| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    السبت 5/3/ 2011

 

الى أين يؤشر إتجاه البوصلة؟

راهبة الخميسي

لم يكذب الشعب العراقي على حكومته, أمَا هي, فلقد كذبت عليه!!!
حين وعد أبناء شعبنا, وتعهدوا بأن تظاهراتهم ستكون سلمية, شعبية,لاسياسية ولا متحزبة, أوفوا بوعدهم, وخرجوا للتظاهر مسالمين, بل حاملين شعارات ولافتات كتبوا عليها كلمة (سلمية), متزامنة مع شعاراتهم التي خرجوا للتظاهر من أجل أن يهتفوا بها, أو يحملونها لافتات مكتوبة, (البطاقة التموينية), (درجات عمل للخريجين العاطلين), (اطلاق سراح السجناء),(تعديل رواتب المتقاعدين), (معالجة الفساد المالي والاداري), الى اخره من الشعارات التي تمس واقع المواطن العراقي, والتي تسلطت عليها الكاميرات وتناقلتها القنوات الفضائية المختلفة, وشاهدها كل العالم.
تسارع ابناء الشعب العراقي, وجاءوا من كل صوب, ليلتحقوا بالمتظاهرين في المكانات المقررة, في كل محافظات القطر, حسب المتفق عليه, فبماذا تفاجأوا؟؟؟
في بغداد العاصمة, مورست حالة حظر سير المركبات, وسير المتظاهرين, في كل سيطرات التفتيش, ومنافذ العبور, لأجل الحيلولة دون الوصول الى ساحة التحرير, مركز تجمع المتظاهرين.
لقد انخرطت أعداد كبيرة من الشرطة الاتحادية_الفوج الرابع_, وانتشر عدد كبير أيضاً من أفراد عمليات بغداد, والقوات الامنية, لمنع واعاقة وصول المتظاهرين وتفريقهم, بل وقمعهم وايذاءهم بشتى الطرق الهمجية, فحجزوا العديد من ابناء الشعب, واعتقلوا عدداُ من المتظاهرين, وأجبروا الناس على الانسحاب ومغادرة مكان التظاهره, ووصل بهم الحال الى الاعتداء العنيف على المتظاهرين بالضرب, وأوشكوا أن يحولوا خط التظاهرة الى منعطف خطير, ناهيك عن منع الكثيرين من أداء صلاة يوم الجمعة, ووضع الحواجز الكونكريتية قرب ساحة الوثبة, وساحة الطيران, ومكانات أخرى مختلفة, لمنع المتظاهرين من الوصول الى ساحة التحرير, ولقد منعت قوات عمليات بغداد, الاعلاميين والمركبات التي تقوم بالبث المباشر عبر الفضائيات, وأجبرتها على التوقف بتصوير سير الاحداث خلال المظاهرة, ومن أجل خلق التشويش واقلاق المتظاهرين, فقد قامت قوات الشرطة, بتوزيع منشورات باسم تنظيم القاعدة.
ومنعت القوات الامنية, منظمات الصليب الاحمر, والهلال الاحمر من الوصول الى ساحة التحرير.
ومنع الصحفيون والاعلاميون, من ممارسة دورهم في نقل وتغطية الاحداث, بل تعرضوا للاعتداء بالضرب من قبل هذه القوات.
وتجند اكثر من 150 شخص من قوات الجيش, لمطاردة السائرين باتجاه ساحة التحرير, واعاقة وصولهم الى هناك, فكان المواطنون يعانون من تخطي الحواجز والعقبات الكثيرة التي تحول دون الوصول.
ولقد اقتحمت قوات الشرطة, فنادق السعدون, والرشيد, واحتجزت الشباب من الساكنين فيها, من ابناء المحافظات, واجبرتهم على المغادرة.
اما خلال عملية تفريق المتظاهرين, من قبل قوات مكافحة الشغب, فقد سقط العديد من الجرحى بسبب الضرب والاعتداءات, ونقل المصابون حينها الى المستشفيات.
ناهيك عن الذي حصل في معظم محافظات العراق, ففي البصرة, والديوانية, والفلوجة, وسامراء, وذي قار, ومثلها في بقية المحافظات, تعرض المتظاهرون الى قمع, وتهديدات, واعتداءات سافرة من قبل افراد الشرطة وقوى الامن وباساليب مماثلة للتي مورست ضد المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد.
ان المادة 38 من الدستور تكفل للمواطنين العراقيين حق التظاهر السلمي, وطرح المعاناة التي يعاني منها الشعب, فبأي دالة أو ذريعة, يخترق رجال الشرطة والامن دستور العراق, ويعتدون على المواطنين المتظاهرين, بالتهديد, والضرب, والاعتقال, وغيرها من الاساليب القمعية القميئة؟
ولماذا يكذب المسؤولون على الشعب, الذي يعلنون له بانهم فرحون ومؤيدون للممارسة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب من خلال فعالية التظاهر, وان هذه الممارسة هي حق مشروع؟
لقد كذبت الحكومة العراقية على شعبها حين منحته الوعود, لكن الشعب لم يكذب على الحكومة, بل التزم بوعوده, وكانت تظاهرتهم سلمية حد النخاع.
هل هنالك خشية شديدة خفية من أصوات الحق التي يطلقها المواطن العراقي ضد الظلم والفساد؟
ماذا تنتظر الحكومة العراقية لردة فعل الشعب؟
هل ستجني على نفسها براقش؟؟!!!
والى أين سيؤشر إتجاه البوصلة؟؟!!!
 

السويد

 

free web counter