| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الثلاثاء 23/12/ 2008



حديث نبوي: ورع اللصّ ولا تراعِهِ

رشيد كَرمــــة
 
وجاء في تفسير الحديث أمر المبادرة الى اللص وكفه ِ و قدعِه * وبأن علينا أن نعاجله ولاننتظره ُ,, وبلدنا العراق ومنذ أكثر من ثلاث عقود ينتج حرامية على مستوى عال ٍ مـــن اللصوصية والمشكلة الكبرى أن حرامية ذلك الزمن فَقّسوا أضعافهم وزادوا الفساد فسادا ً, والأمر الملح طبقا ً للحديث النبوي أننا أضحينا جميعا بحاجة ليس الى مبادرة ٍ واحدة , وإنما الى مبادرات , فالفساد الصحي ليس فقط في المستشفيات العراقية والعيادات الخاصة وإنما في رمي الفضلات والأوساخ التي ( تُزينُ ) أغلب الشوارع العراقية ومنها مدينة الحلة والنجف وكربلاء وليس بالضرورة أيضا ًأن يكون الفساد داخل أروقة المدارس والمعاهد والجامعات العراقية وإنما الفساد يكمن عند منشأ الطفل في البيت والشارع والحارة , وكذا الحال في كافة مفاصل وبنية المجتمع العراقي , والذي تعرض إلى عملية إفساد بالغة الخطورة من جانب حزب البعث العربي الإشتراكي مست بشكل وآخرعقدا ًإجتماعياً كان مثار إعجاب الداني والقاصي , وضرب الفساد في جميع دوائر الدولة تقريبا ً أرقاما قياسية مما إضطرت المنظمات العالمية أن تعلن ذلك في بياناتها ...

وليس بالضرورة أولا أن ندعو الناس بأن تبادر الى فعل الخير , وإلا لأفتقد الفعل روح المبادرة . ومــع هذا فالتنبيه أو الأشارة الى مايصب في الصالح العام لايعفي أحداً أن يبادر لطرح فكرة المبادرة وجمعها بوادر وتعني فــــــي القاموس اللغوي كما ورد في لسان العرب : بَدَرتُ الى الشئ أي أسرعتُ وتبادَرَ القوم أي أَسرعوا , وبادره ُفلانا أي عاجله ُ, وإستبقه ُوتسرع َ بالأمرِ وكذا جاء: بادرَ الشئ ُمبادرة ً ....
ويُقال: بَدَرَت دمعتهُ وبادَرَت إذا سبقت الفعل , وهنا قال الشاعر الجميل كثير بن عزة :

          إذا قيل هذي دار ُعَزّة قادني                   إليها الهوى وإستعجلتني البوادر

ولطالما إستعجلتنا دموعنا نحن العراقيون إناثا ً وذكورا ً مرة ً للتعبير عن فرحة زوال دكتاتورية البعث وخطرها على شعوب المنطقة ومرة ً ندما ًعلـى حجم الفساد الذي يضرب بأطناب العراق شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً .

ومع كل ما يعم العراق من إحتلال وفساد وتلوث وأوبئة وأمراض وإرهاب وقتل وتخريب وتصفيات جسدية هنا وهناك ومحاصصة طائفية وتسيس وإستغلال للدين ورموزه وتراجع في الكثيرمن الحريات الشخصية التي طالت المرأة بالدرجة الأولى والثقافة بشكل عام , ألا أن المبادرات الفردية والجماعية تجد طريقها وإن كانت هــــــذه المبادرات في أطوارها الجنينية ففي مدينة الحلة بادر المصور الفوتغرافي ( عبد الرحيم علي موسى ) وهو فنان تشكيلي خريج أكاديمية الفنون الجميلة على إقامة معرض شخصي متنوع في مواضيعه يعكس طبيعة وشكل الفساد الذي يعم مدارسنا وحاراتنا ومسنشفياتنا ويسرق بهجة وبراءة أطفالنا ؟

كما أن المصور ذاته أقام معرضا ً شخصيا ًوخاصا ً لضحايا المقابر الجماعية والذي كاد أن يكون أحدهم , كما نشرت ذلك الصحف العراقية , والمصور الفوتغرافي ( عبد الرحيم علي موسى ) فنان تشكيلي ونحات والعمل التالي للعلامة طه باقر يوضح مقدرته الفنية , ربما لي عودة على معارضه الأخرى :

ومن المبادرات التي إنتبهت اليها , والتي أجدها ضرورية جدا في مناخ كربلاء إنشاء تجمع ديمقراطي غير معنيا ً بالعمل السياسي أو الديني أو الطائفي والعرقي أو الحزبي وهو اشبه بتجمع ٍ للموظفين قادر على ملئ الفراغ الذي سببته الأوضاع الحالية , إنه متنفس ًضروري ولابد من رعاية وحقوق لهذا الشريحة المهمة .
من المبادرات التي لم يكتب لها أن ترى النور , مبادرة جهة مستقلة حاولت إستطلاع الناس عن مدى تطابق الوعود التي قطعتها قوائمهم للناخبين , وواقع الحال يشير الى سرقة ولصوص وإبتزاز وتهديد ودجل وإستغلال وإستغفال والحديث النبوي يقول : ورع اللص ّولا تراعِهِ
أي بادر إلى كفه وقدعه ِولا تنتظرهُ

للموضوع صلة
 


الهوامش
*
قدعه : قدعته ُ أي كففته بيدي أو لساني , وقدعت الفرس باللجام أي كبحته ُ وقدعت ُ الذباب أي ذببته ُ
 


السويد 23 كانون أول 2008
 

free web counter