| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الأثنين 19/1/ 2009



لا .. لا تمنعوهن ....,

رشيد كَرمــــة

درجن على الصمت , فكانت النتيجة مزيدا ً من التسلط والحرمان والعبث بحقوقهن بل أن الأمر تعدى حدود الإستغلال والإستغفال وتحت مسميات عدة والغطاء شرعي ـ إسلامي ـ يصدره " شبه رجل " أُمي ما أن تـَزَيَّا بعمة ٍ حتى تشبّهَ برسولٍ قادمٍ بمعجزةٍ وما أكثرهم اليوم ويحدثُ في أغلب الأحيان , أن تختفي العِمةُ ,من الشارع والزقاق والبيت , والأمر سيان , إذا ما كان يحدث هذا في أرض تحكمها دساتير تستمد أصولها من الأسلام أو في أرض تجاوزت العقل الديني صوب العلمانية والمدنية - اوربا على سبيل المثال - , ولكن المشكلة تكمن في أن (الوكلاء) والذين يبدون قدرا ً كبيرا ًمن العمل الطوعــي يروجون لأفكار ٍ وممارسات غاية في الغرابة , كـــأن يفرض الحجاب على القريب حتى وإن كان أخا ًأو عما ً أو خالا ً إلخ إلخ ,,, ناهيك عــن أبنائهم , وكنت قــد دُهشت عندما هرعت كل ُمــن ( نور , سجى , دعاء ) لحجابهم ( العباءة العراقية + ربطة رأس ) وهن يضحكن إستخفافا ً لهذا القانون والعرف الأجتماعي المتخلف , والذي يفرض على فتاة في العاشرة من عمرها أو يزيد بقليل أن تتحجب من إبن خالتها فتى عمره (7) سنوات وبحكم الضائقة الحياتية يقضيان جل وقتهما في بيت واحد ؟؟
والحقيقة أنني لم أنتبه إلا لكابوس الدكتاتورية البعثية , وكيفية نشوء أكثر من ثلاث أجيال وسط كم من القوانين الجائرة ومنها ما سمي الحملة الإيمانية , وزاد الطين بله الغلوائيون وممن تلقوا علومهم في أقفاص الأسر , أيام الحرب العراقية - الإيرانية والتي دامت ثمان سنوات , وما تبشر به احزاب الأسلام السياسي العراقي والعربي من خراب وجهل يفوق الوصف !!!
ولعل الكثير من الكتاب والأدباء والمثقفين أدركوا حجم الكارثة و( الهوة ) بين الداخل والخارج من حيث مقارنة مساحة الحرية , وتعدد مصادر الوعي المعرفي , ومعايشة الحياة الديمقراطية بأبهى صورها من جهة وتطلعاتنا نحن من إختار العيش في المهجر برضى ً أو بدونه ومعاناة المثقفين العراقيين في داخل العراق من جهة أخرى , ومع آلة القمع الديني يتواصل إصرار قوى التقدم في بلدنا وإن كان لا يزال في طوره الجنيني ويـُمارس بسرية تامة..
وقائمة الحزب الشيوعي العراقي " مدنيون " تمثل بصدق أمل الناس نساء ً ورجالا ً لغد ٍ تتوفر فيه مستلزمات الكرامة والعيش الرغيد بعيدا عن إستغفال وإستغلال المرأة العراقية ولقد جاءت فكرة الأتصال الفردي بالعوائل العراقية , وحثها علــى المشاركة في الإنتخابات كجزء من فك الحصار الذي تفرضه الأحزاب الدينية على الشوارع والحارات والبيوت العراقية ويأتي الأتصال عبر الهواتف كجزء من ثني حالة العزوف عن المشاركة في الإنتخابات , والأهم من ذلك فضح الرشاوي التي تقدمها جملة من الأحزاب والتي ما إنفكت تردد ( الراشي والمرتشي كلاهما في النار ... ,,,,) ومن مهمات المثقفين العراقيين الراهنة " قل كلمتك ولا تصمت " . ثم يأتيك الجواب منهن صريحا ً وبآهاتٍ تحرق السماء والطارق ومن أماكن عدة بغداد , بابل , كربلاء , النجف , الناصرية , البصرة : أن ـ رجالنا يحولون بيننا وبين صناديق الإقتراع ـ ؟
وأنت لا تملك إلا أن تصرخ لا .... لا ... تمنعوهــن .



السويد 19 /1/ 2009
 

free web counter