| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 

الخميس 11/3/ 2010

 

 الانتخابات أرست دعائم بناء العراق الجديد

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

الان يمكننا القول بان الشعب العراقي بكل الوانه قد ادى ما عليه من واجب بالرغم من الهجمة البربرية التي نفذها اعداء الانسانية وباساليب قتل لا يعرف لها التاريخ في صفحاته وصفا لها . لقد لقن اهل العراق اعداء وحدتهم في الداخل والخارج اشد انواع الخيبة والذل والهزيمة بالرغم مما حشدة اولئك من امكانيات مادية وبشرية وما اتيح للبعض من اموال قذرة كان هدفها اولا ثني العراقيين من الوصول الى صناديق الاقتراع بواسطة السلاح وبذلك يتم اسقاط المشروع الديمقراطي الذي يجاهد العراقيون على تثبيت اسسه وركائزه ، او تغيير قناعته من خلال التصويت لشخصيات عملت بكل قوة وجهد لفرض مفهوم ( سياسة الانقلاب ) لبث الفرقة والتناحر بين فئات الشعب الواحد لينفذوا ما رسم لهم من اهداف . واشرق صباح السابع من آذار الذي ينتظره العراقيون ويترقبه العالم اجمع ، وبدت بغداد اشبه بساحة حرب من خلال اصوات الانفجارات وتطاير قذائف الهاون على رؤوس الناس متزامنا مع ما تبثه العشرات من القنوات المعادية للشعب من نداءات وبرامج وخطط مدروسة لأعتى واشرس هجمة اعلامية تنشد الفرقة وتسُوق الاخبار الكاذبة الصفراء مقرونة بانغام موسيقى الحروب والدمار والمارشات العسكرية الصدئة ، وبالمقابل اثبت العراقيون بان لهم خصال عجيبة لم يستطع اعداءهم من فك طلاسمها وتحرير رموزها ، حيث انهم وقفوا جميعا كالاسود امام خيارات اصحاب المصالح الخاصة المدفوعين من بعض دول الجوار لخلخلة الاستقرار واسقاط الخيار الديمقراطي .

انتخب العراقي بطريقة شفافة وفق آلية لا يمكن ان يحلم بها اي شعب في المنطقة ، وبدون اية ضغوط ، ما يدور في خلده عندما وقف امام صندوق الاقتراع وبحرية تامة غير منقوصة ، لا يعتريه الخوف او التوجس من شرطي او مخبر سري يلاحظ حركاته ويترقب انفاسه ، وبدون توجيه او ارشاد للتصويت لمرشح ما او قائمة ، لقد أشَر على ورقة الاقتراع ما يراه الاصلح والانسب لتولي مهمة الدفاع عن حقوقه ومصالحه واحلامه ، لقد اختار من يثق به لمرحلة انتخابية عمرها اربع سنوات يأمل ان يكون ذلك المرشح عند حسن ظنه وظن جميع العراقيين الذين صوتوا له . من هذا الواقع يتوجب على من يعتلي كرسي البرلمان ان يعمل على تضييق الهوة بين اطياف الشعب العراقي والعمل على تغييب التناقضات ومواجهة عوامل الفرقة والتشتت التي عانينا منها لاكثر من سبع سنوات مضت . والعبور بأمانينا واحلامنا المشروعة نحو ساحل التوحد والانسجام وهذا يحتاج الى عمل دؤوب وثقافة عميقة وتربية اجتماعية جديدة تمجُد الهوية العراقية من خلال صيانة كرامة الانسان وحفظ حقوقه في دولة تعمل على اختيار مسؤوليها وكوادرها وفق مبدأ العراق لكل العراقيين وان الوطنية والكفاءة والخبرة اهم ما يميز المسؤول المرشح لموقع ما. اذن الشعب قد اختار ممثليه في ظروف في غاية الخطورة والحساسية، وعليهم انجاز مهمة بناء العراق الجديد بعيدا عن الاستئثار والاقصاء .

لقد اثبتت نتائج الانتخابات الاولية وما ترشح من اخبار ان الشعب العراقي قد اختار ما يعتقد انه الاصلح لقيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة ، وهذا هو حقه المشروع فيما يختار، وان جميع القوائم الانتخابية التي خاضت معركة الانتخابات كانت ترفع شعار كبير وعريض يفصح عن وطنيتها وعراقيتها وانها تعبر عن طموح كل اطياف الشعب بدون تفريق او خصوصية، واختفت البرامج والشعارات التي تمجد الطائفة او العنصر او القومية ، وايقن السياسي ان الوطن واحد والكل يجب ان يعمل للجميع. ومن خلال نظرة سريعة على مجمل القوائم الانتخابية وخاصة الكتل الكبيرة يلاحظ ان جميعها قد ضمت مرشحين من مختلف المذاهب والقوميات وان القائمة الانتخابية الواحدة كانت تضم مرشحين ذات توجهات مختلفة فمنهم رجل الدين الى جانب السياسي الاسلامي والعلماني والليبرالي والكفاءات المستقلة التي لا تنتمي الى اي جهة سياسية ، واثبتت هذه التجربة صحتها وعقلانيتها من خلال النتائج التي حصلت عليها تلك الكتل على العكس من الانتخابات السابقة التي كانت الكتل تمثل طيف واحد ولون واحد من العراقيين. اضافة الى ان الخطاب العقلاني التي اتسمت به بعض الكتل قد ادى الى انحياز الناخب اليها والتصويت لها على العكس من تلك القوائم التي اعتمدت على التهريج والتسقيط والتي لم تستطيع من كسب اصوات تعادل ما انفقت على حملتها الانتخابية.

كما ان الانتخابات بمعطياتها أكدت ان هذا البلد له مستقبل سياسي كبير الى جانب اهميته الاقتصادية وان كل محاولات الأخرين في تشتيته وتمزيقه قد باءت بالفشل الذريع في الوقت الحاضر ، لان طريق التداول السلمي للسلطة في ظل نظام ديمقراطي تعددي افقد الاخرين في المنطقة توازنهم وايقن العراقيون ان الطريق الذي سلكوه لا رجعة عنه ، وما ان تم اغلاق مراكز الاقتراع في الوقت المحدد مسبقا ، بدأت تلوح علامات الارتياح والفرح والتأييد والاشادة ، تنهال من كل بقاع الارض تحيي وتثني على هذا الشعب المثابر الصبور ، وبانت للعالم الاشارات والتصريحات الايجابية من القادة والمسؤولين في كثير من دول العالم وخاصة الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة وباقي الدول الاوربية الاخرى والكثير من مؤسسات الاعلام الدولية المشهورة والعديد من المراكز العالمية المتخصصة في الدراسات والبحوث ومراقبة شؤون الانتخابات ، لتؤكد على نجاحها ومصداقيتها والتزام المعايير الدولية في كافة مراحلها، وما ابدته منظمات دولية متخصصة من تقديم الدعم والمشورة والاسناد ، اضافة لوصول المئات من المراقبين الدوليين والعرب وتوافد المئات من الصحفيين والمحللين لكبريات الصحف ووكالات الانباء المختلفة ، كل تلك الجموع باركت الخطوات الواثقة للعراقيين في السير نحو طريق الاستقرار السياسي والاقتصادي وما اتصف به الناخب العراقي من روح ايجابية في تقبل وجهات النظر المختلفة. بالمقابل نصاب بالدهشة والحيرة من صمت اخواننا واشقاءنا العرب حيث لم تصلنا برقيات تهنئة او اشارات تحيي نجاح هذه التجربة او تصريحات تشد من ازرنا في خضم هذا الكم الهائل من رسائل التهديد والوعيد لعقاب هذا الشعب الذي يسير في دروب تبدو غريبة عن نهج اخوانه واصدقاءه . وتبقى كلمات التخوين والتشكيك بمجمل العملية السياسية في العراق من قبل اخواننا العرب دافع قوي ومشجع لتلاحم ووحدة العراقيين . ونؤكد بثقة عالية ... سوف لن يمر وقت طويل ونرى الجموع الكبيرة من الدول والشركات والمؤسسات الاستثمارية تتسابق وتتنافس فيما بينها لغرض الحصول على فرصة عمل لتساهم في خطة اعمار العراق الجديد .



 

free web counter