راهبة الخميسي
الأثنين 7/2/ 2011
لمحات من تاريخ مصر الحديث
راهبة الخميسي
رزحت مصر تحت الاحتلال البريطاني عام ,1981 إثر الثورة العرابية وتم على اثرها نفي أحمد عرابي الى جزيرة سيلان (المستعمرة البريطانية آنذاك), ولكن روح الثورة بقيت في نفوس المصريين, وظهر زعماء كان لهم دورا كبيرا في قيادة الحركة الوطنية, ومنهم مصطفى كامل وسعد زغلول.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى عام 1918, أصدر الرئيس الامريكي آنذاك (ودرو ويلسون), وثيقة هامة حول حق الشعوب في تقرير المصير, عرفت هذه الوثيقة باسم (مباديء ويلسون), وبعد انتهاء الحرب, عقد مؤتمر الصلح (مؤتمر فرساي) في فرنسا, حضرته الدول المنتصرة في الحرب, وتم توجيه الدعوة الى شعوب العالم التي تسعى للحرية, وحضر عن الجانب العربي آنذاك,الامير فيصل نجل الملك حسين ملك الحجاز (ملك العراق لاحقاً), لطرح مطالب العرب للحصول على الاستقلال.
أما بالنسبة لمصر,فلقد قامت فيها ثورة عام 1919 ضد الانكليز, للمطالبة بالحرية والاستقلال, وكان من ابرز رموزها سعد زغلول.
وقد أنشد لهذه الثورة السيد درويش, نشيده الخالد (بلادي بلادي ), والذي اصبح فيما بعد نشيداً وطنياً لمصر.
وعلى على اثر هذه الثورة, تشكل وفد برئاسة سعد زغلول, لتمثيل مصر في مؤتمر الصلح, وحين قابل سعد زغلول , الرئيس الامريكي, وعرض عليه مطالب المصريين في التحرر, حسب المباديء المذكورة,
أجابه الرئيس الامريكي, (أنه يعترف بالسيادة البريطانية على مصر), فكانت الضربة الكبيرة لطموحات الشعب المصري في التحرر والاستقلال.
وبعد أن خابت آمال الوفد المصري في باريس, سافر هذا الوفد الى لندن, للتفاوض مباشرة مع
الحكومة البريطانية في الحصول على الاستقلال, إلا أن الخيبة تكررت في لندن, لتمسك بريطانيا بمصر وبقناة السويس تحديداً.
وعاد الوفد الى مصر, وأسس على اثرها حزباً جديداً باسم (حزب الوفد) الذي تزعمه سعد زغلول.
واتخذ هذا الحزب من الهلال والصليب شعاراً له كرمز لتمثيل المصريين مسلمين واقباط.
واكتسح هذا الحزب بشعبيته كل الشارع المصري, مما دفع ملك مصر, أن يكلف سعد زغلول بتشكيل الوزارة آنذاك (في أوائل العشرينيات من القرن العشرين).
ومن الجدير ذكره بأن السودان كانت جزءا من مصر, وكلاهما كان تحت الاحتلال البريطاني.
وقد اتهمت حكومة سعد زغلول بتدبير حادث اغتيال القائد العسكري البريطاني في السودان, وقد قدم سعد زغلول على اثر ذلك استقالة كحومته, وتوفي بعد ذلك بفترة وجيزة, عام 1925, وتزعم الحزب من بعده النحاس باشا, الذي تولى رئاسة الوزارة لمرات عديدة.
وفي عام 1936 تم توقيع إتفاقية بين مصر وبريطانيا, كان من بنودها أن تنسحب بريطانيا من كل الاراضي المصرية باستثناء منطقة قناة السويس, وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لمصر.
وفي هذه السنة ذاتها, توفي ملك مصر فؤاد الاول, وخلفه ابنه الملك فاروق, الذي كان صغير السن, قليل الخبرة.
وشهدت الاربعينيات من القرن الماضي, الحرب العالمية الثانية, التي كانت مصر إحدى ساحاتها لاهمية موقعها الجغرافي, ووجود قناة السويس فيها, ولكن انكسار الجيش الالماني في معركة( العلمين), قرب الحدود المصرية الليبية, جنب مصر الاحتلال الالماني.
ومن الاحداث المهمة في عهد الملك فاروق, الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948, واشتراك الجيش المصري فيها, إضافة الى جيوش سوريا,والاردن,والعراق.
وكان من نتائج تلك الحرب, انسحاب الجيوش العربية من فلسطين, واتهام الملك والحكومة المصرية, من قبل الجيش المصري ,بشراء أسلحة وعتاد فاسد, مما ألب عدداً من الضباط المصريين, ودعاهم لتشكيل تنظيم الضباط الاحرار.
وكان من أبرز هؤلاء الضباط, جمال عبد الناصر, وأنور السادات, ومحمد نجيب, وحسين الشافعي, وعبد الحكيم عامر, وعبد اللطيف البغدادي, وخالد محيي الدين , وغيرهم.
والذين أطاحوا بالنظام الملكي, في ثورة 23 يوليو عام 1952.
فاعلنت مصرجمهورية, بعد ان دام الحكم الملكي فيها زهاء قرن ونصف, لينتهي حكم اسرة محمد علي.
وأختير اللواء محمد نجيب, كأول رئيس لجمهورية مصر.
وأقيل محمد نجيب بعد فترة وجيزة ليخلفه الرئيس جمال عبد الناصر, الذي حكم مصر لغاية 28 أيلول 1970.
وحكم أنور السادات بعدعبد الناصر لغاية 1981 حيث انتهى حكمه بحادث الاغتيال المعروف.
ونصب حسني مبارك بعده رئيساً لجمهورية مصر, التي يثور شعبها اليوم ضد الفساد والظلم والاضطهاد.
وها هو اليوم حزب الوفد, الذي أسسه سعد زغلول, هاهو يشارك شباب مصر ثورتهم, تحت نفس شعاره( الهلال والصليب), متضامناً مع القوى الوطنية المصرية, لتخليص مصر من المفسدين الذين نخروا جسد مصر.
السويد