| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

 

 

 

 

الأثنين 2 / 10 / 2006

 

 


شجاعة رجل.........


رشيد كَرمة

تعرفت عليه لأول مرة من بُعدِ مسافة في السليمانية و إلتقيته في بغداد وإفترقنا في البصرة ,بعد ان أنقذني من موت محقق!!
عندما كنت لاعبا لكرة القدم ضمن منتخب الفرقة الخامسة للجيش العراقي بداية السبعينات كان معي ( حسن بله ,نوري عبد الله , واللاعب القدير كريم , وآدمون ) وآخرون (...) وجلهم لاعبون دوليون ضمن منتخب العراق الوطني او المنتخب العسكري او منتخب بغداد لكرة القدم , وكنا نمارس التدريبات في ملعب الكشافة او ملاعب معسكر الوشاش أو مدرسة التدريب الرياضي في معسكر الرشيد ولكن اكثر التدريبات الرياضية كنا نمارسها في ملعب البياع فهو مكان ملائم للجميع أولا ولفراغ الساحة من الفرق الرياضية ثانيا ولكون الساحة قريبة من مسكن المدرب ( فوزي داوود كَوركَيس ) ثالثا ًوكنت قبل هذا الوقت ضمن تشكيلة منتخب الطف الرياضي حيث خضنا مباراة بكرة القدم ضد فريق نادي السكك انتهت بنتيجة 0 مقابل 8 لصالح فريق السكك الذي كان لفلاح حسن اللاعب الدولي حصة الأسد في ذلك وكان (فوزي داوود كَوركَيس ) أحد لاعبي نادي السكك وقد كلفت بملازمته ومراقبته ومضايقته طيلة فترة المباريات كونه لاعب ماهر وسريع الحركة والتنقل ومن الجدير بالذكر إن ( جرجيس الياس ) هو صانع النجوم وهو المدرب الفعلي لنادي السكك ونادي البريد الذي حقق نتيجة 3أهداف ضد لاشي لمنتخب المانيا .

كان الوضع السياسي العام في العراق آنذاك في حركة دائمة ويبشر فيما يبشر بتبدل الكثير من الموازين والإصطفافات السياسية وكان النقاش على أشده بين النخب السياسية من أجل طي صفحات الماضي والمباشرة في رسم معالم المستقبل وكنت وكان معي بعض اللاعبين إهتماما ومتابعة لكل مايجري , ونشترك نحن _الحالمون _بحبنا للأدب من شعر ونقد ومقال وقصة ومسرح بالإضافة الى إكمال تحصيلنا العلمي في الدراسة الإعدادية والجامعة المستنصرية وشاءت الظروف ان يعسكر منتخب الفرقة الخامسة لكرة القدم في البصرة حيث بدأنا نمارس التدريب في ملاعب الميناء في المعقل وكان المرحوم حسين على النوح هو المشرف الإداري كضابط العاب بينما أوكلت مهمة التدريب الى ( فوزي داوود كَوركَيس ) وكنت قد باشرت بالدراسة في إعدادية العشار المسائية بينما تهيأ البقية من _ الحالمين _للتحضير للإمتحان في المسرح أو القانون كنا نعيش الإزدواجية بعينها وبقضها وبقضيضها كما تقول العرب من حيث أولا ً: كنا نمارس بمغامرة فردية حريتنا في إتحاد الشبيبة والإتحاد العام لطلبة العراق والتجمعات النقابية والمهرجانات والمسيرات التي يدعوا لها الحزب الشيوعي العراقي كالتي فاجئت الجميع على طول الشارع الوطني في البصرة لكثرة أنصار ومؤيدي الحزب آنذاك وثانياً كوننا خاضعين لمنطق عسكري يحظر فيه اي نشاط شيوعي , ومن هنا برزت الى السطح اولى بوادر الخطورة إذ بدأت تضيق علينا المساحات وكثرت عيون الدكتاتورية يقودها عادل جاسم وهو أحد ابطال سباق 100متر موانع وعندها تم إستدعائنا لغرض إبعادنا عن الملاعب أما عن طريق إنهاء عقود البعض أو الإبعاد الى وحدات عسكرية نائية ,
وعندما قابلت المدرب ( فوزي داوود كَوركَيس )وأخبرني بالأمر الصادر من ضابط الألعاب المرحوم حسين علي النوح بإبعادي عن الملاعب قلت له : سترسلني الى الموت , هل تريد إعدامي ؟, انت تعرف عني كل شي حاول ان تنقذني . قال : سأحاول ,ولكن عليك بالحذر واحسن من أداءك.
وبدل ان يبعدني دفع بي الى التشكيلة الأولى للمنتخب الأمر الذي أغاظ الشرطي عادل جاسم وبطانتته وهو موقف لم ينسه ولم يغفله لكلينا .
كتبت هذه الخاطرة لنبأ مفجع تلقيته بالأمس عن رحيل رجل شجاع فالى ذويه والى كل أصدقائي الرياضيين والى ابو سامي ( عموبابا ) ومنعم جابرالصبر والسلوان ....