| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

                                                                الأثنين 5/11/ 2012

 

لم يدهشني حديثه!

رشيد كَرمــــــة 

سنحت لي الفرصة أخيراً بعد عمل شاق وممل أن أتواصل مع بعض مما إفتقدته وأفتقده من رفقةٍ فكريةٍ حد الفقرلسنوات عجاف,عاث فيها الفرد الصمد والقائد الضرورة فسادا وأمية وترويعاً لكل من يقترب حتى للوعي البسيط لمفردات الحياة وكادت أفكار الرئيس المؤمن الذي صوره الإنتهازيون مقام الله فينا صورةً وصوتا ًأن تطيح بعقد إجتماعي, مُتعارفٌ عليه , ومُتَفقٌ عليه ,وأن يتعايش في ظله الجميع, وسأظل مستجدياً رفقة الوعي الجاد ما حييت طلباً للصلة مع أترابي وزملائي ورفاقي وأساتذتي الذين علموني معنى حب الوطن والإنتماء والإلتزام بغية لم الشمل لعل وعسى أن نعيد جزء مما فقدناه زمن دكتاتورية بعثية قاسية ومظلمة وآمل أن لا تتكرر دكتاتورية مماثلة في زمنٍ التيه والضياع لكل شئ وفي كل شئ ...

كان حديثي صباح اليوم من أول أيام الشهر الحالي عام 2012 مع شاب من كربلاء ,وأنا أقيم في السويد منذ أكثر من ربع قرن , وغربتي عن كربلاء تمتد مساحتها ومسافتها من زمننا الحالي إلى حيث تركتها نهاية السبعينات, حيث لاح سيف البلطجي المقبور,ودروع المتهافتين عليه .أعرف جذور هذا الشاب جيداً , وكيف أنسى وأن مربيه كان قد رَحَلّني من خلية حزبية إلى أخرى , ومن كربلاء إلى بغداد.

سألت محدثي بعد التعارف هل يقرأ الناس ما نكتبه نحن المنفيين قسراً ؟ أجابني: للأسف يتهافت الناس على المرئي السهل,بعد عناء كبت, والناس تُقبِل على اللملذات والمتعة العابرة من خلال وفرة الأنترنيت هذه التكنولوجيا التي وفرها العلمانيون لاغيرهم ! وسألته بعد إستئذان عما يعرفه من شغيلة العراق في الفكر من كتاب وفنانين وإقتصاديين وأطباء ومسرحيين وصحفيين وتشكيليين وشعراء ومبدعوا القصة والنحت والموسيقى ومناضلون من كلا الجنسين لازالوا حتى هذه اللحظة يعيشون في منافيهم وملاجئهم التي أضحت وطنا لهم؟ أجابني : لا أعرف أحد ,والأسباب كثيرة وقد تكون سياسية وأضاف أنتم أعرف لأن القرار في داخل العراق يتم صنعه في الخارج!

عدت إلى ذاكرتي إلى بغداد العراق في سبعينات القرن المنصرم يوم كتب أحد المصفقين لعصابة الظلمة تقريرا ضدي لقراءتي شعرا لـ(سعدي يوسف , ويوسف الصائغ ورشدي العامل) وكتاباُ في النقد لـ(ياسين النصير وفاضل ثامر) والبابكية لـ(حسين قاسم العزيز) ولمؤلفات (شمران الياسري) وكتابات نشرت في مجلة الثقافة البغدادية (صلاح خالص).

سألني المحقق السلطوي : لِمَّ تقرأ لهؤلاء الأجانب الأعداء ؟ أجبته إنهم عراقيون سيدي ولكنك لا تعرفهم, إبحث عنهم فهؤلاء قامة العراق في العلم والمعرفة,حينها عرفت أن جمرة الثقافة العراقية ينفخ فيها الشيوعيون العراقيون ولا زالوا.

ومن هنا تأتي عرقلة قناة إعلامية (فضائية) يطل من خلالها شيوعياً ونصيراً واعياً وديمقرطيا ً ناضجا ً يفضح السراق والمضللون.. ومن هنا أيضاً مبعث عدم دهشتي لواقع الثقافة في العراق إذ لم أجد فرق على الأقل في المتداول من الحديث المباح بين ما مضى والحاضر , ومن المؤكد ان من أراد أن يطفئ شعلة الثقافة زمن دكتاتوريات ولت لا زال في دفة الحكم وثناياه, لذا لم يدهشني الحديث مع رفيقي الطيب الشاب المهذب (س.الصافي) .
 

السويد 2 تشرين الثاني 2012    
 

 

free web counter