| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

                                                                الأحد 30/12/ 2012

 

 الإحتجاجات السلمية

رشيد كَرمــــــة 

ساعات ونمضي إلى عام جديد يضاف إلى أعوام من الظلم والطغيان طالت الناس والوطن نتيجة جشع وهلوسة السلطة وتآلب قوى إقليمية وعالمية لسرقة نضال الفرد العراقي في سبيل وطن ذو سيادة وعيش كريم, ولقد أُدخِلنا نفقاً مُظلماً منذ تسيد الفرد الأحد على مصائر ثروتنا , ويوم لاح في الأفق بوادر تغيير شامل بعامل خارجي وفقا لما تتطلبه مصالحه, ظهر للعيان مرض المحاصصة الذي لازال يفتك بنا جميعاً وخصوصاَ الوجه الطائفي لها,ولقد كتب الكثير عن مظلومية الملايين في ظل هذا الصراع المحموم على كرسي السلطة ولكن كان الطرش والتعمية والخرس سيد الموقف بسبب الغرور والتباهي بالكم من الملايين البشرية المُضطهدة بسبب معتقداتها ليس إلا . والتي لا تعي معنى الديمقراطية, لأنها لم تجربها لامن بعيد ولا من قريب..

وليومين ماضيين سمعت وقرأت أن رئيس وزراء العراق الحالي (نوري المالكي) أقر بعدالة مطالب المتظاهرين في مناطق الإحتجاجات الواسعة في الموصل والرمادي وسامراء وتكريت وان بَعَّضها ؟! ولم أجد سبباً يمنعه من الإنتباه لها طيلة سنوات منصرمة بالرغم من كثرة مستشاريه ؟ أقول أن الإحتجاجات الواسعة هي التي أجبرت السلطات المتسيدة على مفاصل الدولة العراقية على الإعتراف , بل والوعد على حلها.أن التجربة التي مارستها قوى وطنية عراقية منذ ثلاثينات القرن المنصرم في التصدي للظلم ونصرة الشعب بجميع مكوناته إعتمدت على التنظيم الإجتماعي والوعي لما يحاك ضدها فلجأت إلى الإحتجاجات والإنتفاضات والتظاهرات السلمية دون أن تتوكأ على عصا القومية والدين والمذهب, وكسبت الشارع العراقي من الجنوب إلى الشمال وظل كابوس خبرة وصدق الحركة الوطنية وفكرها يروع السلطات ولا زال الحصار عليها قائما في أكثر من فعلٍ وإجراء ومضايقة وتهميش وحصار,, فالتظاهر والإحتجاج بالمنطق السليم يفضي الى تحقيق نتائج إيجابية ويفوت الفرصة على السلطويين, كما أنه يجلب المزيد من التضامن مع المتضررين في جنوب ووسط وشمال العراق ممن أصابهم اليأس والإحباط جراء سوء إدارة الساسة الذين ركبوا موجة إحتلال العراق عام 2003 وحريٌ بمن تضررت شوارعه وبيوته في عموم العراق وخصوصا العاصمة بغداد في ضواحيها من مدينة الثورة والسيدية وإلى عموم أزقة بغداد الأزل والتي تعاني الهزل وتنشد الجد في التضامن مع المطالب العادلة لكل شرائح المجتمع العراقي شرط أن لايكون الدين والمذهب سلاحا يشهر عند الحاجة, فالسنوات الماضية أشرَّت بما لايدع للشك مجالاً ان القيميين على إدارة العراق في وادٍ ومتطلبات وحاجات الناس والوطن في وادٍ آخر, وهذا آوان الحل. كي يأخذ اهل التجربة والخبرة والوطنية الصادقة دفة الديمقراطية والإبحار بها إلى شاطئ الأمان, حيث لاوجود للتمييز بين مكون وآخرعدا نجاة العراق وأهله من كارثة تلوح في الأفق وحلها يكمن في الإحتجاجات السلمية والحذر كل الحذر من ألاعيب زج المذهب الديني في معركة وخصام لا طائل منه, فالسلطويون لا يتورعوا في إفتعال أزمات حتى داخل المذهب الواحد, فلنعمل جميعا من أجل درء خطر فتنة تطال الأخضر واليابس والأجر مدفوع سلفاً لمن حاول ويحاول تفتيت الوحدة الوطنية وكوادرها ومثقفيها والحريصين عليها ولا طريق لنا غير طريق الشعب الذي يؤدي إلى تلبية حاجات الناس عبر الإحتجاج السلمي الواعي لمتطلبات المرحلة في جانبها الإقتصادي الذي يعاني من أزمة عالمية والرأسمال العالمي لايحل أزماته إلا من خلال الحروب وإفتعال المعارك كي يصدر لنا أزماته ويحل بها مشاكله.

فلنفوت الفرصة هذه المرة ضد الأمريكان ومريدوه عبر الإحتجاجات السلمية لأنها تفتح طريقاً ودروباً سالكة لنتائج إيجابية يتضامن فيها إبن الرمادي وعنه وهيت وتكريت مع إبن كربلاء والنجف والبصرة والناصرية مع كردستان العراق والتي تضم الملايين من الكلدوا آشوريين والتركمان والأزيدية والشبك وغيرهم ممن طالهم الظلم والتقصير ...
 

السويد 30 كانون الأول 2012
 

 

free web counter