| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                                   الثلاثاء 14/2/ 2012

 

 العميد الطيار جلال الاوقاتي ... وموسوعه الحرة ( ويكيبيديا ) *

رفعت نافع الكناني

من خلال تصفحي موقع ويكيبيديا (الموسوعه الحره ) استوقفني موضوع في غايه الاهميه، نظرا لأهميه المرحله التاريخيه التي وقع فيها الحدث من تاريخ العراق الحديث ، والتي أرخًت لاحداث انقلاب 8 شباط من عام 1963حيث ورد في الموسوعه ما نصه (ومن المقاومين خارج وزاره الدفاع العميد الطيار جلال جعفر الاوقاتي قائد القوة الجويه وهو احد قياديي الحزب الشيوعي العراقي ومسؤول كبير في ميليشيا المقاومه الشعبيه، والذي قتل بعد مداهمه مكتبه بعد اصدار بيانات لافراد القوه الجويه ذات صيغه البيانات الحزبيه الشيوعيه اكثر منها عسكريه.) اعدُت ولمرات عديده قراءة الموضوع بتمعن وبنظره فاحصه بين السطور، بالرغم من ادراكي وقناعتي بأن الموسوعه علميه وحرة ويتم الاطلاع عليها بالمجان من قبل الجميع . وليست لها حقوق فكريه ، وبإمكان الجميع الكتابه فيها او الاقتباس منها ،وليست مسؤوله عن الآراء الوارده فيها، الا انها تساهم في نشر المعرفه وتحقيق نوع من الحياديه، وتحفل بالكثير من المصادر الموثوقه، وهي مصادر تتسم في الغالب بالمصداقيه والحياديه بعيدا عن مشاكل التحريف، وتقتفي ما هو اقرب الى الحقيقه والواقعيه قدر الامكان، بعيدا عن الدوافع السياسيه الكامنه وراءها، وتقليل الخسائر الى ادنى درجه من جراء التدوين المتحيز. وان شعارها المعلن، اكتب ما شئت بحريه ولكن يجب ان تفيد الآخرين.

لكن من الضروري ان نلفت النظر الى نوع من الثغرات والملاحظات من باب الحرص على الموضوعيه والاستقلاليه بعيدا عن ضغوط الصراع والمصالح والدوافع الذاتيه، وتفادي النزوع نحو الاثارة والاستفزاز على حساب الخبر النزيه واسس التوثيق الصادقه. وما تلحقه من أساءة الى كرامه المستهدفين وسمعتهم، وخاصه الراحلين منهم، وما يؤرخ لتلك الفترة، التي كان المعنيين لاعبيين أساسيين على مسرح الاحداث.

نحن نعلم ، ويؤكده العاملين والمشرفين على الموسوعه، بأن المواضيع المنشوره تتعرض لنوع من التعديل والتنقيح بل الاضافه، وخير مثال على ذلك...ان وكاله الاستخبارات المركزيه CIA تملك اليد العليا في (تنقيح) وتعديل مواد الموسوعه، ومن جانبها ردت الوكاله عن هذه الاتهامات بأسم ناطقها ما يلي ( لا ينبغي ان يغيب عن ذهن احد، ان مهمه CIA المصيريه هي حمايه الولايات المتحده الامريكيه )

من هذا المنطلق، تجدر الاشارة باننا قد رجعنا في كتابه هذا الموضوع الى مصادر عديدة وبعض الشخوص الذين عملوا مع الراحل العميد الطيار جلال الاوقاتي قائد القوة الجويه العراقيه ابان حكم الزعيم عبد الكريم قاسم. لنتمكن من اعطاء صورة واضحه ودقيقه لتلك الفتره وتحديدا لحظه تاريخ بدء انطلاق تنفيذ خطه الاطاحه بثوره 14 تموز في صباح يوم الجمعه المصادف 8 شباط 1963 والمصادف 14 من رمضان بعيدا عن نوازع الهوى وكيد الدعايه والتهريج لمختلف التيارات السياسيه والاجتماعيه.

• العميد الطيار جلال الاوقاتي تم اعدامه امام داره في منطقه الكراده، عندما طرق الباب عدد من المسلحين بلباس عسكري، واردوه قتيلا امام انظار ولده وعائلته، في تمام الساعه الثامنه والنصف صباحا من يوم الجمعه 8 شباط 1963، وليس في مكتبه. وكانت البدايه لساعه الصفر للانقلاب.
• لم يكن المغفور له قياديا في الحزب الشيوعي العراقي، وأنما كان ذا افكار وطنيه وتقدميه، فلو كان قياديا في الحزب المذكور لتم اقصائه من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم وخاصه بعد احداث الموصل الشهيرة عام 1959عندما بدأت حمله الحكومه ضد الحزب الشيوعي وكوادره ومؤيديه.
• لم تكن له علاقه بمليشيات المقاومه الشعبيه، فهل يعقل ان قائد القوة الجويه والذي يعتبر من القادة العسكريين البارزين في الدوله بعد منصب وزير الدفاع، ان تكون له صله بتنظيم مدني مسلح ؟
• لم يصدر ايه بيانات لا عسكريه ولا ذات طابع سياسي شيوعي ، لان عمليه الاغتيال قد سبقت كل شيئ، علما بأن دار الاذاعه مسيطر عليه من قبل الانقلابين. ولم تكن هناك وثيقه تثبت ذلك الادعاء.

ولمزيد من المعلومات عن شخصيه المرحوم العميد الطيار جلال الاوقاتي، اخبرني الدكتور جليل السعد عندما كان ضابط طيار برتبه ملازم اول. ان المغفور له دخل علينا ذات مرة، في ايام رمضان وشاهدنا نتناول طعام الغداء في مطعم الضباط فقال ما نصه ( الم تخجلوا من الله لهذا الافطار العلني في رمضان ) ويؤكد الدكتور السعد ان العميد الطيار كان من مؤدي الصلاة بأوقاتها، ومن صائمي شهر رمضان . اما عن نزاهته وبياض يده فيذكر الدكتور السعد، هذه القصه، انه ذات مرة ادخلت اليه البريد وكان في داخل البريد قائمه سفر تعود للقائد... ومقدار المبلغ كان (45) دينارا لسفره خارج البلاد، فأمسك بالقائمه ومزقها وقال لي ما نصه ( ولدي ان الطائرة التي اقلتني للخارج على نفقه الدوله، والفنادق التي سكنا بها دفعت من قبل الدوله المضيفه، اضافه لمصاريف الطعام والتنقل . فلماذا استلم هذا المبلغ !!! وقال بالعاميه لا تسويها بعد ) ومرة عندما كنت بجانبه قال له احد مرافقي الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ، ان الزعيم عندما يخرج لتفقد المواطنين، يدفع لبعض المحتاجين والفقراء من جيبه وعندما تنفذ نقوده، يستلف من عندنا نحن المرافقين ويقول ان شاء الله اسدد لكم عندما استلم الراتب رأس الشهر... فأيه صفه نستطيع ان نصف هؤلاء الرجال ؟ في الختام ...للتاريخ شواهد كثيره، فهناك رجال منحهم الاغتيال وخاصه الاغتيال السياسي صفه معنويه رفيعه ومنزله مرتفعه ومكانه ساميه، على العكس من مسالك الهمجيه فأشخاصها عندما تهوي اخلاقهم تقودهم نحو الهاويه .


* نشر هذا المقال في 23 تشرين الاول 2008
 

free web counter