في التعبير عن اراءة وافكارة وتطلعاتة بحرية تامة من دون خوف او وصاية من احد ، وفي ظل قضاء مستقل وتداول سلمي للسلطة والتمتع بالحريات واشاعة العداله والمساواة .

الديمقراطية تعني احترام ودعم والحفاظ على حقوق الافراد مهما كانت خلفياتهم الدينية والقومية والمذهبية على اعتبار انها الضامن الحقيقي لمفهوم دوله المواطنة الحقة التي تنصف وتراعي لكل مكون خصوصيتة وقًيمة واستحقاقاتة ضمن الاطار الكبير للوطن الواحد . اضافة ان نتائج الديمقراطية هو الدفع باتجاة تحقيق الامن الدائم وخلق الرفاهية للافراد من خلال رفاهية المجتمع ككل بعيدا عن التفرد والسطو نحو حكم الاقلية او حكم الاكثرية باي شكل من الاشكال ، لغرض منع عملية الانزلاق نحو هاوية الانقسام والتشظي وما تنتجة من ازمات وكوارث تضاف الى ما هو علية من مشاكل مستعصية تميز الواقع السياسي .

من خلال نظرة سريعة يلاحظ وبوضوح .. ان العملية الديمقراطية الوليدة افرزت واقعا سياسيا جديدا معقدا وشائكا وبدفع من اطراف خارجية وداخلية ومحتله ، انتج هذا الواقع قوى سياسية اعتمدت الخيارات المذهبية والقومية في منهجها واستطاعت ان تجني ثمار الديمقراطية بشعارات وطنية وغايات نبيله اثبت الواقع بطلانها وزيفها . وبدأت بعض هذه القوى تمارس وتؤمن بمنطق القوة في فرض رؤاها وما تؤمن بة ، باعتبار انها الاحق والاجدر بقيادة المجتمع واضحت هذه الظاهرة تفرض نفسها من خلال ممارسات تضييق واعتداء على الحريات الشخصية والتدخل في حياة الناس وشؤونهم ، وما يسبب ذلك من تهديد لمفهوم الدوله المدنية الذي هو الركن الاساس في العملية الديمقراطية .
 

free web counter