| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الأحد 21/3/ 2010

 

المستحيل
(1)

رشيد كَرمــــــة 
 

من الإستحالة إقصاء الشيوعيين العراقيين والشيوعيات العراقيات ومن يتعاطف معهم من الساحة العراقية, فلقد برهنت الأحداث التأريخية منذ الثلاثينات من القرن العشرين وحتى هذه اللحظة أن القوة العسكرية وأساليب الإرهاب المتنوعة لم تثنْ عزيمة من حمل ويحمل هموم الفقراء والمظلومين فكيف والحال يُقْصَى بإسلوب قد نطلق عليه اليوم على أنه ديمقراطي؟ فلقد ساهم الحزب الشيوعي العراقي بالعملية السياسية ,بعد هزيمة الدكتاتورية البعثية, ويدرك قبل غيره المخاطر من جراء ذلك ولربما فقد بسبب ذلك بعضاً من أنصاره ومريديه, غير أن الواجب الوطني شئ,والواقعية شئ ,والبعد عن الساحة العراقية وما يلفها شئ آخر,ولكن هل أن نتائج الإنتخابات الأخيرة تتفق مع هموم وجهد وآمال الحزب الشيوعي وتطلعاته وتأريخه المعمد بالدم والشهادة ؟ النتيجة حتى هذه اللحظة تكاد تكون غير مرضية ومخيبة للآمال,وتدعو إلى دراسة واضحة وبعلنية نقدية,فرغم إجتهاد الحزب في (مسايرة) المزاج العام , وهو مزاج ديني (كردة فعل ليس إلا) الذي يلف العراق وما تطرحه من رؤى قوى الإسلام السياسي, الثرية بالأموال والغنية بالدعم الأقليمي من دول الجوار,إضافة لما تحصل عليه من الراعي الأكبر "الأمريكي والبريطاني". فلقد ظهرت ما بعد 9نيسان عام 2003 أحزاب وتجمعات دينية,أرست مبدأ المحاصصة الطائفية وشجع على ذلك الممثل الأمريكي (بريمر) كونه الحاكم الفعلي للعراق هذه الأحزاب المتنوعة والمتقاطعة والمتعددة الولاءات مع بعضها البعض , تأتلف في الوقت ذاته على طريق معاداة النهج الديمقراطي العلماني " اليساري " كالذي ينهجه الديمقراطيون والشيوعيون العراقيون ,ومن ينظر إلى أدبيات الحزب الشيوعي العراقي وسياسته في المرحلة السابقة و الراهنة يجد دون أدنى شك أنه هادن (الوضع القائم) المًتكئ على المشاعر الدينية بشتى السبل ومنع إثر ذلك نشر العشرات إن لم أقل المئات من المقالات والكتابات ووجهات نظر,والتي تعبر بصدق عما آل اليه وضعنا الحالي الإجتماعي والثقافي والإقتصادي,وما يخص المرأة وحقوقها وتراجع دورها فحدث ولا حرج وغيرها الكثير,ناهيك عن حذف وإهمال النقد السياسي والفكري لمسيرة اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب منذ لحظة غياب الدكتاتورية وحتى يوم 7 آذار وهو موعد إنتخابات البرلمان العراقي ,وهو ما أضرنا جميعا ً,ونتائج الإنتخابات الحالية تحصيل حاصل,لقد سعى أنصار التيار الدمقراطي ومنهم الشيوعيون العراقيون بجد وهمة عاليتين من أجل تعبئة نظيفة وشريفة خالية من شراء الذمم والرشاوى,ويستحيل في منعطف يتصف بتدني الوعي الإجتما ــ ثقافي, وبثقل التدخل للعامل الأقليمي وأجندة العامل الدولي كهذا الذي نعيشه أن نصل إلى الآمال المرتجاة,وعلينا البحث عن بدائل, فتأريخ الحزب قائم على التغيير والتحريض ضد مصالح الأغنياء والمنتفعين, ورب ضارة نافعة,فوجود الحزب خارج البرلمان كقوة معارضة للأداء الحكومي ,سيحسن من موقعه الطبقي "الفكري"وعسى أن تًزال من صحافة الحزب الرقابة الصارمة القائمة على المجاملة والمسايرة والمهادنة وتطييب الخواطر, كي تجد وجهات نظرنا طريقها للناس ,فالحزب ملك الجميع,وعلينا التحلي بكل قيم شيوعيتنا التي جبلت بالدم والعرق,وهو ما رَسّخ َويُرسخْ بناء الحزب الشيوعي العراقي ,ولابد من عودة للتعبئة الثقافية والمعرفية والتحريضية دون وجل من أحد, ودون مجاملة لطرف,لأن الشيوعيات والشيوعيين العراقيين لا يعرفون المستحيل .

يتبع وللموضوع صلة
 


السويد 21 آذار 2010
 


 

free web counter