|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  7  / 1 / 2020                          راهبة الخميسي                                   كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

قربت ساعة الخلاص

راهبة الخميسي
(موقع الناس)

بعد كل المحاولات البائسة لسحب البساط من المتظاهرين، ولاضعاف همتهم، وتفاعل الشعب العراقي كله معهم، من اجل تحقيق اهدافهم بعراق جديد متعافٍ وسليم، بعيد عن الطائفية والمحاصصات والفساد والانتهاكات، والتخبطات السياسية الرعناء، وبعد ان ازفت الساعة، واصبح تحقيق نجاح الثورة الغراء قاب قوسين أو ادنى، ووصل الامر على حافة تقرير المصير، وتكليف شخصية رئيس وزراء عراقي جديد؛ تعاقبت الاحداث التي حولت اتجاه البوصلة نحو الاحداث التي دخلت بتزامن مفاجيء وسريع، يدعو للاستغراب، والتي تصدرها حادث الاغتيال الاخير الذي قامت به امريكا، فاطاحت بأهم قادة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس ومعه قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني؛ فكان هذا الحدث هو شاغل الحكومة العراقية، وشاغل البرلمان وجلساته ومشاوراته، وتصدر كل اهتمامات وسائل الاعلام العراقية والعربية والعالمية، وملأ الخبر الشاشات الفضائية، والمقابلات والتنظيرات والتحليلات السياسية والمحللين، واصبح شاغل الشارع العراقي كله، ووسائل التواصل الاجتماعي بين الناس، فانشغل الجميع بهذا الحدث المهم، وتناسى البرلمانيون في اجتماعاتهم التي كانت مهيئة لحسم موضوع التفاهم مع مطالب المتظاهرين، والوصول لطريقة مرضية تتفق فيها الحكومة معهم في اختيار رئيس وزراء جديد يتناسب مع مطالب الثوار، فجاء اجتماع مجلس النواب الذي كان مسخراً من بدايته حتى انتهاءه، لحادث الاغتيال الاخير، وللتنديد بامريكا وطردها، دون الاشارة الى موضوع العراق وشبيبته المنتفضة التي تفترش ساحات الاحتجاج منذ اكثر من ثلاثة شهور، وفي هذا البرد القارص.

فكان هرج البرلمانيين وديماغوجيتهم ومهواليهم واهازيجهم وهتافاتهم ضد الوجود الامريكي، وضد معاهدات العراق التي ابرمها مع امريكا، متناسياً هذا البرلمان، اكثر من 600 شهيد عراقي، واكثر من 21 ألف جريح وخمسة الاف معاق، ومئات المعتقلين والمختطفين، ومتناسياً ايضاً ان الثورة والثوار قد سلطوا بؤرة الضوء على هوياتهم وهم اقزام السلطة المشبوهة الميليشياوية.

لقد اجتمع مجلسهم بتصويت 170 برلماني من اصل 328 نائب، وكانوا قد تماهوا مع بعضهم بهدف بائس محاولين التشويش على اهمية دور الانتفاضة التي تسعى لتخليص العراق من الخراب.

انها اخر ورقة لسلطة الفساد التي عاثت بالبلد واوصلته لقعر مستنقع الظلام.
انها الحرب النفسية الخاسرة، التي لاتكاد ان تكون القشة التي هي اخر ما يتشبثون بها لينقذوا انفسهم من الغرق المحقق، آملين استعادة سلطانهم على هذا الشعب.

انهم لواهمون.
كل العراق معكم يا ثوار تشرين الخالد، فلتستمر خطاكم، وانتم ترتقون سلالم المجد، ولتتحقق لكم وبكم طموحات كل عراقي شريف، يحلم بوطن حر يقوده ابناؤه الشرفاء الحالمون بمستقبل مشرق.


 

* ناشطة مدنية - السويد
 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter