| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الخميس 12/2/ 2009



 الإنتخابات والهواجس !!!!!!

رشيد كَرمـــــــــــة

والهاجسُ هو الضمير الذي يتفاعل ُمـــع الجماعة , وهنا تكمن أطراف المعادلة :(الأنا )والـ(نحن ) والتي تتحرك وفقها مشاعر الخوف والفشل من جهة , والثقة والغرور من جهة أخرى , الخوف مــن الفشل أو الفشل نتيجة الخوف وما يترتب عليهما , وكلاهما غاية ًفي ألأهمية ِوخصوصا ًلمن هو حديث العهد بالممارسة الديمقراطية ’ وأنــا هنا لا أعني البتة بديمقراطية الممارسة ’ إذ أن الديمقراطية منظومة متكاملة لا يمكن بأي حال مـن الأحوال فصلها عن الممارسة اليومية التي تمس حياة بشر تختلف إنتمائاتهم القومية والدينية والمذهبية والفكرية والأيديولوجية , وهنا لابد من القول ان الديمقراطية في إسرائيل منقوصة بفعل إغتصابها أرض وما بها وما عليها ومن ثم إضطهاد شعب !!!!

ولابد مـــــــــــن إيجاد معادل موضوعي يعيد للممارسة الديمقراطية ( الأنتخابات ) وجهها الحقيقي التي تسمح للرأي الآخر " المُغيب " الحضور والتواجد عبر آلية سلمية واضحة للعيان كي تدافع عن نفسها وتحصل على حقوقها الطبيعية , بهذا يمكن القول اننا سنقطع الطريق على ديماغوجية العنف والجماعات التي ترفدها بالمال والرجال ومنهم جماعات القاعدة وحماس وحزب الله والأحزاب القومانية ( وهو تعريف بأحزاب التعصب القومي كيفما وأنّا كانت وتكون ) والتي لا ترى غير العنف طريقا ًوسبيلا ً للحصول على مآربها , ولعل من نافلة القول أن الممارسة العراقية الأخيرة ( إنتخاب مجالس المحافظات ) ليست ممارسة ديمقراطية كاملة إذ تخللتها رشاوي وتهديدات وتزوير وإحتيال وغش وخداع ومنع وتلفيق وهي بهذه المواصفات تنهج نهج الأنتخابات الأسرائيلية والتي يصر صديقي علــى انها إنتخابات نموذجية خالية من اي نوع من التزوير والمخادعة بل أنها إتسمت بنوع من اخلاق الرياضة التي لا ترى بالفوز أو الخسارة حيف وانما اللعب من أجل اللعب فقط ؟؟ يقول صديقي: (( رعد الحافظ ))

بالأمس كنت أتابع إعلان نتائج أنتخابات الكنيست الأسرائيلي , وكنتُ أفضل أن يفوز من هو مستعد ُ للحوار والسلام مـــع " الفلسطينيين العرب "بشكل خاص و(العرب ) بشكل عــام سيما ان كلا المتنافسين من المتطرفين اليمينيين (نتنياهو رئيس الليكود أو ليبرمان رئيس إسرائيل بيتنا), ولكن الذي جلب أنتباهي هو عدم وجود أتهامات بالغش والتزوير بينهم عند إعلان النتائج الاولية , بل سارع إيهود باراك رئيس حزب العمل الى الاعتراف بالخسارة حتى قبل ظهور النتائج النهائية أعترف ..

أني تمنيت من أعماقي أن تكون الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة هكذا نظيفة وخالية من أي تزوير وغش وإتهامات متبادلة , وأن يعترف الخاسر بالنتيجة ويهنيء الفائز مباشرة دون حقد أو حسد . من جهة أخرى أرى أنَ العامل الأهم فـــي صنع الدكتاتور هو الشعب نفسه ومثالي على ذلك : إنني أفضل "نوري المالكي" على غيره لأسباب لها علاقة بأستتاب دولة القانون ولكنني حذرُ من تصاعد حدة المديح والتقرب إليه مـــن الجميع الـــى درجة مبالغ فيها أحيانا , وهذا قد يعني شيء آخر غير كفاءة الرجل وشعبيته .

فــــــــــي جانب آخر أنتبهت البارحة لصورة تلفازية للرئيس " باراك أوباما " رئيس أقوى دولة في العالم وهو يطلب مـــــن رجل عسكري أسود يقف وراءه للتقرب كي يظهر في الصورة مع الرئيس ,لكنه رفض بأبتسامة ٍ, وهذا يشبه ما حدث لي في بداية هجرتي مـن العراق الى السويد ,حيث قَدِم الملك السويدي" غوستاف آدولف" لزيارة شركة (الكترولوكس) التي كنت أعمل فيها وكنت أتساءل مـــــن الآخرين لماذا ذهب البعض وتركوا العمل ؟ فأجابوني : بأنهم سيلتقطون صور تذكارية مع الملك .
قلتُ : إذن لماذا أنتم الباقيين لا تذهبون ,؟ كانت إجابتهم : أنهم لا يرغبون في ذلك ,بينما قال آخرون إنهم لا يستطيعون ترك عملهم !

وهنا كانت صدمتي الأولى فـــي الممارسة الديمقراطية حيث أنني لم أصدق ما حدث , فكيف سيصدقه الآخرون !

أما ملاحظتي وللأجابة على أسئلة الأخوة الفلسطينيين الذين أستطلعت آرائهم حول نتائج الانتخابات الاسرائيلية , فالكل أجاب : أنه لا فرق بين الجميع ونحن لا نتوقع منهم خيرا لقضيتنا . وسؤالي اليهم , لماذا تنتظرون التغيير مــن الخصم ـ العدو ـ قبل أن تغيروا أنفسكم وتتحدوا أولا علــــى كلمة سواء ؟ فعندها ستقررون أنتم الطريقة التي تعيد حقوقكم المسلوبة , ولن تنتظروا منة أو عطف من أحد .

2009-02-11
 

free web counter