نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رياض مثنى

 

 

 

 

الأربعاء 29/3/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

ميلاد حزب...ميلاد نبع صافي


رياض مثنى

هناك حقيقة افرزها واقع تاريخ العراق الحديث انه لايوجد فصيل سياسي جمع هذا الفسيفساء العجيب لمكونات الشعب العراقي غير الحزب الشيوعي، الذي رسخ الرعيل الاول من قادته مفهوم المواطنة في الانتماء الى الحزب متجاوزين بذلك عقدة الانتماء الديني و القومي و العشائري،و الذي بطبيعة الحال لا يلغي او يدعو الى الانسلاخ من هذا الانتماء بالعكس فهو يدعم هذا الانتماء كونة يمثل هوية روحية و معنوية لايمكن للمرء ان يتجاوزها.
في التسعينيات من القرن الماضي زار وفد من قيادة الحزب الباحث و المفكر العراقي الكبير الراحل هادي العلوي و كان وقتها له عتب صغير على الحزب ولكن اول شئ نطق به بان (الحزب بالنسبة له وطن.. لربما ازعل عليكم اليوم و لكني لا استطيع ان ازعل على وطني الا وهو الحزب) لهذه الكلمات مدلول كبير فيما لو دققنا بها، اذ ثقافة الحزب بنيت على اساس ثوابت لا يمكن التلاعب بها و من اهم هذه الثوابت هي الانتماء الى الوطن قبل الانتماء الى اي شئ فكل الاشياء تصبح ثانوية امام المواطنة و تغليب الثانوي على الاساس يعني تمزيق روحية الفرد و بالتالي تمزيق النسيج الاجتماعي الذي يعتبر من المكونات المهمة في حفظ و ديمومة وحدة الوطن.
اليوم كم نحن بحاجة الى هذه الثقافة التي تساهم لا في نزع فتيل الازمة الحادة و انما في ترسيخ مفاهيم انسانية تدعو الى تقبل الاخر و احترام المواطن لا على اساس ديني او قومي او طائفي و انما على اساس ما يقدمه الفرد من خدمة لمجتمعه و هذا ما يعلمه القاصي و الداني من الشيوعيون الذين كانوا و ما زالوا حريصون على وحدة العراق و لم يكونوا يوما طرفا في جر البلاد الى اتون حربا لا تبقي و لا تذر.
لربما يتسأل البعض بان الشيوعيون غلبوا الجانب الاممي على الجانب الوطني!
لا يمكن ان ننكر حقيقة اهتمام الحزب بالجانب الاممي باعتبارشأنا ام أبينا فان المحيط الداخلي يتاثر بشكل او باخر بالتطوات الخارجية و هذا ما اثبتته الاحداث التاريخية.. اذا لم تكن بدعة من الشيوعيين ان يضعوا نصب اعينهم التطورات الدولية و اليوم تثبت الاحداث صحة تفكير الشيوعيين العراقيين على الاقل ما يمر به بلدنا من تطورات جعلت العالم يتاثر سلبا او ايجابا بما يجري.و الاهم من ذلك ما الضير من تضامن الشيوعيين مع المضطهدين في اي بقعة من العالم ثم الا ندعو اليوم العالم ان يتضامن معنا في محنتنا و نحن نواجه اعتى ارهاب على وجه الارض ام انها كلمة( حق يراد بها باطل)
قديما قيل الشئ الكثير عن تجاوزات قام بها الشيوعيين العراقيين ابان عهد الشهيد عبد الكريم قاسم و لكن ما يحدث اليوم فضح سلوكية مروجي هذه الدعايات البائرة فلم يقم شيوعي على مدى 72 عاما على حرق مسجد او حسينية( بما تحوية من كتب القران الكريم و اناس يؤدون فرائضهم) بالعكس فبعد احداث سامراء في شباط زينت لافتات الحزب كل مدن العراق داعية الى تفويت الفرصة على القتلة في جر البلاد الى حرب اهلية،جازف الشيوعيين في هذا الظرف الحساس و خرجوا الى الشوراع و حموا عوائل نزحت خوفا من ردود الفعل و كان صوت الحزب عالي في التصدي لظاهرة الثأر و العنف المضاد.
ختاما و نحن على اعتاب الذكرى السنوية لميلاد الحزب نتمنى من كل الحريصين على مستقبل العراق ان ينهلوا من هذا النبع الصافي...لنصل جميعا الى بر الامان.