| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

                                                                الثلاثاء 20/11/ 2012

 

 الحسين في كربلا ....... (1)

رشيد كَرمــــــة 

تمهيد وتنويه وتنبيه وملاحظة وإستدراك
لافضل لي في كتابة هذه الفصول التأريخية (إلا) ما أنقله عن كتابة فكرية بعد جهد عقلي وبعد قراءة نقدية متتالية لمصادر كثيرة متواترة وتأريخية المنهج مفعمة بإيمان صادق من لدن مؤلف (شخصيات غير قلقة في الإسلام) ومنهم : سلمان الفارسي, والحسين بن علي , وزيد بن علي بن الحسين ,وابو حنيفة,وصاحب الزنج وقد عرف بـ"علي بن محمد" وغيرهم وما يربو على (15) خمس عشرة شخصية مؤثرة في تأريخنا العربي ـ الإسلامي وإيمانا قاطعاً مني أنا كاتب هذه ـ المقدمة ـ على دقة الروايات التي أضنت باحث مشاعي جاد ورصين ,وماركسي أصيل ,وشيوعي أمين وصادق إسمه (هادي العلوي *), أتناول هذا الموضوع لمناسبة ٍ تأريخية ٍسنويةٍ تهم الملايين من الناس, الذين تعرضوا ويتعرضوا ولسوف يتعرضوا لهوى ومصالح الروزخونية الذين ما إنفكوا حتى هذه اللحظة يشوهوا نضال (الحسين بن علي) ضد الجور والظلم عبر إستدرار العواطف المكبوتة لدى الناس جراء معاناتهم وحاجاتهم وحرمانهم من الحرية في كل شئ, ولقد واظبت على مشاهدة القناة الفضائية الكربلائية منذ أمد بعيد وحرصت على المشاهدة منذ أول شهر محرم (عاشوراء) ووجدت مقدم البرنامج الروزخون وإن كان دون عمه "عمامة" كيف يدجل ** ويستخدم التكنلوجيا الحديثة ويوهم المتصلين عبر الفضائيات لحج وزيارة مرقدي الإمامين (الحسين وأخيه العباس وصحبهما)!!....

ولي مبررات عدة على تناول شخصية غير قلقة في تأريخينا العربي و الإسلامي وإن تباعدت زمنيا عنا ولكنها بجانب الجور والظلم ورفضه تتشكل ثقافة (الحسين بن علي بن إبي طالب)... قتلتمونا بقتل الشهيد وقتلناكم بحبه والثانية تشبيه مجازي وما أكثر ما نحب من شهداء الفكر والوطن ..

كربلا إسم موضع في العراق , أصل الإسم آشوري, ويتألف من مقطعين كرب ويعني قُربْ. والمقطع الثاني "لا" وهو تحريف آرامي لكلمة "الله" فيكون المعنى ـ قرب الله ـ ولقد دخلت كربلا تأريخ الإسلام من وراء المعركة الدامية التي قتل فيها (الحسين بن علي بن إبي طالب) وأصحابه في بداية عام 61 هجرية و (الحسين) هو الإبن الثاني لـ(علي بن إبي طالب) من (فاطمة الزهراء) والأسم مصغر من أخيه الأكبر (الحسن) وهما من الأسماء المستحدثة في الإسلام, ورغم نشأة الأخوين في بيئة واحدة وخضوعهما لتربية واحدة فقد إختلف ((الحسنين)) عن بعضهما كثيرا جداً, إذ كان ( الحسين )أكثر حزماً وجداً وأميل إلى المشاكسةِ (العناد ضد الخصم), وأقل ولعاً بالنساء, وكانت حياته الزوجية مستقرة, ومع هذا فقد تزوج أربع نساء على العادة المتبعة ولم يرزق أولاد كثيرون منهن, وكان من بين نسائه إحدى أميرات البلاط الساساني وإسمها (شهربانويه) التي إنتحرت في نهر الفرات بعد مقتله *** ولم يعرف (الحسين) بالزهد كما عرف مثلا (ابو ذر الغفاري) وأركان الشيعة الأربعة, ولو أن معيشته كانت أقل ترفاً من معيشة أخيه.

سياسياً ساير (الحسين) والده (علي بن ابي طالب) في شتى الأدوار بدون تحسب, بينما تردد (الحسن),وفي معارك صفين كان أشد إندفاعاً من أخيه الذي أبدى إحجاماً عن التقدم في إحتدام القتال **** ولما قرر (الحسن) التنازل لـ (معاوية بن إبي سفيان) عارضه (الحسين) معارضة شديدة إضطرت (الحسن) إلى تهديده بالإعتقال حتى إمضاء الصلح *****, وفي المدة ما بين التنازل ووفاة (الحسن) كان (الحسين) ينفرد بإثارة المتاعب لـ(معاوية) وإستمر على ذلك حتى وفاة الأخير. وكان (الحسين بن علي بن إبي طالب) قد صار الشخصية الأبرز في زعامة بني هاشم والشيعة بعد وفاة (الحسن بن علي بن أبي طالب) وليس من شك أنه كان على صلة مباشرة بالنشاط السري للشيعة في العراق, ولم يكن في الهاشميين بمن فيهم أخوته معارض علني لبني امية سواه, وفي "تحف العقول" لأبن شعبة الحراني , خطبة لـ(الحسين) يقول المؤلف أنه ألقاها في مكة على الحجاج وتحدث فيها عن مظالم الأمويين متهماً إياهم بإستعباد الناس وقهرهم وإغتصاب حقوقهم المعيشية ******

يتبع : الحسين في كربلا

الهوامش
* هادي العلوي : عراقي بغدادي, مؤرخ إسلاميات,باحث فلسفة, عالم لغة, مناضل سياسي, مناهض للسائد متمسك بشروط المثقفية الإسلامية في معارضته,لا يملك شيئاً ولا يملكه شئ, ضاقت به منابر الوطن والمهاجر عما كتبه في الأدب والسياسة ,لم يمت وقبره في الشام من ألمٍ بجانب الجواهري !
** دجالٌ جديد بمظهرٍ جديد جاهد لأن يوحي للمتصلين من النرويج والسويد والناصرية والبصرة عبر فضائية كربلا ان يوصلهم عبر الإنترنيت ليحجوا وليزوروا مرقدي (الحسين وأخيه العباس) عبر نداء لبيك يا حسين, وكابد في الحديث مع طفل عمره سنة وبضع شهور, ولكنه خاب, ولو صح المنطق لحججنا جميعا إلى (الحلاج) هذا الصوفي العظيم في فلسفته وعلومه حيث سَهَّلَ الحج للفقراء رغم أنف الأغنياء دون عناء السفر إلى بيت الله في مكة عبر منطقهِ دون تورية وخداع وتضليل, لذا صلبوه القتلة في بغداد.
*** بحار الأنوار للمجلي 10_257 واليها ينسب الفرع الحسيني من العلويين لأن إبنها علي السجاد (زين العابدين) هو الوحيد الذي بقى حياً من أولاد الحسين.
**** في رواية عن (علي بن إبي طالب) : أنا أحدثكم عني وعن أهل بيتي .أما عبد الله بن أخي (جعفر) فصاحب لهو وسماح, وأما (الحسن) فصاحب جفنة وخوان فتى من فتيان قريش ولو قد إلتقت حلقتا البطان "إحتدم القتال" لم يغن عنكم شيئا في الحرب. وأما أنا و(الحسين) فنحن منكم وأنتم منا.. شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد م4 ج16ص4.
***** في الرواية المتداولة أن (الخميني) مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية طلب من المرجعية الدينية في النجف والتي يقيم عليها (ابو القاسم الخوئي) الإنقضاض على السلطة الصدامية الجائرة, فأجابه بأنه حسنياً وليس حسينياً...
****** ينتظم في هذا السياق ويربط التراث بماضيه وحاضره موكب (العباسية الشرقية) وهي محلة سكن في كربلا يقطنها تجمع عمالي فلاحي وكسبة وطلاب علم ومتنورون مناضلون وذو وعي بعملية الصراع الطبقي بما يحدثه من إحتجاج يؤرق السلطات نظراً لثقافة الناس التي تستشعر الخطر قبل غيرها من قوة السلطة وظلمها وجبروتها لذا فلها خطاب خاص ينتظرها جمهور ليس بقليل يسهر تواقاً لسماع صوت الحق والمطالبة بالعدل والتصدي للتحريف والزيف والتملق للسلطات,ولكنه يحجب دائما , والمنطق يقول لا جدار يمنع الحرية, فهي الحقيقة والأمل وإن طال الدهر.

 

السويد أواخر تشرين الثاني 2012
 

 

free web counter