| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

                                                                                   السبت 3/12/ 2011

 

خطاب (الحسين بن علي) حداثياً..

رشيد كَرمــــــة 

مدخل للحديث : لابد من قراءة للهوامش
ولابد من مراجعة للتراث بين حين وآخر, لأن جوانب كثيرة منه لازالت تثقل كاهلنا نحن المبتلين بالإنتماء إليه والحرص عليه من المشعوذين الذين ما إنفكوا يشوهوا حتى هذه الساعة قيماً لها علاقة بالمنطق العقلي , فهم أي المتخرصون (1) يعتمدوا النقل الببغائي ويضيفوا عليه ما أمكنهم غلواً ونشازاً. ويألبوا العداوة والبغضاء, ويوسعوا الشقة والخلاف, ويعمقوا الفرقة بين الناس.

أتابع بإستمرار ما تبثه الفضائيات وأسعدُ "حيناً "بأن مدينتي الجميلة (كربلاء) بفضل الإحتلال الأمريكي والإيراني! أضحى لديها فضائية, أطلُ على الأقل على اسم المدينة التي لازالت تؤرقني,بشوارعها وجوامعها وأزقتها ورفاقي الشيوعيين الأحياء منهم والأموات ومنهم الذين إستشهدوا في أقبية (حزب البعث العربي الإشتراكي) والذين سالت دمائهم الطاهرة في أهوار العراق أو في كوردستان العراق , فلقد غدر بالشيوعيين العراقيين العربي والكوردي ومنهم (رئيس دولة العراق الحالي) (2)
و(رئيس دولة العراق المقبور) (3) لا لشئ مُنكَرْ وإنما من أجل وجهة نظروإجتهادٍ رائعين وحلمٌ أزليٌ ومستقبليٌ معاً,يبشر بالعدالة الإجتماعية وهذا خيرٌ للجميع ,و"أحياناً"كثيرةً يلفني الحزن والأسى والإحباط لمشاهدة برامج ومواد تتسم بالرداءة وتجهيل وتضليل الناس,كل الناس ,وتعرض ماهو ردئ في هذا الزمن الردئ.

يتشدق أحدهم بإسم - الحسين بن علي بن أبي طالب ـ وهو تاجرٌ ومرابي ودَخيلْ لا أمنحه الجنسية العراقية وإن إدعى هو ذلك من مكتبةٍ وبيتٍ فاخرٍ وأكثر من زوجة في لندن بأنه ضليعٌ وفطحلٌ في تأريخ أهل البيت و(الرايات السود )التي ذكرها مُلمِحاً بأن إنتفاضات وثورات الشعوب الجائعة الحالية والمتعطشة للحرية من قبضة السلطة في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا وما يجري في العراق وإيران حالياً إنما جرى ذكرها وأحدث الصواريخ ومنجزات العلم والإتصالات والتكنلوجيا في (القرآن) جازما أن الأمر قد صدر من رسول الإسلام (محمد بن عبد الله) حينما أشار إلى (سلمان الفارسي) الصحابي بأن قومه هم البديل للحفاظ على الإسلام! وهذا تفسير طائفي وقوماني ومتعصب حد النخاع يجب إيقافه والتصدي له ؟وسيُرْكَنْ حسب تفسيره العنصر العربي إلى مزبلة التأريخ ونسي أن (محمداً) قرشياً ونسي أن القرآن عربياً غير ذي عوجٍ!.

ما قاله سيد الشهداء (الحسين )قولا ًوفِعلاً ونحن نستعرض شهادته في هذه الأيام بشكلٍ مغالٍ وغير حضاري في كربلاء العراق (4)
خاطباً في موسم الحج (5): شارِحاً ومتحدياً عن مظالم الأمويين متهماً إياهم بإستعباد الناس وقهرهم وإغتصاب حقوقهم المعيشية ...إلخ. ينقل إلينا التراث وما وصلنا كان الوضع الأمني آنذاك يتسم بهيمنة مطلقة للخليفة الأموي( معاوية بن أبي سفيان) عبر منع التجول ليلا ً ,اللاتجمع نهارا ً ,القتل الكيفي بفتوى من هذا أو ذاك وصار الآن بكاتم الصوت والمفخخات , الإعتقال الكيفي بإشارة من هذا وذاك بتهم جاهزة ومفربكة على هذا وذاك أو هذه وتلك والأمر سيان قديما وحديثاً , التعذيب وأنواعه وإن كان إغتصاب جنسي ومصادرة الأموال بتهمة مختومة ٍ(المرجعية) وهدم الدور وتشريد ساكنيها بفتوى أو فتاوي من منح نفسه خليفة الله على الأرض وهذه سمات تكاد ترتبط بكل تأريخ الإسلام منذ تأسيسه وحتى هذه اللحظة حيث يتبارى الجميع من خلال شكل الدولة (الحكومه) إلى إعلان شرعيتها المستنبطة من الشريعة الإسلامية ومن يعترض عليها عليها يدخل من باب النشاز!.


الهوامش
(1) من الخرص وفي لسان العرب تَخَرَّصَ فلانٌ على الباطل واخْتَرَصَه أَي افْتَعَله، قال: ويجوز أَن يكون الخَرّاصُون الذين إِنما يَظُنّون الشيءَ ولا يَحُقُّونَه فيعملون بما لا يعلمون.
(2) رئيس دولة العراق الحالي (جلال الطالباني) يجب أن يحاكم كونه مسؤول عن مذبحة رهيبة في بشت آشان بحق مناضلين شيوعيين بينهم كربلائيون.
(3) رئيس دولة العراق المقبور (صدام حسين) يجب إعادة محاكمته من خلال محكمة تدين الفترة الزمنية وليس الأشخاص فقط والتي سطى بها حزب القسوة والعنف والهمجية في العراق, وتقر التعويض لضحاياها.وترد الإعتبار لهم.
(4) كربلاء ذو أصل آشوري ويتألف من مقطعين , كربٌ ويعني - قرب - والمقطع (لا) وهو تحريف أرامي لكلمة أيل أي( إله) , فيكون معناها قرب الآله وتشير بعض الدراسات الى إحتمال نزول آشوريين في هذه المنطقة , ولموضع كربلا أكثر من إسم الطف....الغاضرية وأسماء أخرى قد يكون دافعها طائفي أو فئوي فوقعت في السفسطة اللغوية وما نحوها.
(5) عن تحف العقول لـ(إبن شعبة الحراني)

 

السويد 27ـ11ـ 2011

 

free web counter