| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                                   الأحد 12/6/ 2011

 

 لا نملك غير الوفاء ياعامر رمزي *

رفعت نافع الكناني

مهما اطلنا في الكلام ... وذهبنا بعيدا في تأمل رحيلك المفاجئ ، سوف لن نستطيع ان نحدد لحزننا سقفا او مدى يمكننا ان نستظل به عن تلك الايام الماضية . فكل يوم يا أبا فادي تثير لنا وفينا عواطف جديدة ... بالرغم من ان غيابك قد مضى عليه ما يقارب العام وكأنه عقدا او اكثر من الزمان . كل انسان راحل عن هذه الارض مهما طال بقاءه في هذه الدنيا. البعض يترك احبابه على حين غرٌة وبلمحة بصر من دون وداع ، والبعض الاخر ينهكه المرض والحرمان والفاقة في بلد يقال انه الاغنى بين بلدان المعمورة !! وتبدو له الحياة صغيرة وصورتها قاتمة اشبه بليل في غابة كئيبة يلفها النسيان من كل صوب .

عندما جرجرت قدميك عن هذه الدنيا ، واعلنت الرحيل ، وهجرت عشك الوثير الدافئ نحو جنات ربيعها يملأ الافاق عبقا ، وانهارها رقراقة صافية ... وخضرتها دائمة لا تعرف الفصول ... توقف الزمن وتوقفت معة اشياء كثيرة واحداث عديدة لاذت بالصمت وانتشرت في كل الاتجاهات .... لا تقدر ان تبوح باسرارك التي رحلت الى اعماق سحيقة ... بالرغم من ان صوتك يحمل اجمل طقوس الحب والتسامح ، ويبقى فينا دين الاخلاص والوفاء الذي ميز خصالك وصفاتك ، يهز اعماق الزمن حاضرا ومستقبلا بكبرياء صادق من دون زيف ، وذكراك تملأ الافق وتثير اهتمامنا وهمومنا بعد ان تركت فينا اثرا عظيما ، يتجلى كل يوم ... عرفناك شخصا مثقفا واديبا كبير التأثير دائم التفاعل في محيطك وعملك ... وصداقتنا وتعارفنا لم تبلغ بعد اكثر من السنتين من عمرها !!

لا تقلق يا عامر ... انا اعرف انك في قمة السعادة ولا تشعر بالغربة ، لكنك تشتاق كثيرا لبراعمك الصغيرة التي لم تجني ثمارها بعد ( مريم - فادي - نور )... و (مها ) شريكة حياتك التي وقفت كنخلة عراقية باسقة مرفوعة الرأس ... تحاول جاهدة ان تكمل ما بنيت بنكران ذات وتضحية فريدة ، كانت شاهقة كالجبال تشعر بوحشة هذا العالم الكبير من حولها .... انها ما فتأت تترقب عودتك ، مسكونة بحلم ان تعدها بالرجوع !!! وامك التي افنت شبابها وضحت في تربيتك وتعليمك ، برغم انها فجعت برحيل والدك وهي في مقتبل العمر... ستبقى تنظر من النافذة متأملة سطوع نجمك من بعيد ، واصدقائك في بيت النور يسمعون نداءك جيدا ... معكم بدأت خطواتي ... معكم زرعنا سوية النرجس والياسمين والمحبة في حقول النور . ختاما لا نملك غير الوفاء يا عامر رمزي .
 

* 11 حزيران 2010 الذكرى السنوية الاولى لرحيل الاديب والصحفي المرحوم عامر رمزي الشماس مدير مكاتب مؤسسة النور للثقافة والاعلام في العراق
 

free web counter