رشيد كَرمة

بات ....إرجع

رشيد كَرمـــــة

ضمن نشاطات وأهداف النادي العراقي في مدينة بوروس السويدية إحياء التراث العراقي وبما يتلائم مع العصر , واعتقد جازماً ويشاركني الكثير ممن تهمهم المصلحة الوطنية ان اشد مانحتاجه في الوقت الحاضر إعادة اللحمة الوطنية بين ابناء الشعب وتوثيق عرى المودة والصداقة التي طبعت الأنسان العراقي بعيدا ًعن إختلاف الدين والمذهب والقومية والمعتقد ومن الممكن جدا الأفادة من المناسبات التي درج على الأحتفاء بها اهلنا في كل مكان وخصوصا ً في شهر رمضان يوم يصوم المرء عن الكذب والنميمة والنفاق والغش والسرقة وموبقات لا حصر لها ولا عد في مجتمعنا الأسلامي الذي دأب على انتاجها دون ملل او كلل منذ ما يقرب من 1400 عام !!!!!!! وسوف لن يمسنا خيرا ان ركبنا رأسنا وصدرنا بعضا ً او كلا ً مما أنتج , بل سيمسنا الضر حتما ًولات ساعة ندم ..
كما ان منفذنا الوحيد لتحقيق ما أشرت اليه هو في التجمعات البشرية حيث العامـل الأجتماعي , الجانب الأرأس فــي مشوارنا الطويل الذي تعرض للتصدع والأنكسار على يد (المقبور القائد الضرورة)(1) ويتعرض الآن الى الإنهيار علــى يد الميلشيات الأسلامية المغرقة فــي الطائفية والجهالة , من جهة والبربرية من جهة أُخـرى كــفكرٍ ٍوسلوك ٍ لتنظيمات ( القاعدة ) وما شابهها من تجمـعات لاتختلف كثيراً أو بعيدا عن عقليةِ من يمجد غزوات نهب وسلب وسبي ينكرها المنطق والأخلاق .
ولعل اللعبة الشعبية التي يتفرد بها العراقيون (المحيبس)(2) تعتمد اولا واخيرا على جمهورغير معين من الحاضرين سدا ً للفراغ ِ وتسلية ً ومجالا ً للقاء الناس والمحبين بعد عناء يومٍ شاق ٍمن الصوم والذي هو عبارة عن الأمتناع عن (الأكل والشرب والنكاح فقط) (3) وما عداها لايفطر ولقد شرع الفقهاء النفاق تحت يافطة النفاق على الفاسق لايفطر ؟ رغم جهل الجميع بمواصفات الفاسق طبقا للشريعة والقياس والجواز وعلى الأحوط كفالة الأجتهاد وطاعة المجتهد , إذ من السهولة قذف الناس بشتى النعوت , ولكن من الصعب جدا ًالأتيان بالدليل القاطع اي البرهان , والعلم والمنطق والأنصاف والعدل يؤكد : الأنسان برئ حتى تثبت إدانته .
ورمضان عام 2007 في مدينة بوروس - السويد كان حافلا بلقاء عددا كبيرا من ضحايا دولة المنظمة السرية (4) الذين التقوا مع عددكبير من ضحايا العنف والفرز الطائفي المكروه والمرفوض في آن واحد الذي يعصف بالعراق حتى هذه اللحظة ناهيك عن العدد الكبير ايضا من احبتنا ممن اصدروا عليهم الحكم بالجزية أو الفدية أو الهجرة (5)
فلقد استقبل العراقيات والعراقيون مساء يوم السبت الموافق 22 أيلول في مدينة بوروس ( لجنة المرأة واللجنة الأجتماعية في النادي العراقي ) شقيقاتهم من جمعية المـرأة العراقية وأشقائهم من البيت الثقافي العراقي في مدينة يوتبوري بمودة وحفاوة في مبنى اعد خصيصا لهذا اللقاء حيث ان القاعة تابعة لأحدى دور العبادة الكنسية واردنا في هذه المبادرة التعبير للسويدين وللرأي العام باننا نحترم رأي ومعتقدات الناس ونحن بالضد من الإكراه في الدين وما يحدث في وطننا لهو فعل طارئ على المجتمع العراقي التواق الى الألفة والمحبة ــ وأُ ُكَبِـِرُ شخصيا ً الأخ (ـ ) الذي وقف في وسط البناية ظهر أ مؤديا الصلاة الأسلامية تعبيرا عـــــــن الحرية الدينية والتسامح في اداء العبادات .
كما واشكر القس ( ـ ) الذي ساعدنا في تهيئة مناخا ًإفطاريا ً رمضانيا ً تعبيرا على عمق الصداقة ودليلا ً على ان لائحة حقوق الأنسان تكفل الحق للجميع بما فيها حرية الأديان .
كما اثمن مشاركة الجميع في تهيئة كافة المستلزمـات وكرم الوفادة والضيافة .
ولقد ارتجل الحاج رحمن سكرتير النادي العراقي كلمة قصيرة ترحيبا واعتزازا بالضيوف ثم اعطيت الكلمة لرئيس الهيئة الأدارية الذي اوضح المسعى الأهم للنادي من حيث اشاعة الوعي المعرفي و تعميق الشعور بالوطن ومحاربة الدكتاتورية والطائفية , مشيرا الى ظاهرة الخراب الذي يمارسه الجهلة واللعب على الفروقات المذهبية والقومية وذلك عبر فتاوي تنشرها الجوامع والحسينيات التي تلقي دعما ماليا من الحوزات الدينية في ايران والنجف واخيرا من حسن نصرالله الذي يغذي جامع حزب الله في مدينتنا , ولقد ارسلوا هذا العام والعام الذي سبقه احد المعممين ليبشرهم ان الجنة ستكون مآواهم ان هم تمكنوا من تشتيت كفار النادي العراقي , الذي يحتضن العربي والكوردي والتركماني المسلم والمسيحي واليهودي بل وحرم الشيخ ( الواعظ ) الأنتماء الى هذا النادي الذي يشجع على الغناء والتمثيل والشعرورياضة الشطرنج وقراءة الأدب العالمي ويسمح باختلاط الجنسين وينشر ثقافة علمانية ..ولايقيم العزاء الحسيني او يبشر بالجهاد !!!!!!!!!!!!
ولقد صفقت القاعة التي استوعبت اكثر من 150 ضيفا ً عندما تناهى اليها ان العراق هو هويتنا وهواءنا الذي نتنفسه وسيرحل عنها الطارئون والطائفيون والعنصريون والجهلة , الا سلمت ياعراق ,
وفي لحظات فرح غامر حمل اطفال النادي العراقي , ( مشتاق ورشا ومنى وساندرا وكريستين ) كعكة عيد الميلاد تنتصب عليها شموع الأمل وذلك بمناسبة عيد ميلاد النادي العراقي الخامس الذي تعزز وجوده بدعم معنوي من البيت الثقافي العراقي في يوتبوري وجمعية المرأة العراقية وجمع غفير من اللبراليين وانصار الديمقراطية في العراق و لاننسى دور مبدعي الكلمة نخص بالذكر منهم زهير كاظم عبود , محمد عنوز, كريم هداد , الشاعرة المبدعة وئام ملا سلمان والمناضل محمد الشبيبي والمخرج شاكر تحرير والمخرج المسرحي لطيف صالح والباحث حامد الحمداني وهادي التكريتي الذي وقف في الحفل مهنئاً الجميع بهذه المناسبة كما كانت لكلمة الرفيق ابوحيدر وقعها الجميل.
ثم أنتظم العراقيات والعراقيين في صفين متقابلين ليتباريا في لعبة المحيبس وكانت صرختهم مدوية : بات ..ارجع ..فالمحبس العراقي مصون بيد الوطنيين العراقيين .
وحمى الله العراق وشعبه وثروته..........

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) القائد الضرورة تعبير سوقه المنافقون المداحون ممن وضعوا انفسهم كمنظرين للقومية العربية واعتمدوا فكر ميشيل عفلق ( البعث ) منهجا لتحقيق شعارات واهية لم يحصل منها كل الوطن العربي غير الخيبة .
(2) لعبة المحيبس (الخاتم) لعبة جماعية شعبيةتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين
(3) هكذا وصفت الصحف الفنلدية الصوم استنادا الى أستطلاع مع الجالية المسلمة والتي طالبت الحكومة الفنلندية بأن تعفها من اي عمل طيلة شهر رمضان لئلا يفسد صومها !!!
(4) المنظمة السرية عنوان كتاب للباحث حسن العلوي ( في هذا اللقاء الودي كان اغلب الحضور من ضحايا دولة المنظمة السرية مع نفرممن غشهم الجلاد , و انطلت عليهم اللعبة وهم بذلك وقعوا ضحية الجهل وضحية المنظمة نفسها .
(5) يرجى قراءة الفتوى التي ينفذها المجانين بقوة السلاح التي تمتلكه الميليشات الأسلامية والموجهة ضد أحد اهم مكونات الشعب العراقي من الأخوات والأخوة المسيحيين والصابئة المندائيين ومعتنقي الديانة الأيزيدية وغيرهم

السويد 2_10_2007