راهبة الخميسي

 

كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 

الأحد 9/1/ 2011

جرعة الوطنية راهبة الخميسي مرت البشرية عبر تاريخها الطويل بأمراض وأوبئة كثيرة كالجدري, والطاعون, والانفلونزا بأشكالها المختلفة, كأنفلونزا الخنازير, وإنفلونزا الطيور, ففتكت بأعداد كبيرة من البشر. وكانت مدينة بغداد قد تعرضت للكثير منها, ومن أشهرها ما تعرضت له في الثلث الاول من القرن التاسع عشر, حيث إنتشر وباء الطاعون الذي فتك بأغلبية أبناء بغداد, وصادف أن صاحب هذا الوباء فيضان نهر دجلة, ولم ينج منه إلا من فر خارج بغداد, الى الصحارى والمناطق النائية, حتى إن حراس داود باشا والي بغداد آنذاك قد هربوا وتركوه في قصره وحيداً. بعد تطور العلم والبحوث والاختراعات, تمكن العلم من ايجاد لقاحات مضادة للكثير من هذه الاوبئة كاللقاح ضد الجدري, واللقاح ضد الطاعون, وساعد ذلك على تخلص البشرية من هذين الوبائين والى الابد. لكن للاسف لا تزال هنالك الكثير من الاوبئة دون علاج او لقاح, ولم يتمكن العلم من إيجاد حلول لها, ومنها وباء نقص أو إنعدام الوطنية, والتي لازال البعض يحتاج الى جرعة منها. ان شعب العراق الذي عانى الكثير خلال سنوات الحروب والحصار, من الفقر والعوز وكان ينتظر ساعة الخلاص, ولسنا بحاجة الى ذكر أعداد الذين فقدوا حياتهم نتيجة نقص الغذاء والدواء, وكلنا يدري كم من الناس باعوا حتى أبواب بيوتهم ومكتباتهم, وكل غال ونفيس من ممتلكاتهم من أجل توفير لقمة العيش. وشعب العراق ينتظر من يمد له يد العون من أبناءه. ومرت السنوات الطويلة, فذهبت وجوه, وجاءت وجوه, والحال لم يتغير. ومن يدخل الان الى المدن العراقية يجدها خربة وخالية من كل مظاهر الحياة العصرية, وهي التي تطفو على بحر من الثروات النفطية. أهمس في أذن من يعنيهم الامر .....أبحثو عن جرعة في الوطنية, وإغرسوها في عروقكم, وعقولكم, علها تحرك فيكم الدماء كي تقدموا لشعبكم ما وعتموه به.   السويد