كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأحد 8/3/ 2009

متابعة أدبية .... (1) رشيد كَرمـــة تحفل القنوات الفضائية في العراق والبلاد العربية والإسلامية والعالمية بالكثير من البرامج الهزيلة الهابطة حد ان المرء ليشتم ويستنكر هذا الإسفاف في الطرح ناهيك عن الإستخفاف في عقل وذهنية المشاهد و المشاهدة دع عنك حرف الطفل عـــــــن جادة الصواب , لما تبثه هذه البرامج مـن دعوات إلى روح الإتكال والخداع والثأر. ولكن هناك بعض أو ( البعض القليل ) من البرامج التي تحترم ذهنية الإنسان فــي الولوج الى لب موضوعاتنا ومحور متاعبنا بل تسليط الضوء على بؤرة مشاكلنا, المشاكل التي تعصف بالجيل الجديد بدءً مــــــن الأطفال مرورا ًبالشبيبة المراهقة والمرأة وبقوى الإنتاج , ولعل الغائب فـــــي منطقتنا العربية والإسلامية بل ولعل المستهدف الأول في قائمة التغييب والإغتيال هو الأدب والفن الملتزم ومنها المسرح والأغنية والقصيدة والفن التشكيلي وفن الكاريكاتير والرواية وكل ما يمت بصلة الى التنويروالحداثة والتحررمن ربقة اللاهوت الديني الذي تتكأ عليه قوى العولمة ومنها العولمة الأمريكية التي تسعى جاهدة لتطويق القوى المحركة لهذا الإتجاه وعموما تتمسك القوى الوطنية الديمقراطية واليسارية سواء في آسيا وأمريكا اللاتينية بهذا المنحى الأدبي الذي يتناول كــل جوانب الحياة بدء مـــــن البحث في تاريخ الإنسان والخليقة وكفاحه من أجل الحرية وإنتهاء بالبحث عن الموت وسرالخلود ......... الأسبوع الماضي حفلت وتألقت قناة الفضائية الشرقية العراقية بعرضٍ مقتضبٍ جدا ً عن مفكر كوني صوفي وطني عراقي صادق قلما جاد الزمان بأمثاله ( أبو الحسن ) هادي العلوي الذي نذر حياته للبحث التأريخي الرصين , كانت المادة الفلمية مــــــن إعداد عمر حسن العلوي ولقد أظهر الفيلم فنانة الشعب الراحلة ( زينب ) ويظهر إلى جانبها الباحث العراقي المتألق ( فالح عبد الجبار ) أتمنى على كادرقناة الشرقية لما تملكه من إمكانات مادية إعداد مايليق بالمثقفين العراقيين بعيدا عن إنتمائاتهم الحزبية ومعتقداتهم الفكرية وخصوصا فــي هذا الظرف العسير الذي يمر به وطننا العراقي . فــــي تلفزيون الكويت وبرعاية مجلة العربي عرضت تغطية إعلامية متلفزة ومتميزة عــن الأبداع العربي في الرواية والتجدد وسبل الإرتقاءبها , تناولت الندوة التحديات والمعوقات التي تحد من انطلاقة المبدعين والإبداع ولقد شارك في الندوة ولمدة يومين، أكثر من 80 مثقفا من 13 دولة عربية، وذلك بعد عام من احتفال المجلة بيوبيلها الذهبي, شملت الندوة عدة محاور، من بينها ندوة للشعر العربي المعاصر والرواية والقصة القصيرة والفن التشكيلي، إضافة إلى مناقشة خاصة للرواية العراقية . قدم العراقي الدكتور ــ عبد الله إبراهيم ــ وهو مستشار ثقافي وأستاذ في جامعة قطر بحثا نقديا لرواية ( حارس التبغ ) للروائي العراقي ــــ علي بدر ــــ الذي يستثمر الشخصيات المخترعة لحياة الشاعر البرتغالي ــ فيرناندو بيسوا ــ لينسج خيوط حكايته في روايته الثامنة "حارس التبغ"، فالرواي هنا صحفي مكلف بكتابة تحقيق عن مقتل موسيقار عراقي في العام 2006 في مدينة المنصور في بغداد يعثر على ديوان شعر بعنوان دكان التبغ للشاعر البرتغالي فيرناندو بيسوا موضوعا على طاولة الضحية، مع كتاب آخر عن حياة عازف الكمان الفرنسي غيربالدي، فيأخذهما معه مثل أي محقق بوليسي في قضية، غير أن التعليقات بقلم الرصاص على كتاب دكان التبغ تغريه في البحث عن هذه الشخصية، فيجد تطابقا بين حياة الموسيقار القتيل والحياة التي صممها الشاعر فيرناندو بيسوا في كتاب دكان التبغ، من هنا نعثر على العنوان وهو حارس التبغ الذي يختص بالشخصية الثالثة لبيسوا وهي الشخصية الثالثة لحياة الموسيقار العراقي أيضا. (كمال مدحت) ثلاث شخصيات في شخصية واحدة ، كل شخصية لها اسم، وعمر، وملامح، وقناعات، ومذهب مختلف عن الشخصيات الأخرى، فشخصيته الأولى هي: يوسف سامي صالح، موسيقار يهودي، ليبرالي ومتنور، ولد في العام 1926 في بغداد، وقد هجر إلى إسرائيل في الخمسنيات، ولم يستطع الحياة هناك فيهاجر إلى طهران متخذا لنفسه شخصية ثانية هي حيدر سلمان، موسيقار ولد في عائلة شيعية متوسطة، وتاريخ ولادته أكبر من شخصيته الأولى بعامين، ثم يعود إلى بغداد في العام 1958 بعد أن يقترن بزوجته ( طاهرة الطباطبائي ). غير أنه يُهجّر مرة أخرى إلى إيران بتهمة التبعية الإيرانية، ومن هناك يفر إلى دمشق بشخصيته الثالثة وهي شخصية كمال مدحت الموسيقار المعروف. وهذه الشخصية تختلف عن الشخصيتين الماضيتين، فهو منحدر من عائلة من التجار، تقطن في الموصل في العام 1933، وهي من كبار العائلات السنية، وقد ارتبط بعلاقة خاصة مع السلطة السياسية في بغداد في الثمانينات، وأصبح من المقربين للدكتاتور  وزبانيته. يتبع السويد 9 آذار