| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الاحد 29/3/ 2009

 

" بالغناء والرقص نحتفل "

رشيد كَرمــــة

لم يحظى يوم  بتحد ٍوبفرحٍ جادٍ ورصين مثل يوم 31 آذارمــــــن عام 1934 وهو اليوم الذي أربك الرجعية المحلية والعربية واللصوص والـــدجالين والمشعوذين المحاطين بدلال التاج البريطاني آنذاك . لـــذا تميز عن غيره من الإيام , وصارللمرأة والرجل وللفقراء من العمال والفلاحين والمعدمين والمضطهدين والمقهورين والمحرومين ومن الكسبة ومن شغيلة الفكر والمتنورين ـ شعراء وكتاب وفنانين ــ ومن كل القوميات والإديان والمذاهب عيداً ليس كباق الإعياد , لأنه يعود كل عام بفرح ٍمُجدد يبشر لغد ٍ أفضل و( لا ) يمكن أن يكون كذلك (إلا ) بالعمل ,والعمل الدؤوب وليس بالنيات والدعاء والإتكال والتبسيط والإهمال والفبركة وتراثنا الشعبي والأدبي يقــول العملُ حركةُ وبالحركة بركة , ولــقد إستدرك الشاعر حكمة ًحيث قـال :

                        عَودٌ على عَوْد لأقوامٍ أُوَلْ          يموتُ بالتَّرْك ويحيا بالعَمَلْ

ولم يكن عيد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي يمر إلا وكان الشيوعيون وأصدقائهم مـن الناس الخيرين المتفائلين بالإنسان أينما وجد إلا وعدوه كما لـــو كان اليوم في أحد حارات بغداد وفي بيت من بيوتها ليعلن عن ميلاد ( لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار ) وليتم إنتخاب أول لجنة مركزية، وليصبح "عاصم فليح " أول سكرتير لها والذي تغير اسمها فيما بعد إلــــى ( الحزب الشيوعي العراقي ) حيث اتخذت تلك اللجنة المركزية قراراً بإعلان اسم الحزب الشيوعي العراقي بدلاً مــن إسمها السابق( لجنة مكافحة الإستعمار والإستثمار ) في عام 1935.

ولايمكن سرد وقائع إحتفال الشيوعيين العراقيين على مدى هــذا التأريخ بهذه المناسبة وهذا اليوم الذي صيره ُ المحبون عيدا ً , ولــــكن الذاكرة تحفظ وتقارن وتستذكر بين رقــم "75" والذي يشكل الذكرى الماسية للحزب الشيوعي المُحتفى به أي عام 2009 والذكرى " 41 " والذي وافق عام 1975 , حيث غصت قاعات وحدائق مطعم وبار سرجون فـــي العاصمة بغداد بوفود مــــن كربلاء والحلة والنجف والسماوة والديوانية والناصرية والسليمانية وأربيل والموصل وحديثة والرمادي مساء يوم 30 آذار للإحتفاء بعيد المتفائلين مــــن الناس , وكنتُ (مَدعوا ً ! ) وإذ إنتشيت ُ غناء ً ورقصا ً وإحتفالا ً , حدثت مشادة كلامية بين المحتفلين , إستجمعتُ قواي لأنهاء سوء الفهم غير أنني أدركتُ لحظتها أن الأستاذ ( قيس خلف * ) الوجه الكربلائي المعروف ببساطته و بطوله الفارع وصوته الرخيم ووجهه الأسمر قد فض النزاع , وقتها فقدتُ الوعي ربما نتيجة الدخان والصخب والضغط النفسي ,وو ..........ولا أستذكر ُما حصل الى اليوم الثاني حيث وجدت نفسي أقرء قصيدة وفاء وأوقد الشموع على قبر مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الرفيق ( ـ فهد ـ يوسف سلمان يوسف ) في مقبرة تقع في باب المعظم ـ بغداد .

تحية لكم رفاقي الأحياء ومجداً للشهداء منهم يوم إحتفلنا في العام 1975 وتحية لمن يحتفل معنا في الذكرى
الـ( 75 ) بعيد ميلاد حزب نحتفي به غناء ً ورقصا ً وأملا ً .


الهوامش :
* ( الأستاذ قيس خلف ) معلم رائع من كربلاء إلتقيته بعد غياب دام أكثر من ثلاثة عقود يتمتع بروحية المتطلع الـــــى غد أكثر إشراقة وفضاء أكثر حرية , لك مني أستاذي أمنية ً لازلت أكررها كل عام أنت والشيوعيين الكربلائيين بخير ’ تحية لك أيها الطيب وارجوك ابلغ رفاقي تهنئتي وتحيتي وأخص بالذكر الرائعيين ( صبيح أبو نور ) و( أحمد الكَريطي ) و(مقداد جواد ) ..
 


السويد 30آذار 2009

 

free web counter