| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الجمعة 12/11/ 2010

 

الخوف من سمات المرحلة الراهنة !

رشيد كَرمــــــة 
 

الخوف ظاهرة , وغريزة إنسانية, شانها بقية طبائع البشر,والخوف له أسبابه ومبرراته,وأهمل هنا الخوف المؤقت العابر,وأختار الخوف على مستقبل وطن وشعب, ولأنني إخترت ما يحيق بمرحلتنا الراهنة وطنٌ كالعراق الذي ننتمي إليه ,إذن لابد أن يكون الخوف مُبَرراً ومشروعاً لما يحيق بلدنا من هوس السلطة ووحشية التنظيمات الإسلامية , وبربريتها وإعتمادها لغة الإغتيال والفتك , إنها أحزاب دموية شأنها شأن حزب البعث العربي الإشتراكي ,وهذه ليست تهمة فالوقائع اليومية في بلدنا تثبت هذا , وتتساوى القاعدة مع مثيلاتها طالما يكون اللجوء عندهم إلى العنف حد سفك الدماء , أحد أهم مبررات الخوف هذا العراك على السلطة والإستقواء بالعامل الإقليمي(إيران, سوريا, المملكة العربية السعودية) والدولي (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وشركائهما) وأحد مبررات الخوف ما تشيعه (أحزاب الإسلام السياسي في العراق قاطبة) من نهج إستنساخ النموذج الإيراني وزج الدين بعلله في تكوين دولة ديمقراطية والخوف من إغتيال الثقافة بكل فروعها ونظرة فاحصة تدلنا حتماً الى منظر التدهور الثقافي على المسرح العراقي والخوف يزداد شيئا فشيئاً من مصادرة حقوق الإنسان في اللبس والعقيدة والفكروحرية الفرد في الإختيار والتعبير, والخوف من إنتشار الفقر والعوز والحاجة والأمراض, وإنتشار الرذيلة والمخدرا ت وإلخ إلخ , إذن لابد أن يكون الخوف هو الهاجس الأرأس,الخوف من سيطرة الفكر المتخلف لسنوات أربع قادمة الذي يفتقد لأبسط قواعد الديمقراطية وإن تبجحَ بها,لأنها أثبتت ومنذ سنوات خلت سوء فهمها للديمقراطية ,وإستغلت المفهوم برمته في التصويت (الإنتخابات) فقط للوصول إلى كرسي الرئاسة وهذا ليس معياراً قطعاً للديمقراطية في بلدٍ يعج بالمتناقضات وتنعدم فيه الأجواء الديمقراطية , الخوف من كتابة قانون (دستور) يحجم ويعطل قدرة الإنسان على التفكير والإجتهاد , فماذا يتبقى للفرد العراقي طالما ينص الدستور العراقي على يقين لاهوتي يكنى بأسمه, ويلغي إرادة الشعب وهو المرجع الأول والأخير في فقراته ومفرداته,الخوف الآخر يأتي من عودة الجلادين وهو مربط الفرس كما يقول المثل الشعبي بإسمٍ آخر وإن كان بينهم من مناهضي الأهوج بالله (صدام حسين) فهؤلاء أوغلوا فتكاً بأعراضنا ومستقبلنا وهم أيضاً تلاعبوا بمفتاح الديمقراطية , وأثبتوا على مدى سنوات عدة عمق العلاقات القبلية والعشائرية على تثبيت كرسي الحكم , وهم من أشاعوا الجريمة والفساد الإجتماعي والخلقي,ومن هنا يأتي الخوف ثم الرعب ومن ثم الإرهاب , وهذا ما يعانيه الفرد العراقي والعائلة العراقية بغض النظرعن القوميه والمعتقد والدين والفكر والإنتماء,فأين هو الملاذ إذا كان كلا المتنافسين يدعي بانه يملك الحقيقة؟ والسؤال المهم والآني لكلا المتربصين بكرسي الحكم على بلدٍ إسمه [ ع.ر.ا.ق] أين أنتم من مفردات حاجات الجميع في الأمن أولا, ًوفي الحرية ثانيةُ ,والعيش الرغيد ثالثةً, ومستقبل أجيالنا رابعاً .والجواب : أنتم أسوأ ما في مجتمعنا فكلاكما تشيعان الخوف,والرعب والإرهاب في مرحلة عُدَتْ من أخطر مراحل العراق الحديث لما فيها من تجني على مراحل الديمقراطية التي نريد لها ان تتبلور وتتجذر بعيدا عن لغة الدم والفساد وهذا مايميز المرحلة الراهنة.يكبر الخوف عندما تتراجع القوى العلمانية عن مواقعها وتعجز عن لملمة صفوفها وتميل إلى الإنحناء أما العاصفة دون مبادرة جادة واضحة المعالم , تستند إلى الضغط الشعبي والعالمي وتفتح آفاقاً جديدة بعقول وأفكار عراقية عاشت الديمقراطية وتعلمت منها الكثير في بلدان المنافي والمهجر,والتي تحررت من عسف الدين وسيبقى الخوف من سطوة الدين على الدولة قائماً, وهذا ما يبرر الخوف الأكبر على العراق .

 


السويد 12 تشرين الثاني 2010

 


 


 

free web counter