| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الأحد 21/11/ 2010

 

 جيل عراقي سيفقأ عيونكم!

رشيد كَرمــــــة 
 

جيل عراقي في طور التكوين ,سيحاسب من تسبب في تشوه واقعنا الأجتماعي والإقتصادي والثقافي سواء نشأ هذا الجيل تحت وابل الخرافة والدجل الذي يشيعه المهيمنون على الأرض العراقية وجلهم يتعكزون على الدين,أو الجيل الذي ينشأ بمفردات حداثية تنويرية دون الحاجة لغطاء ديني ــ مذهبي.

فالأول سيجد نفسه في نهاية المطاف فقير وعاجز و متخلف عن شعوب الدول المتطورة ذات التحضر الإنساني ومتطلبات العصر, وسيسأل من المسؤول وما السبب في ذلك, ومن هم المسببون؟

والثاني سيقول كلمته أيضاً. أين هي الحرية ؟ وأين هو حق البشر, وماذا حصدت الشبيبة في التغيير الذي حصل بعد عام 2003 ومنجزات التقنية المعرفيه حرفت عن مسارها ؟ وسيؤكد الجيلان أن لا بديل عن الديمقراطية الحقيقية ومجاراة العالم المتمدن الذي يعتمد الحوار العلمي والتقدم الصناعي, وسيجد وسيرى هذا الجيل نفسه في نهاية المطاف حجم الهوة التي خلقتها الأنظمة الحاكمة (القومية والدينية) بفعل غسيل الدماغ والذي أرسى وسيرسي مزيدا من التعنت الفكري للجميع, والأمثلة كثيرة وواقعية لمن يريد أن يمعن النظر.

جيلٌ لا تجد معه طريقة للحوار, فهو مكبلٌ بقيودٍ وهمية ومختومة بفتاوٍي لا عد لها ولا حصر من المحرمات, ويهرب إلى الحجاب والغطاء الديني, وجيلٌ يجد نفسه محلقاً في أجواء طبيعية, ولكن ليس في الوطن الأم (الهدف).

فكثرة من فتياننا وفتياتنا أثبتوا جدارة كبيرة, ويواصلوا ثباتهم في مختلف المواقع وعلى عدد غير قليل من الساحة الأوربية , سواء في الأحزاب السياسية أو البرلمانات أو البلديات, والبقية ستأتي حتماً .. ولقد أجريت هذا الحوار السريع مع فتاة ذات جذور عراقية ولادة السويد على هامش مؤتمر (يوم ديمقراطي) عقد في مدينة بوروس مملكة السويد الشهر الماضي, المؤتمر مخصص للشبيبة من كلا الجنسين ومن أعمار بين الرابعة عشر الى الثامنة عشر.

سألت (رشا) : ما هي المحاور التي إعتمدها الحوار؟ وما مغزى عنوان (يوم ديمقراطي) ؟

قالت : دُعي للمؤتمر أكثر من (40) شاب وشابة, سواء كانوا من أصول سويدية أو من خارجها, وتسمية المؤتمر ليست ذات قيمة فنحن نعيش ونتنفس من خلال الأجواء الديمقراطية هنا, وتنعكس الأجواء بالضرورة بين المدرسة والبيت ! ولكن لكي نسمع صوتنا للسياسيين, ونتحسس مواقعنا, في هذه الفترة من أعمارنا لابد من تَعلُم أن على الجميع الأصغاء للآخر بغية تعميم الفائدة ولئلا تكون هناك وصايا على مستقبلنا .

والمحاور كانت أربعة مهمة ومفصلية [ من أجل حقوق الشبيبة , ومن أجل صحة سليمة ,ومن أجل قرارات أيجابية نحو مستقبل أفضل , ومن أجل الديمقراطية ] وأوردت (رشا 14 عام ) وهي مندوبة عن لجنة إستشارية للطلبة في مدرستها مثالا عن كيفية التعامل الديمقراطي البَنّاء بين الكبار والصغار . بين من هم في موقع المسؤولية وبين من هم في في طور النشوء فلقد طلب معلم من تلامذته وهم دون الثامنة عشر أن يرسموا مخططا أو شكلاً هندسيا ً لمدرسة وملعب مرفق ومتنزه لقضاء أوقات الفراغ ,وبعد فترة وجيزة قدموا رسوماتهم.

يقول المعلم لقد إعتمدت دائرة البلدية تلك المُخيلة وأنجزوا بنائها فيما بعد ,وكان عملي فقط نقل الرسوم الى السياسيين.

تستفهم (رشا) عن عقم العلاقة بين جيل يرزخ تحت وابل العقوبة التي تبدو أبدية كالتي في العراق وبين جيل يتمتع بالمكافآت الضرورية ومنها الحرية المنتجة في بلدان المهجر والسويد مثالاً ؟ وتعلق في النهاية ان الجيل سيتحمل وزر أخطاء السلطويين !! فأين موقع شبيبة العراق من كلا الجنسين في ذهنية رجال الدين, إنها ذهنية خاوية, تعتمد الغيب والتخدير و التحريم في كل شئ, إنها تعطل طاقات إبداعية مهمة, لذا تستحق ان يفقأ عيونها الجيل القادم المكبل بفتاوي أكل الدهر عليها وشرب.


السويد 21 تشرين الثاني 2010

 


 


 

free web counter