| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الخميس 3/12/ 2009

 

 المُنْتَظَرْ!

رشيد كَرمــــــة 

فجأة ً ومن ضمن المشهد السياسي العراقي المُضحك المبكي أطلت علينا وعلى فقراء ومساكين العراق من رجال ونساء (جهامات) (*) بعمائم ولحى مقرفة وبحجابٍ أقرف،يدعو للسخرية ،كتلك التي تمثل ويا للأسف المرأة العراقية التي كافحت وناضلت من أجل حريتها وإنعتاقها من قيد الحجاب الذي عد عاراً منذ الأربعينات من القرن المنصرم,والبرلمان الحالي وأتفق مع رفيقتي (سناء صالح) في مقال لها على أنه صار سوقاً للهرجِ والمرجِ ولا أدري ما فائدة هذا الكم من النسوة المتشحات بالسواد في برلماننا العتيد؟ و لماذا تتجول فيه إمرأة "نائبة" وكأنها تائهة تحمل اوراقاً جيئة وذهابا ً أمام الكاميرا تسحل بنعال ٍ؟

فهل تعد نبؤة لي إذا ما أضحى النعالُ لحظة ما بديلاً لسلاح قد يقذف على إحداهن أو أحدهم ؟ ، كما فعل (مُنْتَظر القنادر) حينما بادر لرمي الرئيس الأمريكي (جورج بوش) بقندرته يوم كان الأخير في مؤتمر صحفي ببغداد مع رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) .

وبالأمس الأول تحاشى (منتظر الزيدي) قندرة أحدهم في تجمع يقال أنه من تنظيم البعثيين في فرنسا وفيما يبدو أنه مسعى منهم لتشجيع سياسة القنادر والنعل وهو إستذكار (ذكي!) للمقبور الجلاد صدام حسين كونه أكرم العراقيين وألبسهم النعل بعد أن كانوا حفاة حيناً من الدهر ِ طبقاً لخطاب الدكتاتور يوم كان فرعون العراق،أو هكذا خيل له.

فالمشهد بإختصار شديد وَلَّدَ دون أدنى شك مع حادثة الأمس الأول شخصيةً تكنى عن جدارة وإستحقاق (مُنتظرْ القنادرْ) وتأريخنا لم يخلو من الحوادث المشابهه،وإن بشكل آخر، فلقد ذكر ابو الفرج الأصفهانــي في كتاب الأغاني أن رجلاً يدعى موسى بن يسار ، مولى قريش, يختلف في ولائه فيقال : إنه مولى بني سهم ,ويكنى (موسى شهوات) وهو لقب غلب عليه ،لأنه كانَ (سؤولاً) (**) (مُلحِفاً) (***)،فكان كلما رأى شيئاً يُعجبهُ سواء من مال ومتاع أو ثوب أو فرسٍ ــ تباكى ــ فإذا قيل له ما لكْ ؟ قال أشتهي هذا ! فسمي (موسى شهوات)،وإنه نشأ بالمدينة وكان يجلب اليه القند والسكر، فقالت له إمرأة من أهله ما يزال موسى يجيئنا بالشهوات فغلبت عليه، وهكذا عصرنا الردئ الذي أنتج لنا (مُنتظرْ القنادر) لشيوع إستخدامها بحضوره وبغيابه كسلاح ضارباً أو مضروباً عوضاً عن القلم والحكمة والكلمة .

ولقد ذكرتُ في مقالٍ سابق حينها أن بوش يستحق ذلك لأسباب لم تعد مجهولة على الفطين من الناس ، وما كان هذا هو المُرتجى أو الـمُنْتَظَرْ بعد هذه السنوات المريرة ألتي جاءت على أنقاض تلك السنوات أَلأشدّ مرارة...........


الهوامش :
(*) الجهامات "الصحاح في اللغة " : من جهم الوجَهْ، الغليظُ المُجْتَمعُ السمِجُ
(**) سؤولاً : كثير السؤال
(***) مُلحفاً : لَحف، وألحفت السائل..أُلحّ.يقال: ليس للملحفين مثل الرد. .

 


السويد  3/12/ 2009

 


 

free web counter