| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

                                                                الأثنين 5/11/ 2012

 

تجربة مسرحية

رشيد كَرمــــــة 

النص الأدبي لـ( هاينر مولر) * وترجمها للعربية (صالح كاظم) وأعدها للمسرح وإخراجاً وتمثيلا (هادي الخزاعي) ونفذ الإنارة والمؤثرات الصوتيه (هادي راضي).

وسوف لا اتحدث عن النص التأريخي وما حدث لـ( الهوراسي) وهو جوهر حكاية هذا العمل الفني الذي ينتظم مع مجموعة أعمال للمؤلف تدخل في سياق المسرح التعليمي الذي أسسه (بريخت) لكثرة ما كتب عنه وأحسب ان السؤال الذي طرحته الواقعة التأريخية في روما القديمة مشروعا فايهما المنتصر وايهما القاتل؟,وغاية المسرح التعليمي ان تترك الفرصة للجمهور للإجابة عليه.ولاشك في ان عقل الإنسان هو الذي ينتصر في نهاية المطاف, وبرغم الموت الذي يزحف على الجميع تبقى مدوية كل الكلمات التي تبحث عن الحقيقة وتسعى إليها.

عرض العمل المسرحي في مدينة يوتبوري السويدية مساء السبت الموافق لليوم العشرون من الشهر الحالي الساعة السادسة وهو يوم عطلة ,والفنان كان قد قدم من هولندا وأعد ما يلزم لهذا العمل,الذي يشبه طريقة الحكواتي في تراثنا الشعبي, والفرق ان الحكواتي القديم كان يؤدي حكايته وهو جالس على منبر,بينما عمد الفنان (هادي الخزاعي) ** إلى تجسيد شخصيات الحدث بلغة الملابس والجسد والصوت وقد إستفاد من إستخدام الأقنعة التي تعكس جانبا من صراع الأضداد الخير والشر, الأسود والأبيض,والعمل المسرحي هذا جزء من تجارب مسرحية سابقة,ينفذها ممثل واحد بشخصيات مختلفة,وللمسرح الجاد بشكل خاص علاقة وثيقة بين الممثل والجمهور, فما بالك أن جهدا ينفذ بشكل رائع ومجهود واضح دون جمهور,أو مسرح فقير بجمهوره واحسب ان عدد من شاهد العرض لايتجاوز العشرون , ومن هنا كان تعليق (سلمى نزال) ـ الخاسرـ هو ممن لم يشاهد هذا العرض, وكانت (ام عمر)على حق وهي تشد على يد مؤدي هذا العمل الفني الناضج, لولا ضعف المؤثرات الصوتية وعدم ملاحقة الإنارة لحيثيات حركة وتعبير الوجه وتجسيد لغة الحوار للممثل وهو يؤدي عدة شخصيات في آن واحد,واتفق مع فنان المسرح العراقي(مكي البدري) كان الأولى أن يتم الحوار الأخير من خلال إستخدام الأقنعة.

اشد شخصيا اليد على الجهد المسرحي الذي قدم , واجزم ان الحكواتي الحديث لابد ان يعود لواجهة المسرح العراقي بعد ان شاع مسرح التهريج وأختفى مسرح بغداد والفن الحديث وتسيدت نصوص وأفكار بالية رجعية كنا قد تجاوزناها بفعل ثقافة جديدة وفكر حر بهمة المتعلمين الذين لازالوا يحثون الخطى لإنقاذ ما تبقى.


الهوامش
*
(هاينر مولر) 1929ـ1995 عاش في ألمانيا وشاهد عن قرب إنتصار العمال والفلاحين وإخفاقاتهم.
** (هادي الخزاعي) مواليد الديوانية 1947
حصل على شهادة الدبلوم في الفنون المسرحية من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1975 .
عمل في فرق مسرحية عديد في بغداد :
- فرقة نقابة عمال المواد الغذائية والجلدية عام 1968.
- فرقة مسرح الصداقة في المركزالثقافي السوفيتي ببغداد 1968.
- فرقة المسرح الشعبي عام 1973.
- ساهم في فرقة اتحاد الشبيبة الكوردستاني وفرقة مسرح اليوم وفرقة المسرح الحديث.
- من المساهمين في تأسيس مسرح الستين كرسي في بغداد.
- عضو شرف لفرقة بارادم المسرحية في حضرموت اليمن.
- عضو مجموعة الناس المسرحية في هولندا.
قدم كممثل ومخرج ومعد ومؤلف مسرحي في دول مختلفه غير العراق كالمكلا والشحر وعدن وابين وتعز وصنعاء في اليمن وبيروت وبعلبك في لبنان وصوفيا وكابروفو في بلغاريا وموسكو في الأتحاد السوفيتي ولاهاي وليدن وروتردام وآرنهم في هولندا وكوبنهاكن في الدنمارك ومالمو ولوند في السويد وبرلين في ألمانيا وطوكيو في اليابان.
ساهم في العديد من الأعمال المسرحية التي قدمها الأنصار الشيوعيين في كوردستان العراق أثناء مقارعة الدكتاتورية الفاشية أبان عقد الثمانينات.

 

السويد 21 تشرين الأول 2012
 

 

free web counter