| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الأثنين 1/3/ 2010

 

قبل 48 ساعة

رشيد كَرمــــــة 

الوقت يمر بسرعة وأمام العراقيات والعراقيين أمراً يكاد يكون الأهم في كل تأريخهم ومشوارهم الحياتي بل والأخلاقي ألا وهو تقريرمن سيقود البلاد إلى شاطئ الأمان بعد تلك وهذه السنوات العجاف والتي راح ضحيتها كم هائل من البشرسواء في حروب عبثية مع جيران العراق ,او حروب داخلية ضد شعب العراق, ولقد توّجَها أخيراًالإرهابيون من القاعدة والمليشيات الإسلامية المسلحة بحرب إبادة معلنة ضد الجميع, محاولة منهم إيقاف تطلعات الناس نحو بناء بلدهم بواسطة الأساليب الديمقراطية ومنها الإنتخابات,ولم وسوف لن يحكم اي متعلم ذو بصيرة على مسيرة الديمقراطية في العراق بالشكل الحسن, منذ هزيمة البعثيين ودكتاتور العراق في 9نيسان عام 2003, إذ شابها الكثير من الخطأ, والبست مفاهيم على مقاسات المستفيدين والطفيليين واللصوص والتجار،غير ان الديمقراطية لها وجه آخر. لايريد الطرف المهيمن إظهاره, لآن فيها حتفه يقول الروائي( عبد الرحمن منيف): يجب أن نبادر إلى التأكيد على أن الديمقراطية ليست مجرد نصوص و أشكال,كما أنها ليست صورة واحدة أو ثابتة, فهي تختلف من مكان إلى آخر, ومن مرحلة إلى أخرى لكن جوهرها السياسي "الآن"يتلخص في حق الفرد والمجتمع معا في (الحرية والمساواة) و(الحق في التعبير والمشاركة)و(الحق في إختيارشكل النظام ورموزه)والأهم فيما أورده الروائي العربي (عبد الرحمن منيف) في كتابه - الديمقراطية أولاً الديمقراطية دائماً - مايعني أن للمجتمع والذي يلعب الفرد الواعي دوراً كبيراً حقاً مشروعاً في التغييروالتعديل.من هنا لابد من تحريض وتحفيز وشحذ الهمم من أجل المساهمة الفاعلة, ليس فقط في التصويت وإنما في الإختيار, ولابد من وعي خاص يتمتع به الناخب إذ بيده وحده وعبر منظومته الفكرية وفي لحظة صفاء مع الوطن وما يحيق به من مخاطركالتي عاشها الناس محرومين من مستلزمات الحياة الكريمة كالكهرباء والماء والبطالة وتفشي الأمية والفساد والرشوة, وإغراق البلاد ببدع وضلالات ,وغلواء ومبالغة في تسييس الدين على حساب الآخريين, ناهيكم عن البنى التحتية التي عجزت الحكومة وأحزابها الإسلامية من التقرب لها , ومع هذا فلقد إنبرى الكثيرون من الجماعات المتنفذة والمستفيدة من الإموال التي تراكمت لديهم ومن الهدايا والهبات والدعم الخارجي من التلويح على إيمانهم بالديمقراطية بدليل مشاركتهم بالإنتخابات والحق أن الإنتخابات جزء صغير جدا من مجمل العملية الديمقراطية, فالأخيرة ليست مطلباً سهلاً, او يمكن تحقيقها بين ليلة وأخرى,كما أن لها ومن خلال السنين السبع الماضية أعداء كثيرون, ومن خلال معايشة وقراءة متأنية, نجد أن أعداداً غفيرة(من البديل المنتظروالمؤمل)وممن كانوا يشكلون معارضة للدكتاتورية البعثية ينادون بالديمقراطية وهم غير مقتنعين بها بل قل لايؤمنوا بها , يقول (عبد الرحمن منيف)بدقة وتصويب رائعين في نفس الكتاب ص23 : حتى وإن إقتنع هؤلاء بالديمقراطية نظرياً فإنهم لايمارسونها, أو يمارسوها بشكل خاطئ ,والوصول إلى الديمقراطية صعب وشاق ...وأتذكرقولاً للراحل الشيوعي (زكي خيري)أن الديمقراطية أضحت اصعب بكثير من التطبيقات الإشتراكية, وخصوصا في مجتمع تعرضت تركيبته الإجتماعية الى خلل كبير جراء هيمنة حزب البعث وسياساته, وما أحدثته الحملة الإيمانية,وما أعقبها من تداعيات الإحتلال الأمريكي وهيمنة رجال الدين من خلال أحزابهم المتخمة بالطائفية والتي مهدت للمحاصصة في كل ميادين الحياة العامة,لذا وقبل 48 ساعة من يوم الصمت الدعائي(الإعلامي) يجب ان يحسم الناخب أمره بضمير وعقل متفتح, ولايحتاج المرء الى مساعدة للتعرف على حجم الخراب الذي يلف الوطن بأزقته وشوارعه ومستشفياته وملاعبه ومدارسه وأسواقه ومتنزهاته.كما لاحتاج المرء كثير عناء من رؤية الأرامل والأطفال واليتامى,ولعل الشئ الأبرز في مظاهر العراق الحالية غنى البعض مما يؤهلهم لأن يرشوا الفقراء الطبقة الأشرف في كل مجتمع ,48 ساعة فقط بإمكان الناس أن يبدلوا خارطة العراق الذي كست شوارعه لحوم ودماء البشر جراء سياسة تنفع القليل وتضر الكثير, ولايعقل ان يكون العراقيات والعراقيين في غفلة عن أمرهم.



السويد 1آذار2010


 

free web counter