رشيد كَرمة

مرحى لفرقة دجـــــلة ..........

رشيد كَرمــــــة

في يوم شمسي ٍ وجميل , كان الناس على موعد مع فتيات العراق في لحظات فرح نادرة , المسرح الصيفي لأشهر مدينة ألعاب في أهم ميناء سويدي ( غوتنبرغ ) يعلن امميته حيث الناس بملابسهم الفولكلورية الزاهية يرقصون ويغنون إبتهاجا بالأنسان مهما كانت هويته ومهما كان لونه ومعتقده .

و( فرقة دجلة ) العراقية تصدح بكلمات شعبية سلسة :
فوك ارفع ايدك فوك ارفع ايدك.. سلم على اليهواك فوق ارفع ايدك
قلبي يريدك قلبي يريد يريدك..وشعليها بيها الناس قلبي يريدك..
العراق بعربه وكرده وتركمانه كان حاضرا الى جانب الروس والأندنوسيين والإيرانيين والشيليين وغيرهم عبر هذه الفرقة التي تأسست عام 1992 بمبادرة فردية من ( سلام زنكَنة ) وكانت البداية من ثلاث بنات فقط , وبجهود حثيثة من ( واثق خليل شوقي ) تطورت الفرقة وتوسع عددها عام 1994 الى سبع 7 مؤديات ولقد كان للمبادرات الفردية أثرا كبيرا في رفد الفرقة بما تحتاجه من تدريب ومستلزمات عبر جمعية المرأة العراقية والبيت الثقافي العراقي ـ يوتبوري ـ الذي يشكل رئة ثقافية مهمة في هذه البقعة الجغرافية التي تتواجد عليها جالية عراقية بمختلف مكوناتها..
جابت فرقة دجلة انحاء متفرقة من السويد حيث عرضت لوحات راقصة من صميم فلكلورنا العراقي الزاخر بالكثير من القيم الجميلة , كما نالت إستحسان من شاهد عروضها في بلدان الدانمارك , وهولندا , والنروج ولعل الجمهور العالمي لم ينسى عروض هذه الفرقة في عيد جريدة اللومانتيه الناطقة بأسم الحزب الشيوعي الفرنسي ,,,, ومن المؤمل ان تقدم ( فرقة دجلة ) عروضها الجديدة في عيد جريدة اللومانتيه القادم هذا ما صرحت به مدربة الفرقة الحالية ( دنيا الحلوائي ) التي واكبت الفرقة منذ تأسيسها حتى هذه اللحظة وهي متفائلة بالعمل مع ( رائد الغراوي ) وتتمنى ان تنال فرقة دجلة الدعم اللازم من حيث تعزيز ومد الفرقة بدماء شابة جديدة وهذا أهم وأرأس دعائم الفرقة التي اجد فيها صورة مشرقة لفن أصيل يعكس جانبا مهما من تراثنا .
ولابد من الأشارة هنا ان الفرقة بحاجة الى رعاية فائقة من لدن الجهات الثقافية سواء الحكومية أو غيرها فالفرقة تمتلك خزينا لايستهان به من الامكانات الفنية النادرة واقترح على البيت الثقافي ولجانه دعوة القيميين على هذه الفرقة أثناء اي إجتماع وإستشارة المسؤولين عنها قبل البت في قرار المشاركة , لكي يتسنى للفرقة الأعداد الجيد هذا اذا عرفنا ان ظروف الفرقة غير مستقرة من حيث جدولة التدريب ( يومان في الأسبوع ) وفي حالة مثل هذا المهرجان الثقافي الأممي ( ثلاث مرات )
مؤديات الرقص الفلكلوري لفرقة دجلة غير محترفات انهن هاويات يعكسن صورة زاهية للوطن من خلال تطوعهن ورغبتهن في تقديم شئ جميل عن بلد لم يروه بعد ولم يعيين ما تعنيه كلمة ( هجع) فلقد شوه السفهاء من بلطجية الغناء هذه الكلمة وابعدوها عن مقاصدها ولابد من محاولة لتوضيح هذا (( الوجع )) الهجع بشئ من الحرفية الفنية وهذا ما يسعى اليه ( رائد ) عبر تطويع الحدوثة العراقية ومزاوجتها مع حركة جسد راقص يمتلك حضورا جذابا لدى المشاهد والحركة هنا لا تحتاج الى لغة فهي تحمل جواز مرورها الى الناس بشكل تلقائي وسليم , وهذا ما وجدته او لاحظته في هذا العرض المهم لفرقة دجلة التي آنست جمهورا من مختلف الجنسيات تمتع بموشحات اندلسية عبر ملابس من تصميم ( ايسر خليل شوقي وسلمى ) الرائعتين دون ادنى شك .
ولعل التفكير بمشروع أكبر يعتمد على المبادرات الفردية التي تحتاج الى رعاية جماعية من ألأهل او النوادي الأجتماعية الثقافية ..
تهنئة من القلب لكل من شارك في تكوين وتأسيس وديمومة هذه الفرقة ولابد لي من تحية للأ خت ( وحيدة ) على مد الفرقة بمؤديات من خلال تدريبها بناتنا في ( فرقة نجوم ) وتحية للعزيزة ( هناء صادق ) لمساهمتها في هذا الجهد الخلاق وتحية اعجاب لبناتنا راقصات فرقة دجلة اللائي انتزعن تصفيقا حارا من لدن جمهور يعشق الأنسان وابداعاته .

12 ايلول 2007 السويد