| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الخميس 28/5/ 2009



 وداعا ً أيها العراقي الأصيل ..

رشيد كَرمــــــة

كنا نسمع به في ستينات القرن المنصرم , وافتتنا به كونه ثعلب الكرة العراقيةوالتي كانت الكرة بحد ذاتها جل أحلامنا وهـــــــو ما كان يدفعنا لتنظيم أنفسنا نحن أولاد الحارة في فرق شعبية مصدر أموالها من اليوميات التي نستخرجها مــــــــن أهالينا الذين مـــا أنفكو يقرعوننا بغضب وحزن شديدين جراء تمزيق ثيابنا وتهري أحذيتنا - المدرسية - نتيجة اللعب فـي الأزقة والطرقات , وربما استعنا بما يشبه الكرة , وذلك ناتج عــن قلة وسائل اللعب وإنعدام الساحات النظامية , وفي أحسن الأحوال بعدها عن الجميع فلقد كانت مدينة كربلاء مثلا ً تمتلك ساحة واحدة لكرة القدم وألعاب الساحة والميدان وتقع آنذاك في أطراف المدينة صوب جدول الماء العفن لطالما توقف لعب الكرة القدم بسببه حتى نخرج الكرة من الماء الآسن بواسطة رشق الكرة بالحجارة حتى حافة الجدول كي يتمكن أحدنا من إرجاعها الى الملعب الذي تحيطه البساتين من جهة وبضعة بيوت ومدرسة إعداية كربلاء من جهة أخرى ,,لذا كان من المهام الرئيسية لفتية الحي الحصول على كرة قدم ومن ثم تعيين من سيكون الراعي لها ,,, انها كرة قدم ( كَريكَر ) وملابسنا قد جهزت كل يصبغ فانيلته مع إختيار رقم فذاك يتسمى بعمو سمسم ورقم 10 وآخر عمويورا ورقم 9 وذاك الكابتن جمولي ورقم 5 وهناك من يتغنى بأسم ( عمو بابا ورقم 8) والذي أصيب في كأس العرب عام 1964 ولم يلعب منذ ذلك الحين ألا أنه لم يغادر الملاعب كما أنه لم يغادر ذاكرة العراقيين سواء كان لاعب كرة قدم أم من هواة مشاهدتها ,,,, إلتقيته في بداية السبعينات في ملعب الشعب الدولي عندما أنيطت به مدرب منتخب الجيش وكان الفريق يتبارى مع أحد الفرق المصرية وأظن الفريق الأسماعيلي الذي تغلب على منتخب الجيش 4 ــ صفر مما أثار حنقنا على ( عمو بابا ) الذي خرج من الملعب حالما أعلن الحكم صبحي أديب نهاية الشوط الثاني , ألا أن جمهور كرة القدم العراقية حاصرت (عمو) وأسمعته رشقات من كلام غير مذهب على الأطلاق مما إستدعى من عمو أن يصرخ بلكنته الآثورية : أنا خدمت الكرة العراقية وحضرتك شنو سويت وخسارة الفريق لا تعنيني . ثم غادر غاضبا ومولولا ً , ولم أشاهده بعد ذلك إذ خيمت على العراق دكتاتورية من نوع آخر , وأسبشرنا خيرا ً لنهايتها فــي 9 نيسان 2003 وفــي مساء أحد أيام 2005 تلفن لـــي الأستاذ ( عبد الواحد الموسوي ) رئيس إتحاد الجمعيات العراقية بأن شيخ المدربين والصديق ( منعم جابر ) سيقومون بزيارة للسويد وكان هناك إتفاق على إستقبالهم في مدينة مالمو , ويوتبوري , وبوروس ومن ثم العاصمة إستوكهولم ولضيق الوقت ألغيت زيارتهم الى مدينة بوروس وأستعيض عن ذاك بمكالمة هاتفية طويلة نسبيا ً بكى فيها ( ابو سامي ) فرحا ً وغبطة من أن الناس رغم كل شئ لم ينسو من عمل للكرة العراقية , وحملني تحية ومحبة الوفد الى أعضاء النادي العراقي في بوروس , وشاءت الصدف أن أكـــون فــــــــي زيارة الأخوين جاسم وقاسم التميمي ,قبل ثلاثة أيام وإذ نفخت البامية العراقية بطوننا وأضحت ككرة قدم , أطل ( عمو بابا ) من قناة الفضائية الشرقية متبرما ومتشكيا من إهمال الأجهزة الحكومية وقلة الرعاية والمساعدة مما حدا بأحد الأخوين أن يقول لم يعجز هذا الرجل من الشكوى !!!, في حين دافع التميمي جاسم عن حق عمو ومن هم على شاكلته , وحمل الدولة مسؤولية ذلك , إذ قال أنهم مشغولين بالسرقة , والحق أنه نطق صدقا ً , وهـــــــا نحن نودع اللاعب والمدرب والأنسان (عمو بابا) بعد مشوار صعب في الملعب والمرض وخيبة الأمل من بديل أخرق جاء ببلهاء جل عملهم إصدار فتاوي اللطم والتخريف والتحريم وراء الركض وراء كرة أضحت وسيلة تقارب ومحبة بين الشعوب ,,, وداعا ً عمو ... وداعا ابو سامي ...
 


28/5/2009 السويد
 

 

free web counter