| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الأربعاء 28/4/ 2010

 

 علي بن أبي طالب يطرد الشعراء !

رشيد كَرمــــــة 
 

في زمن القحط الثقافي,حيث يغرق الجميع في اللآهوت الديني,وتفسير:النجم إذا هوى,يكون الجميع في دائرة الخطر,والدين العامل الأساسي الأرأس الذي ترتكز عليه ماكنة السلطة في كل زمان ومكان, ولاشك أن الأمريكان وغيرهم من الدول الصناعية والرأسمالية الكبرى أحسن من إستغلوا هذا العامل لترسيخ نهجهم ومحاربة الآخر,وخصوصاً في منطقة العرب الإسلامية,وما الحصار الذ يفرضه السلطويون الجدد في العراق,إلا إستمراراً للنهج الإيراني المتسم بالحكم الديني المطلق ,حيث يأمر المتخلفون أنصارهم في العراق ذو الإنتماءالعربي,ما تشيعهُ أفكار ولاية الفقيه في إيران وترجمته حرفياً من أن: كل يوم عاشوراء وكل أرض ٍكربلاء ,والواقع أن المدن العراقية الحالية أضحت تتشابه في تنفيذ الفرمانات التي تصدر من هذا الشيخ أو هذا المعمم أو الرجل الحليق ذو الربطة العنق الحمراء فجميعهم آخوندية,أشداء على الثقافة العراقية والفرح,فخلال أقل من إسبوع من هذا الشهر, تم منع أكثر من مهرجان وأمسية فنية وشعرية وغنائية,فلقد نظم البيت الثقافي في كربلاء وبالتعاون مع إتحاد الأدباء والكتاب,ودائرة الشؤون الثقافية (وزارة الثقافة) وبحضور القنوات الفضائية الفيحاء والعراقية والحرة ,وقناة تلفزيون كربلاء,أمسية للفنان الكربلائي(سعد حسون السلامي),حضر فيها 33 رجل وإمرأتان فقط, الأمسية عن الموسيقى وتأثيرها وتأريخها ونفعها العام, وتجربة الفنان الذي تتلمذ على يد الراحل الطيب الذكر(رزاق سعد حيدر),وللظروف البيئية فقط أختار غناء الموشحات أو لحن لها,وهي مايقارب الأربعون عملاً فنياً,غير أنه في الأمسية منع حتى من أداء الموشح والذي يتسم عادة بالكلام المفيد والتراث ,الذي بات ممنوعاً في كربلاء الديمقراطية!غير ان الآخوندية الجدد سمحوا له بعد أخذ الخيرة بالسبحة والكتاب من العزف على الناي ؟؟؟ وفي البصرة الجميلة, المدينة التأريخية التي رفدت الثقافة العراقية في غابر الزمان وعصرها الحديث بألوان الريادة الشعرية والفنية منع جهاز(الإطلاعات العراقي)اللجنة المشرفة على تنظيم مهرجان الأغنية الريفية الثالث قبل ساعة واحدة فقط من موعد إنطلاقه,إستجابة لفتوى أحدهم!مما أحال دون تقديم مايربو على عروض 16فرقة موسيقية تمثل 12"إثنا عشر" محافظة عراقية تمرنت بجد وسهر وكفاح مضني في ظل ظروف غاية في الصعوبة كإنقطاع الكهرباء والنقل ونقص الخدمات والعنف,والمضايقات وأنهت تدريباتها وإستعداداتها,وذلك ضمن خطة وزارة الشباب والرياضة ,ولقد جاء في حيثيات المنع من الحسينية التي يجتمع فيها (رفاق المجلس البلدي ):أن هدف المهرجان يتعارض والقيم الإسلامية. ...لذا فإن المرحومين الذين كانا من ضمن من نالهم إحياء تراثهم في هذا المهرجان(داخل حسن, وحضيري أبو عزيز)قد نالوا مايستحقوا من عقاب على يد توابي العصر, عصر دولة القانون والديمقراطية! في حين أن سيدة التوابين ومولاتهم وشفيعتهم يوم القيامة (سكينة بنت الحسين) الذين يتباكون عليها وعلى أبيها وجدها وجدتها, كانت تشجع وتكرم وتقيم مجالس الغناء:زار حنين بن كعب الحارثي *,اصدقاءه إبن سريج والغريض,ومعبد** في المدينة المنورة فلم ير يوماً أكثرحشراً ولا جمعاً يومئذ,ودخلوا, فلما صاروا في بعض الطريق.قال لهم معبد: صيروا إلي. فقال إبن سريج:إن كان لك من الشرف والمرءة مثل ما لمولاتي (سكينة بنت الحسين)عطفنا إليك,فقال:مالي من ذلك شئ,وعدلوا إلى منزل (سكينة...) فلما دخلوا إليها أذنت للناس إذنا عاماً فغصت الدارُ بهم وصعدوا فوق السطح وأمرت لهم بالأطعمة, وشرعوا بالغناء والفرح وهم يصدحوا مع صاحبة الدار :هلا بكيت على الشباب الذاهب ,,,,,,!! ويبدو أن القيميين على دور الثقافية العراقية في عصر الديمقراطية الإسلامية رفعوا خطاباً ليعسوب الدين (علي بن أبي طالب ) وهو في حالة غضب.إذ قال لثلاثة شعراء مسلمين *** من شعراء محمد بن عبد الله مؤسس الإسلام المعدودين:أخرجوا عني ولا تجاوروني في بلد أنا فيه أبداً,فخرجوا من يومهم ؟!


الهوامش
* حنين الحيري: وقيل من بني الحارث بن كعب , كان شاعراً ومغنياً, وكان يسكن الحيرة,ولم يكن في العراق غيره من المغنين, فاستولى عليه في عصره.
** إبن سريج, والغريض , ومعبد, من أشهر من غنى في العصر الأموي , وكانوا يحظون برعاية(سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب)
*** الشعراء الثلاث هم : حسان بن ثابت,كعب بن مالك, والنعمان بن بشير.

 

السويد 28 نيسان 2010
 


 


 

free web counter