| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الجمعة 18/9/ 2009



الوجــه الآخر لسيد الشهداء الحسين

رشيد كَرمــــــة 

السلام عليك ياعون العاشقين ونصيرهـــم لعن الله من حَزَّ رأسك , وأخزى الله من كان القتل ديدنـهم , والعنف منهجهم والإرهـــــــــاب غايتهم

كنت ولا زلت أتمنى على من يولول من ( الروزخونية  ) وسواهم أن يذكروا الوجه الآخر للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ’ عربا ً وعجما ً , وتركا ً وهنود ا ً فلقد أوغل المغالون منذ الدولـــــــــة الصفووية وحتى هذه اللحظة مـــــــــن رسم معالم (الحسين بن فاطمة الزهراء ) علــــى أنه وُلـِدَ كــي يحزن , وكـي يَبكي , وكــي يـُقتَل , وكي يـُبكــي الناس حتى تصور العامــة والخاصة أن الإمـــــام محض بَكـّاء وإنه يحمل صليبه إنتظارا للقدر منذ الصغر ,غير أن سيرته غير ذلك قطعا ً, ولعل الوعــي الشعبي قد ضلله أولئك الــــذين أرادوا أن يكون ذكر( الحسين) مقرونا ً فقط بعاشوراء وحسبي أنها بدعة قد تكون عربية قبل أن تكون أعجمية أو مــــــــــن فعل مغالين بمظلومية الحسين وخذلانه من بني جنسه داخل الكوفة وخارجها , أو بفعل موالين مــــــن خارج حدود الجزيرة العربية , تسعى أن تشوه بقصد ودونــه مـاهية الإنسان بما يحمل مـــن مشاعر الفرح والحب والود والعيش بأمن وسلام , والتمتع بمباهج الدنيا , لـــــــقد صور المؤرخون العقائديون والطائفيون والغلوائيون صورة الحسين كظيماً , مُغتبا ً, مُنعزلا ً عــــــــن الناس بــــل لاشأن له بالغرائز وتحديدا غريزة العاطفة , وإنه محض حقود علـــى معاوية ويزيد , وبهذا فقد أسدلوا الستار عـــــن طبيعة حياة ( الحسين بن علي ) البدويــة آنذاك ,,, ولطالما تكاثرت كنوز ــ الملالي ــ بهذا النهج الدرامــي وهذا النسج مــــــن حكاية واقعة الطف والتي لايبرح النساجون مــــــــــن إضافة الإثارة بالإلقاء المنبري - التمثيلي - تارة , وبالمبالغة بالأرقام وتضخيم الأحداث تارة أخرى لشحذ عواطف الناس مـــن أجل البكاء والبكاء فقط , ولقد أدت هذه الفلسفة في إنتاج ( كل أرض كربلاء وكل يوم عاشور ) وسوف تدام هــذه المقولة إن لم ننفض ماتراكم من تراب علــــــى تراثنا الذي يحمل الكثير من المعاني والعبر .... فلقد هزت مسامع ( الحسين بن علي بن أبي طالب ) وهو الإمام الثالث للمذهب الجعفري أبيات شعر ٍ جياشة ٍ ,لشاعر أموي عاشق هو ( قيس بن ذريح ) ألهبت مشاعره حيث قال قيس :

يكاد حباب الماء يخدش خدها         إذا إغتسلت بالماء من رقة الجلد    
ولو لبست ثوبا ًمن الورد خالصا ً    لخدش منها جلدها ورق الورد
يثقلها لبس الحرير للينها              وتشكوإلى جارتها ثقل العقد
وأرحـــــم خدّيها إذا مــا لحظتها   حذاراً للحظي أن يؤثــــر في الخد

 ... و( قيس بن ذريح ) أخو ( الحسين بن علي ) بالرضاعـــة إذ تذكر كتب التأريخ أن أم قيس ( بنت سُنّة بن الذاهل بن عامر الخُزاعــــي ) هــــي التي ارضعت ( الأمام الحسين ) وكان قـــد مر (قيس ) لبعض حاجته بخيام بني كعب بن خزاعة , ووقف علـــــــــى خيمة منها وكانت الصدفة أن تكون خيمة ( لبنى ــــ بالياء المقصورة ــ بنت الحباب الكعبية ) فاستسقى ماء , فسقته وخرجت اليه به, وكانت إمرأة مديدة القامة شهلاء حلــــــوة المنظر والكلام , فلما رآها وقعت في نفسه وشرب الماء ,,, فإنصرف وفي قلبه من ( لبنى ) حرٌُ لا يُطفأ فجعل ينطق بالشعر حتى شاع , وأعلم أباه بذلك شاكياً حالـــه وسأله أن يزوجه إياها فأبى عليه وقال : عليك ببنات عمك فهن أحق بك , وكــــــان ( ذريح ) كثير المال موسرا ً وود ألا يخرج إبنه وريثه ُ إلـــــــى غريبة , فانصرف (قيس ) وقد ساءه ما خاطبه أبوه به , فأتى أمه فشكا ذلك إليها وإستعان بها على أبيه , فلم يجد عندهـا مــا يحب , فأتى ( الحسين بن علي بن أبي طالب ) شاكيا ًما بــه فقال له ( أبا عبد الله الحسين ) : أنا أكفيك . فمشيا معا ً إلى ( أبي لبنى ) فلما بصر به أعظمه ووثب إليه قائلا ً: يابن رسول الله ماجاء بك ؟ ألا بعثت إلي فأتيك .قال (الحسين ) : إن الذي جئت فيه يوجب قصدك وقد جئتك خاطبا ًإبنتك ( لبنى ) لـ( قيس بن ذريح ) فقال : يابن رسول الله ماكنا لنعصي لك أمرا ً وما بنا عن الفتى رغبة , ولكن أحب الأمر إلينا أن يخطبها أبوه( ذريح ) ويكون ذلك عن أمره ,فأتى ( الحسين ) ذريحاً وقومـه وهـم مجتمعون فقاموا إليه إعظاما ً, فقال لــــــ( ذريح ) : أقسمت عليك الا خطبت ( لبنى ) لأبنك ( قيس ) , قال : السمع والطاعة لأمرك , فخرج معه فــــي وجوه من قومــه حتى أتوا ( لبنى ) فخطبها ( ذريح ) علـــى إبنه إلى أبيها فزوجه أياها وزفت إليه بعد ذلك ,,,,,,,,,,,
و( قيس بن ذريح ) وإن جن ومات بسبب فراقه من ( لبنى ) فيما بعد ألا ان ما قاله يبقى دافعا ًلأن يثير ويستفز مكامـن وشاعرية ( سيد الشهداء الأمـــــام الحسين بن علي بن أبي طالب ) وينبري لذلك نصيرا ً وعونا ً لعاشق ٍ قال :
ومـــا أحببت أرضكم ولكن     أُقبلُ إثر من وطئ التراب
لقد لاقيت مـن كلفي بلبنى      بلاء ما أسيغ من الشراب
إذا نادى المنادي بإسم لبنى     عييت فما أطيق له جوابا

 


السويد 18 أيلول 2009


 


 

free web counter