| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

السبت 8/5/ 2010

 

ما قيلَ و ما فُعِلَ وما بينهما..

رشيد كَرمــــــة 
 

يتفق العلامة الماوردي * والفيلسوف أرسطو بأن هناك ثلاثة عوامل تقف وراء الإنقلابات السياسية أولها فظاظة الحكام,تحقير المرؤوسين,وطمع المرؤوسين في الحكم والثروة.ولا أظن بأن ذلك يعد من باب الإتهام لحكامنا الجدد,والذين جاؤا من خلف الحدود بعد أن كسرت, وحطمت بابها اليد الأمريكية الضاربة,وكان بودي أن أنجز دراسة تعتمد من أولها إلى يائها عما قيل وكُتِبْ في أدبيات "الروزخونية",لولا الظروف الصحية وشحة الوقت ولكنني اقتبس بعض ما نطقت وصرحت به أحزاب الإسلام السياسي - حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى - إبان سنوات حكم الدكتاتور المقبور (صدام) وذلك من خلال مراجعة دقيقة لما توفر لي من مصادر كانت آنذاك لسان حال الإحزاب الدينية.ولم يغفل الديمقراطيون والشيوعيون العراقيون عما كُتب حينها,لذا ومن باب الواقعية والإعتراف بوجود الضد الآخر, دأبت مجلة الثقافة الجديدة,وهي مجلة شهرية يصدرها الحزب الشيوعي العراقي بنشر مقتطفات من "نداء الرافدين" المعبر عادة عن رأي المجلس الإسلامي الأعلى و "الموقف" والذي يعبر عن رأي حزب الدعوة الإسلامية في العراق,والنشر في أدبيات الشيوعيين العراقيين عن الضد الآخر له مبرراته من وجهة نظر واقعية بحته, بالرغم من تعدد وجهات النظر وتشظي الأفكار التي لا أشك في أمانتها للفكر الشيوعي , وتحصيل حاصل سببت وجهات النظرتلك والإجتهادات المختلفة إلى ضعف أداء الشيوعيين العراقيين في هذه المرحلة وستبقى تعاني منه في المراحل اللاحقة إذا لم يُؤخذ في الحسبان تراث ومستقبل الشيوعيين العراقيين في ظل المتغيرات التي تعصف بمجتمعنا اليوم ومن الحكمة قراءة وجهة النظر الشيوعية الأخرى (غير الرسمية) والتي تجتهد في الفصل بين المشاركة في العملية السياسية,وبين بناء الدولة الديمقراطية على أسس وطنية, أشك من جانبي بإنتماء الأحزاب الدينية العراقية جملة وتفصيلاً للثوابت الوطنية التي يسخرالبعض لهذا المصطلح السياسي بل ويسفهوه أحياناً وهم خارج الأحزاب الدينية في ظروف إحتقان طائفي وقومي ترعاه دول إسلامية وعربية جارة ووجود قوا ت أجنبية ومحاولات لا أول لها ولا آخر لقضم وفصل لخارطة العراق مثل التي تحيط به الآن, وتجربة ما بعد 9نيسان 2003 وحى هذه اللحظة تكفي للحكم وللنقد !!.يكتب برير العبادي في نداء الرافدين الصحيفة الناطقة بإسم المجلس الإسلامي الأعلى المدعوم من الفقيه الخميني وعسسه ** والمؤُسَس في إيران في 30/10/1991:إن بيان التفاهم مع القوى الوطنية العراقية ويقصد بيان التفاهم الأول الذي صدر عن حزب الدعوة الإسلامية في نهايات عام 1980 كان باكورة عمل لجمع جهود قوى المعارضة لدكتاتورية "صدام حسين",إنه كان بصيغة دعوة للتفاهم ليس إلا! إنطمست معالمه سريعاً ولم تتح له فرصة التفعيل,وذلك لوجود أغلبية شيعية تتعارض وتتقاطع مع أهداف القوى الوطنية يسميها البيان ( الشق الوطني ) حيث تتجاوز نسبتهم 65%, وهذا هو رأي المجلس الأعلى حسبما جاء في التصريح الذي أعقب إعلان مؤتمر صلاح الدين,وفي موضوع آخرمهم وخطير تكتب نداء الرافدين في27 آذار أن مجئ حكم شيعي لايعدو كونه جداراُ للإستدارة اللامعقولة التي يشهد لها الموقف الغربي والأمريكي وما يجمع من إيديلوجيتهما المحركة التي تديرها إرادة الكبار الإستغلالية, وإن الإنتقال من مرحلة الإعتراف المتبادل إلى مرحلة البناء والحوار الصريح مرحلة تجاوزناها , هنا يؤكد قادة المجلس الإسلامي بعد أن تيقنوا من يد قوية تساندهم ,إيران مثلاً,لابد من إعتراف وعقد مشروع عمل لمستقبل سياسي تكون الأغلبية فيه النسبة الأعلى التي تشكل مجموع الشعب العراقي, لابد لها أن تأخذ بزمام المبادرة ,وتستغل الظروف مهما كانت ومن أين أتت!!!,المهم يقول ( صادق الركابي ) في صحيفة الموقف والتي تعبر عادة عن حزب الدعوة الإسلامية العدد11 شباط 1993 أن التجارب دلتنا على أن أشد دعاة الديمقراطية والليبرالية هم أبعد الناس عنها!!!والسؤال كيف؟ولماذا؟ ومتى ينطبق هذا على ثوابت أن كانت لأحزاب الإسلام السياسي العربي والعالمي والعراقي من ثوابت سواء في الظرفين (الزمـكانيين),التي مكنت القوى الإسلامية من الوصول إلى السلطة وأية سلطة كتلك التي فيها عراقيات وعراقيون يقرأون مابين السطور وما قيل وما تم فعله وما بينهما.

الهوامش
* الماوردي : مؤلف كتاب الأحكام السلطانية وهو كتاب مهم جداً في تقليد الوزارة وفي الولاية على حروب المصالح, وللمراجعة ارجو قراءة فصول من تأريخ الإسلام السياسي للراحل الفذ المشاعي (هادي العلوي)صفحة 125_159
** العسس : هم الشرطة، و في الزمان القديم كانت العسس هى الجماعة التى تجوب الطرقات ليلا،


 

السويد 7 أيار 2010
 


 


 

free web counter