| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 9/3/ 2011

 

 الإشارة الواضحة....

رشيد كَرمــــــة 
 

فيما يسعى الشيوعيون العراقيون والديمقراطيون وأنصارهم لترسيخ نهج الديمقراطية في العراق وشد أزر دولة مرتبكة حديثة لازالت شعوبها تعاني من آثار حكم حزب البعث العربي الإشتراكي و التدخلات العالمية والإقليمية يسعى دعاة الإسلام السياسي لعرقلة جهد الوطنيين وذلك من خلال أكثر من إشارة تفصح عن نوايا غير سليمة وضارة في مجمل العملية السياسية التي هدفها التغيير لصالح الوطن والناس معاً..

فلقد شهد العراق في الأيام الأخيرة قمعاً لا حدود له وغير مبرر لمسيرات شعبية سلمية تطالب بتحسين الأداء الإداري لأجهزة الدولة وإستحداث فرص عمل وتوفير الخدمات الضرورية وإصلاح ما إعوج نتيجة عبث هذا المسؤول أو ذاك وخوف (الهؤلاء) هو بلا شك من الحرية التي بدونها لا يمكن بناء نظام ديمقراطي عادل ,ولقد نشط الحريصون على مستقبل العراق في الداخل والخارج على رفد المسيرات الشعبية بكل ما هو إيجابي ومنها التحذير من دس السم بالعسل من جانب جلاوزة الجلاد المقبور ومريده من جهة ومن دسائس ساسة (الإسلام السياسي) التي تعلموها أو يتلقنوها من إيران وحزب الله ,وفيما يسعى الناشطون من حضور فاعل في ندوات خارج العراق من أجل عودة الكفاءات والخبرات العراقية , يُفشل مدعي القانون هذا الجهد الطوعي والمجاني!

بإختصار شديد ,ليس هناك من سلطة على الأرض تحتمل احلام الشيوعيين,لسبب بسيط وواضح جداً,لأن أحلامهم تقض مضجع الجميع سواء كانوا ظَلاماً أو مظلومين, ولأن كان المظلومين هم الأغلبية وأحلامهم العدالة الإجتماعية ورغيف الخبز بكرامة ويعوزهم التنظيم والوعي والمحرك وإستغلال الزمن لأسترداد مظلوميتهم,ألا أن الفئة الظالمة المتخمة يوحدهم الفساد والنهب والقوة,أسوق هذه المقدمة لمن يقول أن قرار "صدام المالكي" كان غير متوقع ويشكل مفاجئة بغلق مكاتب ومقرات حزب شيوعي عريق ضرب باطنابه كل شبرمن أرض العراق,وقدم بسنواته التي فاقت السبعين الكثير من الدماء,بل وسعى ومن منطق الواقع بعد حقبة القسوة والقمع البعثي والتي دامت لأكثر من ثلاث عقود,أن يختط لنفسه منهجاً وأن على "مضضٍ" للمشاركة في عملية قيصيرية لولادة الديمقراطية, في زمن ردئ جداً!

وفيما تكون إشارة الشيوعيين العراقيين إدامة زخم الديمقراطية وإحترام حقوق المرأة وضمان الحريات الشخصية,تكون إشارة الحكومات القمعية التضييق على الحزب الشيوعي العراقي , وهذا ما حدث طيلة حقبة البعث وهي نفس الإشارة والإسلوب والطريقة الفجة التي ينتهجها الحاكمون الجدد ولكن هذه المرة بإسم الدين, وهو ما يعرقل عملنا جميعاً, ولابد من حذر لما سيأتي , وتأريخ الحزب الشيوعي العراقي يشير إلى أنه المستهدف من قبل السلطات أينما وكيفما وحيث ما كانت,إنها إشارة واضحة لايجب إغفالها,رغم أن الميل إلى السلم الإجتماعي والكرامة والعدالة الإجتماعية والتوق للحداثة وتلاقح الثقافات هي إشارة الشيوعيين العراقيين وأنصارهم.


السويد 9 آذار 2011
 


 


 

free web counter