| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الأربعاء 4/3/ 2009



الحزب الشيوعي يتعلم

رشيد كَرمـــة

يوما بعد آخر تبرهن الحياة على قدرة الشيوعيين في التعلم مـــن عثرات العمل في ظل ظروف موضوعية قد ينكرها الشامتون وقد يغيبها الناقمون وقـــد يسلط عليها الحريصون الضوء , ولا أشك مطلقا ً في أن الكثير من الناس فــــي داخل العراق وخارجه سواء كانوا في صفوف الحزب الشيوعي إو خارجه , تقفز قفزا ً فوق كل الظروف الموضوعية التي رافقت وترافق عمل ليس فقط الشيوعيين العراقيين وسواهم في منطقتنا العربية والإسلامية وإنما كل من ينتمي الى التيار الديمقراطي والعلمانية والحداثة والتطلع صوب منجزها المهم الديمقراطية وأساليبها ونظمها المتكاملة ,ومن يعتقد أننا نعيش بهاء الديمقراطية في العراق فهو واهم جدا ً. إذ لازالت وستبقى إلى أمد بعيد آثار الضربات التي تعرض إليها الحزب الشيوعي وقواعده منذ 8 شباط عام 1963 والتي إستكملها جلاد القرن العشرين ( صدام ) ولا أجد مبررا لأتهام ( مُتعلمين ) قيادة الحزب الشيوعي ومن يتفق معهم بان ما حدث في فترة تسلط الدكتاتورية البعثية في 1978 هي بداية النهاية لحزب عريق سقى شجرة الوطنية العراقية بدماء النسوة والرجال على حد سواء ,على أمل تحقيق وطن حر وشعب سعيد ومن الصعوبة تقبل فكرة أن يبادر الحزب الشيوعي الأعتذار من الشعب ؟ لأنه ترك بغداد والهور والعراق وإكتفى بالدفاع عن كوردستان !؟ وعلى هذا أجاب المحاضر الضيف د. إبراهيم إسماعيل :[ أشعر بجرح عندما أسمع هذا .] وهذه هي حقيقةً مشاعر كل المنصفين . ولا ادري كيف تسوغ الأمور ؟ كما لا أدري ماذا سيُطلَب من الذين بددوا ثروة العراق ومرغوا كبرياء الناس والوطن وعرضوه للحروب وللإحتلال بل وشوهوا كل شئ ؟؟؟؟؟؟

ما تقدم توطئة لأمسية سياسية تخص شأنا ًشيوعيا ًمحضا ً أعدته منظمة الحزب الشيوعي في مدينة يوتبوري - السويد وهي ليست كما نوه عنها على أنها أمسية ثقافية ــ سياسية , كما أنها لم تأخذ شكلا ًجديدا ً اللهم إلا إذا أخذنا بعض الأضافات كحرية تنقل مقدم الندوة ومقاطعته المتحدثين والتضييق عليهم بل ان الأمر زاد من صعوبة إيصال الفكرة في أكثر الأحيان ؟؟

إقتربت المتحدثة الأولى الرفيقة ( كوريا أم فرات ) من أهم مفصل نعاني منه ألا وهو فهم الظرف الموضوعي سيما وهي تعمل في وسط مدينة الثورة / بغداد حيث تتمتع الشرائح الأجتماعية هناك وخصوصا المرأة بوعي فطري قابل للتطور , وأوجزت أن حال العراق سئ , فكيف هو حال الحزب إذن ؟ عقب (د. إبراهيم إسماعيل ابو دجلة ) كان الحزب وما يزال يمتلك مشروعا وطنيا ً لذلك وقف ضد الحرب وضد إحتلال العراق ولكن يجدر أن لاننسى العوائق والعراقيل التي حالت دون تحقيق ما يصبوا اليه الحزب وكل المخلصين للعمل الديمقراطي الجاد .
في حين تطرق ( علي الراعي ابو حبيب ) الى التناقض في الخطاب السياسي والموقف من التحالفات , ومشاركة الحزب في حكومات محاصصة و طائفية رغم وجود أخطاء ظاهرة للعيان , كما أشير إلى موقف الحزب من القضية الكوردية والذي يقترب من موقف الأحزاب القومية الكوردية . وإكتفى ( عبد العزيز ججو ابو بافل ) بإختصار شديد بمقارنة أهمية الدستور الدائم والمؤقت والأخير هو ما كرس السلطات بيد فئة معينة كحزب البعث والتي نتج عنها دكتاتورية أضرت كثيرا ً , في حين ينحى الدستور الدائم إلى بناء دولة القانون , والذي بدونه لايمكن بناء دولة , ولا شك ان الدستور يتضمن أخطاء لابد من معالجتها دستوريا ً ..

كما جاءت مشاركة الحضور مقتضبة جدا ً وإن حملت بعض المساهمات القسوة ولم تجانب الحقيقة طالما لم تنظر الى الظروف الموضوعية بل ركزت على خلل الأداء وكم كان بودي أن تكون الأمسية ذات نهج جديد فعلا ليغور الجميع بأطروحة أجدها مجة جدا ً بل ومُختلقة ومفتعلة من جيش المتقاعدين والمُحبطين كالشيوعيين فقدوا الحس الوطني أو إنعزال الحزب الشيوعي العراقي عن الناس ,؟؟ ولم يدركوا بعد أن هناك إنحداراً مهولاً في وعي الفرد العراقي والذي يشكل المادة والرقم المهم في عمل الأحزاب والتي قد تشيخ فيها الأفكار , ولكن الممارسة تنضج وتفيد وهو ما أشرت اليه إحدى المتداخلات حيث قالت : [ رغم كل العثرات ورغم كم هائل من خطوات لم تتخذ بعد ألا أن الحزب الشيوعي العراقي قد تعلم ومنذ نهاية عصر الدكتاتورية عام 2003 الكثير من الممارسة الديمقراطية والتي كان يفتقدها سابقا ً ]

ولعل ندوة 1 آذار أو الأمسية التي دعي اليها جمهور من المهتمين بشؤون الحزب ومآل العراق يثبت بحق أن الحزب يقترب أكثر من أي وقت مضى من مصارحة ومكاشفة باتت ضرورية لكي يقوي عمله مع الجماهير والذي يتسم بالوقت الحالي بالضعف الشديد وعدم الجدية في معالجة ذلك يربك الجميع , ولابد من فعل إعلامي مؤثر بل ولا بد من حركة تعيد للشيوعيين جزء من عافية ولا مناص من تعلم فن الأصغاء وفن التقرب من الناس خام الحزب ومادته الأولى في داخل العراق وليس خارجه ,,والفرق كبير جدا بين هذا وذاك , وليس كل ما يقرأ أو يقال صحيح والتعلم صيرورة طويلة , كمسيرة الحرية التي واكبت الحزب الشيوعي منذ 75 عاما ًوالذي يجتهد في التعلم على أرض الواقع وليس خارجه .

 


السويد 2 آذار  2009


 

free web counter