| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                                   الخميس 15/3/ 2012

 

 الأيمو تقرر القاء السلاح والدخول في العمليه السياسيه  !!

رفعت نافع الكناني

تلقينا خبرا عاجلا مفاده ، ان ( تنظيمات الايمو المسلحه ) تجري مفاوضات مع  شخصيات حكوميه  تابعه لوزارة المصالحه الوطنيه العراقيه لغرض القاء سلاحها والانضمام للعمليه السياسيه ، لانتفاء الحاجه لاستخدام السلاح بسبب خروج القوات الامريكيه المحتله وقرب انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد ، اضافه لسبب ثالث هو الضغط الشعبي والحكومي الذي تعرض له التنظيم خلال الايام القليلة الماضية وما نتج عن ذلك من خسائر بشرية ومادية كبيرة لا يمكن التأكد منها بالوقت الحاضر، وسنوافيكم بها لاحقا .

اوردت هذه المقدمة الايحائية بسبب ان حكومتنا الرشيدة تحترم من يرفع السلاح في وجهها ، وتطرق كل السبل في سبيل الالتقاء بالجماعات المسلحة لكسب ودها واغراءها بمناصب حكومية ودرجات وظيفية !!!... ولغرض القاء الضوء على خطر الأيمو المزعوم الذي اصبح الشغل الشاغل للدوائر الامنية التابعة للحكومة العراقية ولوسائل الاعلام العالمية والمحلية على حد السواء . قبل الخوض في التفاصيل لابد ان يعرف القارئ الكريم  معلومات عن هذا المفردة التي  فجرت ازمه في بلد يئن من ازمات لا حصر لها ، وجرى تضخيم هذه الظاهرة اكبر من حجمها عشرات المرات ، واحدثت رعبا وخوفا مشروعا للكثير من الناس والشارع العراقي .

الايمو ( EMO ) اختصار لكلمه ايموشنال ( Emotionl  )  وتعني العاطفي او الحساس ، وهي نوع من انواع موسيقى الرول ( Rock  Music ) التي انتشرت في الولايات المتحدة وبريطانيا في بدايه الستينيات من القرن الماضي . ملكها في الولايات المتحده الفيس برسلي  وفي انكلترا كانت بدايتها مع فرقه البيتلز في ليفربول . يعتمد هذا النوع من الموسيقى على الايقاع الصوتي الحاد والسريع والصوت  الهادر ، فهي تعبر عن الانفعالات البشريه كالغضب والاكتئاب والعزله وما تضمره نفوس الشباب المراهقين من رغبات التحرر الجامحة .

اذن شباب الايمو اناس عاديون لا يشكلون خطرا على الاخرين بقدر ما يشكلون ايذاءا لانفسهم دون غيرهم ، ولا نملك معلومات من ان شباب الايمو قد فجروا او قتلوا او خطفوا .. والمعلومات تؤكد انهم  لا يدينون بديانه خاصه بعد ان طرق سمعنا انهم عبدة الشيطان . فالوقائع تقول حتى في الدول الغربيه التي تكثر فيها هذه الصرعات ، انهم يدينون بدياناتهم التي ينتمون اليها كالمسيحيه او الاسلام او اليهودية او اية ديانة اخرى ، والعامل المشترك الوحيد الذي يجمعهم هو ان هذه المجموعات  تمتلك احساس مرهف وشديد والبعض منهم يمتلك احساس بالعزله والغربه ، اضافه لما يلبسونه من ملابس تحاكي الموضه والصرعات السريعه وما يتحلون به من اساور واكسسوارات وقصات شعر تميزهم عن غيرهم .

يقال ان البعض تعرض لعمليات قتل بشعه وآخرون وصلت لهم اشارات تهديد ووعيد ... لا تلبسوا الجينز، لا تلبسوا القمصان الملونه ، لا توضبوا تسريحات شعركم الجميل ، لا تصبحوا شباب دائم الحيويه والجمال ، ممنوع  ارتداء الملابس الضيقه والسوداء .... وتعددت الممنوعات والشروط الواجب عليهم  اتباعها بعد ان فرغوا من تهديد ووعيد المرأة والتقيد بما تلبس وما تتجمل به . المجتمع العراقي مجتمع متنوع  ومتطور يمتلك ارث حضاري منبع الثقافات والازياء والصرعات ،  يحب الجمال والحيويه والتجديد ويلبس ويساير الموضه بعقلانيه وتعقل . وكل ظاهره تأخذ حيزا من الوقت وتمضي ، وقد لمسناها في الستينات والسبعينات عندما كنا في الثانويه والجامعه ، وهذه سنة الحياة والتطور، ومحاكاة الجديد مهما كانت هويته .

المهم في الموضوع ، هذه القضيه اراد البعض منها ان يفرض سلطانه على الشارع ، ويحدث نوعا من انعدام الامن والاستقرار والطمأنينه ، ويرهب الاخرين ويفرض شروطه على الناس فيما يأكلون ويلبسون !! ويظهر الدوله واجهزتها الامنيه بأنها عاجزة وخاويه ، وان يسير الناس وفق ما تهوى هذه الجماعات وما تريده . الناس قلقه ، والمخاوف مشروعه على اولادهم من التمادي غير المبرر لهذا العنف الجسدي والمعنوي  واشاعه ثقافه الرعب والترهيب. واجب الدوله حمايه الناس وحرياتهم الشخصيه التي كفلها الدستور، وان تتعاون الدوله والعائله لتفهم مشاكل الشباب بروح ايجابيه بعيدا عن اسلوب القسر  والقوة ، والبحث في الحلول المتاحه لحفظ الشباب من الانزلاق نحو ثقافه العنف  .  

تنتشر هذه الصرعات بين المراهقين ذكورا واناثا ، وغالبا ما تكون فترة المراهقه حرجه ، وتسبب في بعض الاحيان مشاكل وارهاصات كبيرة ترسم شخصيه المراهق مستقبلا .. اذن على الاباء تقع المسؤوليه الاولى في التربيه  والتعامل المرن وباساليب هادفه لغرض اجتياز هذه المرحله وتقليص فترة المراهقه لغرض الوصول لمرحله النضج . وعلى الدوله واجب توفير الرعايه والحمايه لشبابنا وخاصه في هذه المرحله القلقه ، وايجاد السبل الكفيله لتثقيفهم ورفع درجه وعيهم وايجاد اماكن الترفيه وملئ الفراغ  ونشر ثقافه المحبه ، وتهيئه المسارح والملاعب واماكن العرض السينمائي ورحلات السفر والتنزه وايجاد العمل للعاطلين ورعايه الاسر في التخفيف من اعباء المعيشه من سكن ملائم وخدمات  ...  يكفينا ما نحن عليه ،  عبوات لاصقه ، سيارات مفخخه ، خطف واغتيال ، مسدسات كاتمه ، بلوكه بالرأس ، تعددت الاسماء والنتيجه واحدة وهي موت اعزاء وابرياء .  

free web counter