| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

 

الخميس 22/ 2 / 2007

 

 

ألف آهٍ عليك َ وآه


رشيد كَرمة

ما أن عُدتُ الى مدينتي بوروس قادما من غوتنبرغ معزياً ومواسيا ً العزيز نجاح - ابو عبير- حيث أقام َ مجلسِ تأبين ( فاتحة ) لرحيل والده الى مثواه الأخير حتى فاجئني البريد نبأ رحيل رجل ٌُ شجاع آخر إتصفَ بالجرأة مثل غيره من الشجعان الذين عرفتهم في مشوارنا الصعب الطويل , إنه المشاعي الأنسان الدكتور جاسم الكَاطع فوا أسفآه ..
من الصعب علي ََان اكتب رثاء , رغم انني مؤمن بأنا رُضِعنا حزنا ً ومرارة ً وبكاء و سُقينا حليبا ً ممزوجا ًبرائحة الوطن وحب الناس والغناء
( تفسرَ ) الصخر من آهاتنا
وبكت السماء ويتسائل من لايعرفنا والأصدقاء لـماذا أفراحكم ...و اعراسكم..
عويل ُُ ونشيجٌُ وحـِــــــــِــــــــدا ء ؟؟؟
سواء في حانة ٍ
او مدينة ٍحضرية ٍ
أو صحراء ..*
بٌعَيدَ إنتفاضة آذارفي أوائل التسعينات , شددنا الرحال أنا وثلة من رفاقي في اوربا , متوجهين الى الشام ومنها الى العراق , متوحدين في حلم ِ البديل والغد الديمقراطي ولكل مِنا حُلمُ وألم ٌُخاص ُُ ٌ..
وفي كردستان العراق , وضمن أمسيةٍ أدبية ٍ, جمعتني والدكتور جاسم الكَاطع , تبادلنا أطراف الحديث و تداخلت فيها المشاغل والمشاكل والمعوقات والسياسة وهمومها والثوابت الوطنية والمعارضة ُ و المعاضضة ُو ( المساومات ) التي أفضت الى تبدد الأمآل والأحلام التي انعشتها إنتفاضة الشعب العراقي العفوية ضد الدكتاتورية البعثية , التي راحت توغل في جرمها ضد الجميع , وأناخت بكل ماتملك للأمريكي في خيمة صفوان شاهرةً كلمة نعم , وباصمة ً على بياض بكلمة نعم موافق , ومؤدية ً التحية العسكرية معلنة نعم أتعهد ... ومن العيب جداً ان لا يشير احدا الى تلك اللحظة التأريخية التي ( سلًم ) فيها البعثيون رسميا مفاتيح العراق للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها !!!! كما انه من المعيب أيضا ً ان يزايد ألآخرون على اليسار العراقي وثوابته الوطنية !!!! هكذا تكاشفنا .. وهكذا تصارحنا حينها ** أنا مقيم ُُفي اوربا وهو مقيمٌُ في العراق , انا اكتب بأسم مستعار ( ابو بشار ) وهو يعمل بإسمه الحقيقي ( جاسم الكَاطع ) ووظيفته عميد كلية التربية / جامعة السليمانية التي كنت فيها طالبا عام 1978.
كنت آنذاك وتحديداعام 1991 عازما ً على هجرة اوربا و البقاء في كردستان العراق للعيش ماتبقى لي من العمر , عـلى أمل ان ألتقي بعائلتي التي تركتها مُجبراً بداية الثمانينات , ولكن كيف ؟ والعراق تجزء الى مناطق عرض وطول بناء على قرارات دولية وبمراقبة أمريكية متشددة !! !!!!! ومن ذا الذي يستطيع نقل ( رسالتي ) ورأسي كما مئات الآلآف مثلي مطلوب للجلاد الأوحد الذي إحتمى بعسكرة المجتمع وبناء أكثر من عشرين نقطة تفتيش بين بغداد وكركوك وانا في (( ارضٍ ٍ )) محررة ٍمن البعثيين ومرتزقتهم من ( الجحوش ) يتولى إدارتها متمردون و خارجون عن خيمة 17تموز ؟ من يجرء على إلتئام شمل عوائل المعارضة العراقية التي عملت وناضلت ما بأستطاعتها على طرد الظلم وأهواله ؟ مـن يقوي على كسر حاجز الرعب والقسوة الى حيث يقبع الخوف في كل زاوية من ارض الرافدين وتحديدا ً الفرات الأوسط ؟؟ لقد أوصدت كل الأبواب واطبق الموت على الجميع , وأودع الناس في مقابر جماعية وهذا ماتبين لاحقا ً.....
كانت أمسيتي مع الراحل , امسية حكايا عن امل زاهر وغد مشرق , عن تعليم ٍ حضاري يعي معنى الحرية والسعادة , وكم تجاذبنا أطراف الحديث عن القصة والشعر والمسرح والنقد .
كان للمعرض الذي أقمته مع أصدقائي الكورد في السليمانية لجريدة الغد الديمقراطي , قد ترك أثرا ً طيبا ً لديه ,كما كانت محاضرة الرفيق الرائع الدكتور مجيد الراضي في اربيل مدعاة زهوٍله , وللبروفسور الدكتورعزالدين رسول الذي كان بصحبتنا طيلة تلك الفترة أكثر من شهادة لنكران ذات الراحل , الذي اجاد براحته ووقته في إستلام جريدة الغد الديمقراطي وتوزيعها ,
سوف لن أنسى لك شجاعتك وموقفك ماحييت , إذ كنت المسبب وكنت المفكر والمخطط في إلتئام شملي مع عائلتي .
فإليك المجد ..والذكر الطيب ...ولعائلتك وذويك الصبر والسلوان وعهدأ ان أدون ماحفظت ذاكرتي من خصالك الحميدة ومحبتك لوطن حر ديمقراطي وشعب سعيد آمن  .

السويد 22 شباط 2007


* عذراًلأصدقائي الشعراء ,فإن الشعر ليس صنعتي , و لا أدعي ان ماكتبته يندرج في إطار الشعر .
** إشارة الى البيروستريكا والغلاسنوسيت , العلنية والمصارحة التي جاء بهما غورباشوف وأقحمهما عنوة .وهدم ما كان قد بُني بدماء الملايين . ثم يصرح دون خجل - لقد خدعني الغرب -