| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الأحد 7/3/ 2010

 

علامة الصح وعلامة الخطأ

رشيد كَرمــــــة 

قبل سويعات قليلة وضعت علامة الصح في مكانها المناسب تماماً, وأجزم بل أقسم أنني وضعت العلامة ذاتها عدة مرات على الموقع الملائم الذي أنتمي إليه طيلة سني عمري الستين وأتباهى بذلك دا ئما وأبداً, ولكن عندمأ إختليت بمكاني هذه المرة وفي إنتخابات المجلس التشريعي "البرلمان" للعام 2010 وبالتعبير العراقي الدارج,وربما في اللغة الأدبية والفلسفية المكان هو: الجغرافيا والتأريخ والتراث والموقف والإنتماء والإلتزام "مكان ظل يشغل العراقيات والعراقين ليدلوا بملئ إرادتهم"لمن سيمثلهم في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وكتحصيل حاصل.أقبلتُ قبل وبعد وضع علامة الصح على التقبيل (بوسة) على رمز قائمتي وكأنما أختلي بحبيبة قد تكون أمي وأختي وزوجتي وإبنتي وخيل لي أنني سأبكي فرحاًغير أنني تمالكت على حواسى العصبية, ومضيت أضع الظرف داخل الظرف وأنا (مشدوه) للمقارنة بين طريقة الإنتخابات في الدول المتحضرة كالسويد مثلا وبين إجراء الإنتخابات في بلد يعج بالمتناقضات اللآمتناهية كالعراق الحالي,وعلامة الصح كانت أولا وقبل أي شئ للنادي العراقي في مدينة بوروس السويدية حيث وفر وسائط نقلٍ للناخبين ممن آلوا على أنفسهم وضع العلامة الصحيحة في المكان والمربع الصحيح,وعلامات الخطأ مع الأسف الشديد كثيرة ومتنوعة كالتي شاهدها الجميع على أرض الواقع وهي بخل بعض الناس من إصطحاب ذويهم ومركباتهم إلى الإنتخابات تحت حجج واهية وأعذار شتى ,وعلامة الخطأ الأخرى على عدم الإيفاء بالوعد الذي قطعه البعض على توفير أنفسهم ووسائط النقل التي بحوزتهم في التواجد في الزمان والمكان المُعلَنين,والخطأ الكبيرالآخر يتجلى بإعتبار أن الدعوة للمشاركة في الإنتخاب "منة" من الناخب على القوائم الإنتخابية والأحزاب المشاركة. والحقيقة أن الإختيارأي المشاركة في عملية التصويت هي مسؤولية أخلاقية وواجب وطني ويتحمل الناخب كل مايترتب على عملية التصويت من أمور مالية وصحية وإلتزامات شخصية وعائلية فممارسة التصويت في بلد تحاك ضده المؤامرات من أجل تقويض تجربته الديمقراطية الفتية أمرٌ في غاية الأهمية قبل وبعد أي شئ,علامة الخطأ واضحة وتشكل النشازالأكبر في مجموع الإخطاء في المركز الإنتخابي في مديتة يوتبوري حيث تكدس الناس لساعات طوال أمام أبواب مغلقة وهرج من لدن الأكثرية وتدافع لايطاق وسط حضور الشرطة التي أجلت العمل بالقوانين المرورية وتركت الناس عرضة للخطر من طرف سائقي السيارات وهم يتفننوا في المخالفات,الخطأ المقرف الآخر"أمية" القسم الأكبر من العاملين وبطأهم في عملية التدقيق وتدوين المعلومات حتى أن أكثر الموظفات طلبن من الناخب قراءة اسم الأم ورقم الوثيقة! من الأخطاء أيضاً وهذا ما لاحظه وإنتبه اليه الجميع الإسلوب في التعامل سواء من ناحية الإلتزام بالدور بشكل منتظم أم من ناحية التعامل بفظاظة وغطرسة,وكأن الأمر ليس تنافس ديمقراطي تقرره صناديق الإقراع,بل أصوات مكبرات الصوت التي أقامتها الأحزاب الكوردية, ناهيكم عن خطأ الإعتداءات والكلمات النابية والتجاوز على مشاعر الناس ,والنتيجة أن هذه الجملة من الأخطاء تبقى قبيحة على الضد من علامة الصح المشرقة والجميلة التي تأتي أولا من المشاركة الطوعية في الإنتخابات وثانيهما من وضع علامة الصح في مكانها الصحيح.

 


السويد 7 آذار 2010
 


 

free web counter