| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

                                                                الخميس 3/1/ 2013

 

 الحصادُ السئ!!

رشيد كَرمــــــة 

كتب (عبد الرحمن منيف) * : يجب أن نعترف إننا ورثنا قسما من الرداءة دون ان يكون لنا خيار,لكن القسم الآخر, وربما الأهم, نحاول, بتصرفاتنا وسلوكنا, وبأساليب لا حصر لها ولا عد ايضاً,أن نكرسه وأن نورثه لأجيالنا القادمة مضاعفاً,وأكثر تعقيداً, وكأننا نستمتع بهذه الحالة ونريدها أن تبقى وأن تنتقل..

لا أحد ينكر ان في العراق ما قبل وما بعد 2003 مخلصون لمبادئهم وللناس والوطن ويحلموا بغد مشرق, يتجاوز الرداءة ويسعى للأحسن ألا إنهم ورثوا بلداً ممزقاً,ينتابه الرعب في كل ثناياه, ومشرفاً على نهاية تمزيق النسيج الإجتماعي الذي يطرز مكونات المجتمع العراقي جراء سياسية الحزب الواحد والفرد الأحد, ولم يكن المرتجى ولا المؤمل ** بعد الزلال العاصف (الإحتلال الأمريكي) للعراق بما نحن عليه الآن,وأحترم وجهة نظر الكثير ممن اعرفهم بقولهم أنها نتيجة منطقية لأي تدخل خارجي, ولكنني أقول : أن رداءة الموقف العام في العراق وتداعياته لم يكن بهذه الصورة المخيفة والمرعبة في شتى المجالات لولا سؤء تصرف أحزاب الإسلام السياسي بكل إنتماءاتها المذهبية وعجزها وفشلها وعدم قدرتها على بناء وإدارة الدول ومنها الدولة العراقية كما كتب غيري بحسن نية وبمنطق عقلاني وحضاري مدفعهم الوحيد وسلاحهم قذيفة فكر سلمية وجدلية قابلة للنقاش لتأسيس نواة مجتمع متسامح قائم على إحترام الرأي الآخر وفق معايير الديمقراطية وإن بأبسط آلياتها والتي لم يألفها مجتمعنا العربي والإسلامي والعراقي قسراً لكثرة المناوئين للديمقراطية وحقوق الإنسان والمُستَغلِيِن والمستفيدين وعسسهم الذين سعوا ولازالوا للسيطرة والهيمنة على هرم السلطة ***.

والسلطة العراقية الحالية التي تؤلفها تنظيمات أحزاب الإسلام السياسي لا تخشى من شئ سوى التيار الديمقراطي الذي طرح منذ امد بعيد فكرة الحوار الوطني ولو تحقق لما آلت إليه الحال وستؤول الى مخاطر جدية تهدد السلم الهش أصلا في الداخل وتداعياته مستقبلا على الخارج, فالعراق الحالي لم يعتمد البناء الذي يهم حاجات الناس بكل أشكاله, بل نزعت الى تغييب الناس وفق آيديولوجية مذهبيه بوصلتها محاصصة ترغب في الكم, تفيدها في مفصل الإنتخابات فقط, وما أن تنتهي حتى تداس كرامة الناخبين وجلهم من المعوزين والمسحوقين, ولسوف يفيق الجميع آجلا أم عاجلاً,على واقع عدم الإيفاء بالوعود والتعهدات سواء من إستغَلْ أو أُسْتُغِلْ فهذا أوان الحصاد لزراعة كم غفير من شعارات وخطب ومواعظ لا تشبع أحدا من جوع ولا تدرأ أحدا من مرض وخطر داهم , والشعب يلهث ويحلم بتوفيرالغذاء والدواء ورياض الأطفال ومدارس وصفوف تؤمن لهم التربية والتعليم المعتمدة عالميا ًوحقوق المرأة و الكهرباء المستحيلة وألأمن المنفلت وقانون الأحزاب إلى قانون التقاعد ومد الطرق والجسور وشلل المجاري الصارخ,بوجه الأمطار التي هطلت على حين غرة على مدن العراق ومنها بغداد التي غرقت بكل ازقتها وشوارعها وبيوتها وسبب الفيضان برره رئيس الوزراء (نوري المالكي) وقذف به على رأس المواطن لأنه يدس بنفاياته في "المنهولات" ويعني فتحات تصريف المياه إلى مجرياتها!! بينما يصرح أحدهم من أمانة العاصمة أن المجاري سالكة وتعمل بكل طاقتها,واردف : ولكن الله يرزق من يشاء بغير حساب !!ولا أحد تجرأ حتى هذه اللحظة وأعلن مسؤوليته عن فيضان الشعلة والسيدية والثورة وبغداد كلها والعراق وقدم إستقالته من منصبه بسبب معاناة الناس من غرق بيوتهم وتسرب مياه الأمطار إلى أسرة نومهم وموت بعضهم؟

والجدل والحرص والألم وتجاهل حقوق الإنسان العراقي يدعوني لكتابة معادلة معاشة : الزراعة سيئة تنتج الأسوأ من الحصاد, ساهم فيها الكثيرون في الخارج والداخل مع الأسف الشديد.وأمنيتي ان تكون العاقبة على خير كما يقول أهلنا البسطاء والطيبيين جداً....


الهوامش :
*
روائي سعودي , ومفكرعربي, من مؤلفاته أرض السواد 3 أجزاء , الأشجار وإغتيال مرزوق, مدن الملح , والمقطع المذكور في بداية المقال من كتاب(الديمقراطية أولاً الديمقراطية دائماً) فصل العصر الردئ.
** المرتجى والمؤمل عنوان رواية لعراقي أصيل حلم بوطن حر وشعب سعيد إسمه (غائب طعمة فرمان)
*** في تراثنا العربي الإسلامي هناك الكثير من عارض السلطة بشكل سلمي وحضاري دون اللجوء إلى العنف والإتكاء على المذهبية الطائفية ومنهم (مالك دينار) وهو فقيه ومتكلم مخضرم اموي _عباسي,كان إذا دعي إلى وليمة إشترط أن لايكون فيها أحد من أفراد السلطة....
وفي شرح نهج البلاغة للإمام (علي بن أبي طالب), عن إبن حديد: جاءت إمرأة إلى (أحمد بن حنبل) فسألته: إنا نغزل على سطوحنا فتمر بنا مشاعل الطاهرية فيقع شعاعها علينا, فهل يجوز غزل الصوف في ضوئها؟فقال: لاتغزلي في ضوء مشاعلهم,, والطاهرية اسرة من الأمراء الفرس كانت مميزة ولها نفوذ في السلطة الحاكمة في القرن الثالث ببغداد العراق.من كتاب محطات في التأريخ والتراث للراحل (هادي العلوي ).......

 

السويد 3 كانون الثاني2013
 

 

free web counter