| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

                                                                الجمعة 9/11/ 2012

 

المسحوقون وضرورة توعيتهم وقيادتهم

رشيد كَرمــــــة 

وأعني بالمسحوقين هم الفقراء من الناحية الإقتصادية ــ الإجتماعية,وغالباً ما يتعرضوا للإستغلال وخصوصا من جانب السلطات والطبقات والأفراد ذوى الثروة المالية ,والتي تنزع وتسعى دائما للجاه والسطوة عليهم وما يلحقها من إستغلال بشع ,سواء كانت سلطة الدين وطبقة التجار والمالكين أو أفراد مستفيدين من كليهما.

قرأت في صحيفة الحزب الشيوعي العراقي (طريق الشعب) العدد 64 السنة 78 الخميس 8 تشرين الثاني 2012 وصفاً لمواطنة عراقية لقرار الحكومة العراقية بإلغاء البطاقة التموينية التي تساعد وتعين أكثر من ربع سكان العراق بأنه قرار مجحف ودعوة للتسول في الشوارع, وقد طورت وتطورت سبل التسول من أجل كسب المال لأكثر من مد الأيادي والأواني وتنوعت أساليبه وأغراضه , وتغيرت طالما بقى الفقر ونقيضه , ولقد حصل هذا في تأريخنا القديم والحديث , تضيف المواطنة العراقية التي تعينها البطاقة التموينية التي تعتاش عليها وعائلتها :

- إلى متى يبقى الشعب العراقي محروماً من أبسط مقومات العيش الكريم .؟؟ والسؤال مشروع ومنطقي جداً, ولابد من إجابة, وتضامن حقيقي مع المحرومين, ولقد تابعتُ تبريرات الحكومة العراقية, وكأنها تقايض الناس وتتحايل عليهم لغرضٍ ولأجلٍ غير مسمى بل تغريهم بالمال الوفير, و(كأنما هي مكرمة شخصية كما فعل السابقون) مما يمكن اصحاب البطاقة التموينية من شراء الكثير من المواد الغذائية التي سَتُدعَم من قبل أجهزة الدولة المتيقظة دائما وأبدا ضد فساد التجار والمنتفعين وهم أصحاب القرار الراهن! وهذا منافٍ للواقع ، فالفساد يضرب في كل مفاصل الحياة ومنها التجارة والتجار في دولة المحاصصة التي تعطل دور القانون والديمقراطية معاً ولطالما ينقص هذه الشريحة "المسحوقون" وهم الأكثر تضررا ــ الوعي ــ لعدم توفر فرص التعليم ومتطلبات المعرفة التي يحتكرها الميسورون..

هنا لابد من وثبة جادة لقيادتها وتوجيهها نحو الأصوب, والأجدر أن يبادر الحزب الشيوعي العراقي ذو التأريخ العريق في قيادة المظلومين كما فعل مرارا في التصدي للسلطات ومن يسعى للسلطان ومؤازرة المحرومين والمظلومين ولقد زخر تراثنا بالكثير مما يحدث اليوم ومنهم الزاهد نصير الفقراء (أبو ذر الغفاري) إذ قال : عجبت لإمرءٍ جائعٍ لم يخرج إلى الشارع ويشهر سيفه .

أنا لا أدعو للسيف ومشتقاته أو لأي سلاح فتاك قاتل للنفس البشرية طالما هناك ما يعوض عنه وهو العقل ومعبره اللسان كسلاح سلم وحوار بناء. وسياسة الحزب الشيوعي العراقي في المراحل كلها تعتمد الوعي المنظم والخلاق ولكنني ضد التسول ولابد للمتضررين من وسيلة, وأضعفها الإحتجاج والتظاهر والدعوة إليه وتحريض من يقع عليه الحيف ضد الإستغلال والمستغلين وهو أضعف الإيمان في ظل "نظام" يدّعي بإلتزام تطبيق ومراعاة دستور يكفل, حق التظاهر والتعبير !!

فهل ننتظر طويلاً تجمع أكثر من ربع سكان العراق المستفيدين من البطاقة التموينية إذا لم يكن العدد أكبر بكثير ومعهم المتضامنين والمتعلمين وشغيلة الفكر والأدب وأنصار العدالة الإجتماعية والعقلاء من رجال الدين سيما أن المرجعية الدينية أعلنت من (النجف) أنها تنتظر تبريرات مقنعة من الحكومة الإتحادية حول قرار إلغاء البطاقة التموينية خلال اربع وعشرون ساعة وإلا فللمرجعية الدينية شأن آخر...

ولولا هذا التهديد الصريح والواضح لما خرجت ألسنة الحكومة العراقية والمدافعين عنها باطلاً بالتبريرات الواهية ... ويبدو للعيان أن هناك سرقة جديدة, تضاف لملايين من الأموال العراقية التي سرقت وضاعت ولم يعرف حتى هذه اللحظة مصيرها وكيف إختفت, ونحن أمام إمتحان جديد لإختيار أمناء على المال العام, بعد أن تبين عجز الكتل المهيمنة منذ 2003 وحتى هذه اللحظة من ذرة بناء يشار إليها بالبنان, وهذا ما إعترفت به الحكومة العراقية, وعلى لسان رئيسها في أكثر من محفل ومؤتمر صحفي.

ولابد للمسحوقين من حركة فاعلة تفضح وتكنس اللصوص. وكفى ضحكا على الذقون بوعود كاذبة وفهم منقوص للديمقراطية , وإن كان من أجل أصوات لإنتخابات قادمة سيكون للمسحوقين صوتاً واعياً ورادعا في ظل قيادة واعية.

 

السويد 8 تشرين الثاني 2012    
 

 

free web counter