كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الجمعة 12/12/ 2008

إحتجاج أُممي .. رشيد كَرمــــة تظاهر مئات الآلاف من شبيبة وشابات العراق وإيران وأفغانستان ومعهم أصدقائهم من مختلف دول العالم , في العاصمة السويدية " أستوكهولم " مساء 11/ 12 / 2008 وذلك إحتجاجا ً على ممارسة الحكومة اليمينية أزاء طالبي اللجوء , والذين باتت قضيتهم مثار إهتمام مختلف دول العالم , ولقد وقع إختيار اللجنة المنظمة أن تكون الواجهة الأمامية للبرلمان السويدي , مكانا ً ملائما ً ومناسبا ً لتسليط الضوء على ماتعانيه شعوب ثلاث مناطق منكوبة ( بالعنف , وبالأرهاب وبمصادرة الحريات الشخصية ) سواء كــــان ذلك في إيران أو أفغانستان أو العراق , الذي ما أنفك الأرهابيون ينشرون الرعب حتى في مناسباتهم الدينية , ولعل ما حدث في مدينة كركوك العراقية مؤخرا ً ما يشيرالى بربرية الفعل . ولقد بات للقاصي والداني بأن عسف الحكومة السويدية الذي طال جميع طالبي اللجوء لايمت الى الموقف الأنساني أولائحة حقوق الأنسان التي تنتهكها الدول الإسلامية ومنها الدول الثلاث التي ينتمي إليها أغلب المتضررين ,والذين باعوا ممتلكاتهم ومدخراتهم طلبا ً للأمن والكرامة الإنسانية الممتهنة من جانب حكومات أغلب الدول العربية والإسلامية . مهما يكن من أمر فان قرار الإبعاد , وعدم السماح لطالبي اللجوء بالعمل , ومنعهم من مواصلة تعلم اللغة السويدية , وقطع المعونات الإجتماعية والمعاشية والصحية , لهو أمر يتنافى وطبيعة النظام المدني الأوربي والذي يتسم بالعدالة أزاء من تتعرض حياتهم للموت .ــ الملفت للنظر أنه تم رفض أعداد كبيرة من العراقيين الذين تقدوا بطلب اللجوء هربا ً من سوء الأوضاع وجلهم من الأبرياء وممن عانوا الأمرين على يد الطاغية صدام وزبانيته في حين منح حق اللجوء لأعداد هائلة ممن شاركوا الدكتاتور الحكم من خلال أجهزته المختلفة ,,,,,,,وهنا مثار الغرابة ؟؟؟؟؟ لقد جرى إنتهاك لائحة حقوق الأنسان في أكثر من مكان في العالم , وإستشرى الفساد الأداري وقل الأهتمام بمنظمات المجتمع المدني , بل أقصيت المرأة من الوجود الأجتماعي كما أشارإلى ذلك المتحدث عن حزب اليسار السويدي في هذا التجمع الكبير , والذي دعا إلى مؤازرة طالبي اللجوء وتوفير الحماية لهم , وخصوصا من تلك الدول التي يشرعن فيها الموت طبقا ً ( لآرادة الفقيه ) وهذا ما حصل ويحصل في إيران . وكان المتحدث عن الحزب الإشتراكي الديمقراطي السويدي قد أشار ضمنا الى إنتهاكات خطيرة تتعرض لها المرأة في الدول الدينية , وهذا ما أكدت عليه ( سارة ) الناطقة الرسمية لرابطة أو ما سمي مشروع ( بيلا وفاطمة ) ضحيتي الحرية الشخصية . ولقد كان ممثلوا النادي العراقي في مدينة بوروس في مقدمة الصفوف معلنين تضامنهم مع كل الشعب العراقي الذي يتعرض لأمتحانٍ شديد , وهذا لايعفينا أن نكررالقول للإدارة السويدية ولمختلف حكومات دول العالم أن من بين طالبي اللجوء عددا ً من المجرمين وممن شاركوا الدكتاتور صدام حسين في قتل المعارضة العراقية , سواء كانوا من العراقيين أو الإيرانيين أو من العرب الأفغان فلقد عمل الدكتاتورعلى لعبة خلط الأوراق وإستغفال البعض كما عمل على المساهمة في جريمة قتل متعمدة سواء في حرب داخلية ضد مكونات الشعب العراقي أو حرب خارجية كالحرب الإيرانية وغزو دولة الكويت . ثم أشارت متحدثة وناشطة إجتماعية مـــن مدينة بوروس عضو النادي العراقي الأخت ( عواطف أسديان ) الى المحنة التي يتعرض لها العراقيون وألمحت ان كل مكونات الشعب العراقي قد تضررت بفعل القسوة والإرهاب , وهنا لابد من التذكير, والحديث لا زال للأخت ( عواطف ) بمصادرة حرية الشعب العربي في ( الأحواز ) في إيران بفعل تفريس المجتمع المتعدد القوميات , ولقد ألقت الكلمة باللغتين العربية والإيرانية في ظل يوم مُثلج ٍ ومعتم بدد البرد حرارة اللقاء الأممي وحق المطالبة بالبقاء والعيش أينما كان الإنسان , كما بددت الشموع ظلمات بلد ٍ كان من أوائل الدول التي إنتبهت إلى إنتهاكات حقوق البشر . فلا غرو أن رفع المتظاهرون عاليا ً شعارات تعكس حق العمل للجميع ,, و أوقفوا إبعاد من يتقدم بطلب اللجوء , نعم لحق الإقامة ,,, ومع أناشيد أممية ٍ, وعزف ٍلايخلو من معنى , وغناء يمجد الأنسان وكفاحه من أجل الخير كان هناك تصميم على عودة التضامن الأممي الذي يخيف الرأسمالية الجديدة التي ستخنقها أزماتها مهما إستخدمت من سلاح ,,,, السويد 12/12/2008