| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

                                                                الجمعة 16/11/ 2012

 

الخطاب الديني سياسياً سابقاً ولاحقاً * ..! (1)

رشيد كَرمــــــة 

لا أحتاج كما غيري من الناس ذكوراً وإناثْاً إلى تنقيب وتصفح وبحث عما كتبته ووَعدتْ به الأديان السماوية حول الإيفاء بالعهد والوفاء ولكنني أبحث عما فرَّخهُ الدين من أحزاب يهودية ومسيحية وإسلامية, وأمضي بحثاً لما كتبتْ هذه الأحزاب من خطاب يهم الناس والوطن.وما يهمني أكثر الأحزاب الإسلامية (السياسية) في الوطن العربي وهو تعبير دقيق طالما ما بين القوسين يخص فن الممكن والإسلام والسياسة صنوان لا يفترقان منذ بدء الدعوة الإسلامية وحتى وقتنا الراهن, والأكثر بحثاً عندي وجديةً ومتابعةً خطاب أحزاب الإسلام السياسي العراقي تحديداً,فمنها القديم ومنها الحديث وقد تُولد وتتفرخ لاحقاً تنظيمات دينية ـ إسلامية ـ كما حدث ما بعد 2003 حيث طفت على السطح أحزاب سمتها وعنوانها الدين وشعارها الإسلام هو الحل.مستخدمة مصطلحات الديمقراطية الإسلامية,والإشتراكية الإسلامية **

فهل حُلتْ معضلاتنا ومشاكلنا ؟ بعد سطيرتهم وسلطتهم وسطوتهم وتوليهم زمام صنع القراركما هو حاصل في منطقتنا العربية والإسلامية والذي ومنها الدولة العراقية ما بعد عام 2003 فمشكلتنا في الوطن العراقي باتت وأضحت للعيان هيمنة وتخبط وسوء إدارة وقلة خبرة (الأحزاب الدينية الإسلامية) المهيمنة على السلطة في العراق. ولقد أصابت عـن عمد وبحقدٍ مؤدلج وبإمتيازحقوق الطفل *** والمرأة والرجل والموارد الباطنية الخام وما ظهرمنها والموارد المائية والزراعة والصناعة والعلوم والتربية الإجتماعية وتفننت ولازالت بإجتثاث كل مايتعلق بالفن الإنساني التقدمي المتحضر وأهله المبدعين في الموسيقى والسينما والمسرح والشعر وغيرها من الفنون والأدهى والأغرب أنها تمارس نفاقاً بإسم الديمقراطية وتدعي أنها مع حقوق الإنسان وتقاتل في سبيل وطن ذو سيادة وإستقلال والبلد تنتهكه وتخترقه دول إقليمية وعالمية وبإمكانها منع إي قرار إذا ما خالف مصالحها!! ولقد إستعان البعض مصطلحات مدنية ــ علمانية على تسميات كتلهما الدينية فحزب الدعوة الإسلامية أضحى اليوم قائمة وحزب (دولة القانون) وهو مصطلح علماني ومدني شامل ذات شروط وضوابط تحدد سلوك الفرد والجماعة صنعه ووضعه الإنسان لحاجته إليه. والمجلس الإسلامي الأعلى أضحى اليوم قائمة وحزب (المواطن) الذي يتحمل أعباء وضنك العيش وضغط البطالة ووعوداً ليس لها طائل وكذا بقية التنظيمات الإسلامية التي تسمت تارة بالإصلاح بالإصلاح الوطني وأخرى التحالف الوطني وهلم جرى والقانون والمواطن في واقعنا ضدان لايقتربان إلا بالرشى, والرشوة تأخذ أشكالاً وتنوعاً وبالإمكان صيرورة تقبلها وفق الشرع الإسلامي, ووفق مقتضيات المرحلة, والميكافيللي يصبح مثلا يحتذى به, بل تتفوق عليه ألسنة الساسة الجدد.بينما القانون والمواطن صديقان لا يفترقان في الدول الحضارية الديمقراطية قلباً وقالباً كما تقول الحكمة أو المثل العربي الشائع ...بحث أولي في الحوار البناء ومرحلة التعاقد على المشروع السياسي وجدته في صحيفة المجلس الإسلامي الأعلى "نداء الرافدين" 30  من الشهر العاشر الميلادي 1991 كتب (برير العبادي) ولعله أحد حكام العراق الحاليين المستفيدين: إن وحدة معارضة الدكتاتورية تقتضي اللقاء والتشاور والإتفاق على الصيغة الممكنة التي تتطلبها المواجهة مع وجود رواسب الشك وتأثير الصراع الأيديولوجي والرغبة في الإنفراد القيادي والخوف من الإحتساب على طرف أو إتخاذ المواقف لصالح جهة أقليمية! ويستطرد (العبادي) إن بيان التفاهم الأول عام 1982 مع ويقصد الحزب الشيوعي العراقي تحديدا كان باكورة الجهود أنطمست معالمه سريعاً ولم تتح له فرصة التفعيل لأسباب لم يشرحها وليس له مجال لبحثها سابقا ولاحقاً ولكنه يعكسها على الأرض من وجهة نظر سلطوية مرائية,عندما حانت له الفرصة إذ يكتب في نفس المقال: من يمتلك خبرة وتفهماً دولياً قد لايمتلك القاعدة الشعبية, ومن يَملكُ"وهكذا وردت بالنص"القاعدة الشعبية ولا يمتلك مقبولية دولية يستطيع تأهيل الشعب المعارض لنهج الدكتاتورية لصياغة خطابها السياسي بشكل من الأشكال التي تفتح أمامها قنوات الإعتراف الدولي , وهذه المهمات متكاملة ,كسب الجمهور, وكسب التأييد السياسي الخارجي ــ هنا ينتقل إلى الإعتراف بالقول لا بالفعل في الوقت الحاضرـ الواقعية تفرض الإعتراف بحق الجميع في ممارسة العمل السياسي و النشاط السياسي لأن الحركة الإسلامية مهما أُوتيت مـن قوة ((لَنْ)) تستطيع تجاوز خريطة الواقع السياسي العراقي الذي يعج بالتفريعات والتلاوين السياسية والإيديولوجية والقومية والطائفية ...... و(عدم الإعتراف بهذا التركيب المختلط لايحل مشكلة ولا ينجز هدفاً).. والسؤال هلا يترجم منظروا أحزاب الإسلام السياسي العراقي والقاعده الشعبية التي يتم تغييبها عن الوعي الحقيقي للإنسان وثوابت الإنتماء والإلتزام الوطنيين هذا الخطاب إلى فعلٍ ملموس؟ أشك في هذا والدليل منهج سياسة الإنحدار في الوعي ومحوه من ذاكرة الناس مما ينتج التخبط في كل شئ وذلك لعدم وجود رؤية إستراتيجية سواء كانت إقتصادية ـ صناعية , زراعية ,موارد نفطيةـ او تعليمية وصحية او سياسة تخطيطية ذات برنامج مدني ديمقراطي واضح المعالم لبناء مجتمع ينتقل من حالة إلى إخرى ضرورتها حرية التعبير والرأي وديمقراطية الفكر والتطبيق الفعلي على أرض الواقع.. ومن ومضات التراث العربي ـ الإسلامي : خطب أبو جعفر المنصور يوماً فقال: منذ أن وليت عليكم رفع الله عنكم الطاعون. فقام رجلٌ في المجلس وقال : لأن الله أكرم من أن يجمع علينا المنصور والطاعون !.

 

الهوامش

* مشروع كتابة عن الخطاب القومي , العربي والكوردي والديمقراطي سابقاً ولاحقاً, وهو قيد البحث والكتابة.

** مقال حول شعار الديمقرطية عند بعض الإسلاميين نشر في مجلة الثقافة الجديدة التي يصدرها الحزب الشوعي العراقي  العدد 8  حزيران1991

 *** الطفل: كما عبر عنه الشاعر العراقي الغائب الحاضر(حسين مردان) حيث قال وكتب : لن أحترم العالم وهناك طفلٌ كسيرَ العينين!

 

 

السويد 15 تشرين الثاني 2012    
 

 

free web counter