| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 

الأحد 13/9/ 2009

 

 اللواء الركن عبدالكريم خلف ... رئيسا لجهاز المخابرات العراقية

رفعت نافع الكناني

النتائج والعبر لها معطيات كثيرة ، يمكن لنا استخلاصها بروح عالية من الترفع والوطنية ، حيث ان الحاجة في دولة كالعراق ما تزال قائمة الى تقييم موضوعي هادئ يكون ابعد وأشمل من الاطر التقليدية من جهة ، واقل تعسفا من الاحكام المنفعلة المدفوعة من اعتبارات ذاتية او خاصة قد تؤدي بنا الى نتائج سلبية من جهة اخرى ، اذن لابد لنا من التطرق الى نقطة ذات اهمية كبرى وهي ، ان اعداء العراق واسيادهم في الخارج يشنون حملات دموية واسعة اشبه ما تكون على انها حرب ابادة جماعية لشعب اعزل اكتوى بنار الدكتاتورية لعقود طويلة ، ويحاولون بشتى السبل الرخيصة والوسائل الدنيئة ضرب المكاسب التي تحققت للشعب العراقي بعيد الاطاحة بالنظام الشمولي والتفكير بارجاع الاوضاع الى ما كانت علية سابقا ، واهم تلك المكاسب حرية الكلمة والرأي والاعتقاد ، والاقتناع بنظرية التداول السلمي للسلطة والاقرار بالمشروع الديمقراطي من خلال نتائج صناديق الانتخاب ، مما يستوجب مواجهة هذه الموجة الشرسة بالدراسة العميقة والمنهج الثابت والمواقف الوطنية الحازمة والرجال الشرفاء الذين لا هم لهم غير اقرار الامن والامان للفرد والمجتمع وفق صيغ تعبر عن حضارية تلك الاجهزة الامنية .

من هنا فأن الاعتراض على اي موقف سلبي غير سليم يعتقده العراقيون ، هو في الحقيقة دفاع عن شعار الكل في موقع المواجهة مع العدو المتربص بالبلد، ومن واجب الدولة ان تلتزم باحترامه وتنفيذه ....

اننا نرغب كمواطنين ان تقٌيم الدولة المنجزات والمواقف الصلبة لرجالنا البواسل الذين ابلوا بلاءا حسنا في مقارعة اشد واعنف هجمة ارهابية وهمجية ضربت وما تزال تضرب الوطن في ادق مفاصله وأسسه ، كيف يمكن لنا ان ننسى ونسرّح بطيب خاطر ، الشرفاء في الجيش والشرطة وما قدموه لوطنهم وشعبهم من انجازات وتضحيات طوال اكثر من ست سنوات ، وعندما استلموا مسؤولياتهم الوطنية لم يكن في مراكز الشرطة والمعسكرات اي فرد بعد السقوط في نيسان 2003 ، والوطن كان في مأزق .... لا يريد الكثيرون من اعداء الوضع الجديد ان يدرك الوطن طريق الخلاص وسبل الشفاء !!

كيف يمكن لنا ان نستبدل الرجال الشرفاء المهنيون المخلصون لشرف الجندية العراقية بعيدا عن التحزب والتخندق والولاءات، حيث دلت التجارب القاسية التي مرت بنا ، ان لا هوية للعراق الا برجاله المخلصين .هل الذي حدث غفوة عابرة صاغتها ايادي لا يهمها الوطن وما يتعرض له من كوارث ؟ لا اعتقد في ذلك .... ان الاعداء يريدون ان تكون ابواب مدننا مفتوحة على مصراعيها للسماسرة والغرباء حتى تنتعش اسارير العملاء والمتخاذلين ... ما الذي حدث حتى تكون الثغرة بمثل هذا العمق ؟ ما الذي حصل لتجاوز الذاكرة التي أرخت لرجل كان جنديا وفيا في دولة القانون التي ننشدها ، هل كان يملك فرقة مليشيات وعناصر خارجة عن القانون ؟ هل كانت له منابع من الاموال تدخل البلاد بشكل سري ؟ هل كان يملك اساطيل لتهرب النفط ومشتقاته الى الخارج والاصدقاء ؟ ام انه كان يعمل ويخطط مع الارهابيين ويغض الطرف عنهم !!! هل ان مشاركاته الثرة كانت تسمح بتغييبه بهذه الطريقة المستعجلة والغامضة ، وابعاد من كان في اوقات الضيق هو المدد والمستعد للتضحية من اجل قضية كبرى ، ام انها رسائل اشبه ما تكون سرية ؟ ام اشارات اريد لها ان تكون عابرة !! ان ما حدث يوم الاربعاء الدامي لا يمكن ان تتحمله القيادات الصغيرة من القوى الامنية ، بل انه نتاج ست سنوات من عدم قول الحقيقة لان كراسي الحكومة والبرلمان موزعة بطريقة رائعة لا تؤثر على جيوبهم ومصالحهم وغنائمهم ... لقد فرح من ساوموك في قوتك ونزاهتك وعراقيتك !!

ان احد هذه النماذج هو اللواء الركن عبدالكريم خلف الذي خاض المعارك الشرسة ضد الارهابيين ومن وراءهم وساهم مع اخوانه في تفكيك العديد من شبكات الارهاب والجريمة المنظمة ودفع ثمنا باهظا ، لا يأسف عليه ، قربانا للوطن وتربته الطاهرة المعفرة بدماء ابناءه البررة . لقد خاض معارك صولة الفرسان في البصرة بمعنويات عالية ، وشارك في صولة الفرسان في مدينة الصدر بصبر طويل ، وقاد حملة بشائر السلام في محافظة ميسان بروح العسكرية العراقية الصادقة ، وساهم في عملية بشائر الخير في محافظة ديالى بهوية عراقية لا تعرف التمييز ، اضافة لمشاركته في عملية زئير الاسد في محافظة نينوى برغم ظروف هذه المدينة المعقدة والمتشابكة المشاكل . وما تبعها من عمليات عسكرية نوعية ضد قوى الارهاب والتكفير والخارجين عن القانون في كل بقاع العراق .

ان هذه المميزات والمأثر كنا نعتقد ان يكون نصيبها الترشيح لرئاسة جهاز المخابرات الشاغر نظرا لما يمتلكه الرجل من تفرد وصدق لحماية مشروع دولة القانون وما يمتلكه من شخصية قيادية لا تعرف الانحياز لغير العراق ، وهذا المنصب المهم يجب ان يشغله رجال من نوع خاص في سلوكهم ووعيهم وذكائهم وترفعهم ... لا تقلق على موروثك حين يصدمك تغيير ما ... ولا اعتقد انها النهاية الفاجعة لهذه البطولة والتجرد ، فالشعب اصبح يعرف عن ابناءه كل شيئ !!




 

 

free web counter