| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الأثنين  9 / 12 / 2013

 

الى أين ياعراق

راهبة الخميسي

لا يزال مجتمع المكون الآيزيدي في العراق, خاصة في منطقة سنجار, يعيش حالة التهميش والعزلة, ويعاني من شتى أنواع الاعتداءات والعنف ضده, وإنعدام وجود المفاصل والمشاريع التنموية, كالمستشفيات, والمراكز الصحية, والمراكز الأمنية, ووسائل الترفيه المختلفة والتي ساهم فقدانها لتزايد حالات الاكتئاب, والشعور باليأس والاهمال,وحالات الانتحار,خاصة بين شريحة الشباب.

ورغم المطالبات والمناشدات, والحملات التي نظمتها, وتنظمها مختلف منظمات المجتمع المدني, ومنظمات حقوق الانسان, لمناهضة الظلم ضد هذا المكون العراقي المتجذر في وطننا, لاتزال أعمال العنف, وحالات الاعتقال, ومداهمة البيوت وإقتحامها, والقتل المتعمد, مستمرة بحقهم, لايطولها عقاب ولا يردعها قانون.

ولاتزال حملات التهديد التي تمارسها الجماعات الارهابية, مستمرة ضد أبناء المكون الايزيدي, فلقد تعرض طلاب جامعة الموصل من الايزيديين, تعرضوا للتهديد بالقتل إن لم يتركوا مقاعدهم الدراسية في الجامعة المذكورة.

وفي تأريخ 28 تشرين الثاني الماضي, هاجم عدد من المسلحين بالمسدسات كاتمة الصوت, أربعة من سائقي الباصات الخاصة بنقل الطلبة الايزيديين, راح ضحيتها ثلاثة منهم, وقد نجا السائق الرابع من الموت لكنه أصيب بجروح بليغة.

وعلى إثر هذا الحادث اللا إنساني, طالبت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان, وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للاسراع بتوفير فرص بديلة للطلبة الايزيديين, والاسراع بتأسيس جامعة في قضاء سنجار من أجل إنهاء معاناتهم.

كما ودعت النائبة الايزيدية فيان دخيل_عن التحالف الكوردستاني_ الى حسم ملف نقل الطلبة الايزيديين من جامعة ومعاهد الموصل الى إقليم كوردستان, وحذرت النائبة فيان من التأخير الذي من شأنه منح فرص لأعداء الحياة وأعداء الانسانية, لتمزيق نسيج المجتمع العراقي, مطالبة في الوقت ذاته بتعويض ذوي الضحايا إستناداً الى القوانين السارية.

إن إستمرار إنتهاكات حقوق الانسان في العراق, ضد مكوناته وأقلياته وإثنياته المختلفة, وإستمرار عمليات العنف, الخطف, الاغتصاب, القتل, والاعتقالات, دون أية محاسبات قضائية, أو قوانين رادعة شديدة, سيؤدي حتماً لتفتيت المجتمع العراقي, وتمزيق نسيجه, ويدفع بمكوناته للهجرة من أجل الانعتاق والحرية والعيش الآمن, مما سيفرغه من مكوناته المتعددة التي تعايشت منذ قدم التاريخ, خاسراً بذلك كنزاً كبيراً لتعددية مجتمعية (ثقافياً ولغوياً ودينياً وحضارياً وموروثاً إجتماعياً وتاريخياًغنياً).


7 كانون أول 2013
 

free web counter